لا يمكن اعتبار مشكلة الملعب الذي سيقام عليه نهائي كأس مللك أسبانيا مشكلة ظاهرية، إذ أنها تأخذ أبعادًا سياسية ما جعل وسائل الإعلام الإسبانية توليها اهتمامًا خاصًا خلال الأسبوع الماضي والحالي كونها تندرج تحت هذا الإطار السياسي فضلا عن أنها نهائي أحدي البطولتين الكرويتين بأسبانيا. وتأهل فريقا برشلونة وأتليتيك بلباو إلى نهائي الكأس، والذي من المقرر أن يلعب في العشرين من مايو المقبل، إذ لم يتأهل برشلونة لنهائي دوري أبطال أوروبا، وفي حال تأهل فإن المباراة ستقام في 25 من الشهر نفسه. وتمثل المباراة النهائية مشكلة للاتحاد الإسباني الذي لم يكن يتمنى على الإطلاق أن تكون بين هذين الفريقين .. لم ؟ لأن المباراة بين فريقين يمثلان مقاطعتين يطالبان بالاستقلال عن أسبانيا. فبرشلونة يمثل إقليم كتالونيا الذي يطالب بالانفصال عن أسبانيا، وكذلك أتليتك بلباو يمثل إقليم الباسك الذي يطالب بدوره هو الآخر بالانفصال. وتجسد هذا جليا خلال نهائي عام 2009 والذي كان بين الفريقين ذاتهما، حيث رددت جماهير الفريقين صافرات الاستهجان أثناء عزف السلام الوطني الإسباني في حضور ملك أسبانيا، معتبرين أن هذا السلام لا يمثلهم على الإطلاق. ومن أجل التأكيد عن أن المقاطعتين تابعتين للدولة الأم وهي أسبانيا، قرر الاتحاد الإسباني أن تقام المباراة في العاصمة مدريد، وأمامه ملعبان وهما سانتياجو برنابيو الخاص بريال مدريد، أو بيسنتي كالديرون الخاص بأتليتكو مدريد، وطرح الملعبين على الفريقين فأجمعا على ملعب سانتياجو برنابيو. وما إن أعلن الاتحاد الإسباني عن نيته إقامة المباراة على ملعب سانتياجو برنابيو، قامت الدنيا ولم تقعد في مدريد وبخاصة من الجماهير التي ترفض تماما أن يستضيف ملعبهم الغريم التقليدي واللدود برشلونة، وأن يحتفل لاعبوه باللقب في حال الفوز، خاصة وأنه أيضا من أطاح بالريال من البطولة في دور ال 8. وعبرت الجماهير عن هذا الرفض عندما ظلت تهتف أثناء مباراة فريقها أمام ليفانتي الأحد الماضي، وتقول"النهائي لن يلعب هنا". وكشف استطلاع رأي أجرته صحيفة "ماركا" الإسبانية ذات النزعة المدريدية مؤخرا أن أغلب قراء الجريدة لا يؤيدون إقامة النهائي. ومن أهم الأسباب التي قد تدفع ريال مدريد إلى رفض طلب الاتحاد الإسباني رسميا، فضلا عن النزاع التاريخي والتقليدي بينهما، هو رفض برشلونة احتضان المباراة النهائية من كأس ملك إسبانيا (2004) بين ريال مدريد وريال ساراجوسا. والأيام القليلة المقبلة ستكشف عن هوية مكان إقامة نهائي الكأس الحائر حتى الآن.