هناك من تحبه بلا سبب وهناك من تكرهه أيضا بلا سبب... من تحبه تحتاج فقط لبعض الرتوش البسيطة لتبقي علي حبك له... ومن تكرهه لو فعلت المستحيل فلن تستطيع أن تستسيغه أو تبتلعه... أما معظم العلاقات الشخصية فمن نوع ثالث يميل تارة للحب وتارة للكره أو إن شئت قلت لعدم الارتياح... وهذا النوع من العلاقات يحتاج لجهد مُضْنٍ وشاق للإبقاء والحفاظ عليه... ويرجع بذل الجهد هنا إلي تواجد الدافعية... فبدونها لن يستهلك الشخص حياته بل ولن يشغل باله في الحفاظ علي تلك العلاقة... وهنا لابد من التنويه إلي علاقة سهلة مريحة لا تحتاج إلي تكاليف أو احتياطات لأن أساسها هو المسامحة و العفو والتماس الأعذار... وهي العلاقة التي منطلقها... الله... فهي في الله ولله... لا لمصلحة ولا لمنفعة بل التعاون معا للوصول إلى بر الأمان... وهذه العلاقة ربانية... العاطفة فيها ليست الأساس بل يحكمها هدف أرقى وأسمى وهو الوصول إلى رضا الله... فإن تحققت العاطفة فأهلا وسهلا بها... وإن لم تتحقق فلا ضير فإنه لا يبكي علي الحب إلا النساء... وبالطبع هذا لا يعني جفاف العلاقة أو سيادة نظرية الجفاء فيها... بالعكس فطالما طالعنا قصص العشق في الله ولله... ولكننا نعني هنا أن الحب بمعني الهوي والميل المزاجي ينتفي في مجتمع تسوده قيم العدل القائمة علي المساواة والجدارة والاستحقاق لا علي الميل النفسي والمزاج الشخصي أو المحسوبية... وفي الأخير : إذا أردت علاقة إنسانية ناجحة ناجعة فأَبْعِد عنها سفاسف الدنيا وشهواتها وحقدها وحسدها وجميع أمراضها... وضَعْ أمامك قول رسولنا الكريم : "الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ . " ولا يمكن أن نحيا منفردين... فالشخص الطبيعي لا تسعده مليارات الدنيا إذا لم يكن محبوبا بصدق من الناس الطبيعيين. #بسن_القلم