الأهلي والزمالك .. دائماً ما نصف مبارياتهما بأنها قمة مع أنها لا قمة ولا يحزنون.. من الممكن أن نقول مثلاً ان الأهلي والزمالك هما قمة مصائب وبلاوي الكرة المصرية في كل شيء.. رغم كونهما الناديين الكبيرين ويفترض فيهما أنهما القدوة لكل الفرق .. لكن كلا منهما يغني علي ليلاه ويلعب بطريقته لتحقيق مكاسب علي أرض الواقع. الناديان تخصصا في المضاربة ورفع سوق اللاعبين حتي بلغت الأرقام التي يباعون بها مستوي لا يتحمله العقل البشري .. فالدوري كله لا يوجد فيه لاعب واحد من فئة السوبر ستار ومع ذلك نجد من يحصل علي خمسة ملايين وستة وربما ثمانية في الموسم الواحد .. السبب في ذلك هو الأهلي والزمالك لأن الخبراء المثمنين في الناديين يفتقرون إلي الخبرة والدهاء في عقد صفقاتهم ويسيرون حسب اتجاه الريح وكثيراً ما يقعون ضحية للسماسرة ووكلاء اللاعبين ووسائل الإعلام التي تروج أحياناً للاعب لا يساوي بصلة وتصفه بأنه نجم فيجري هؤلاء المثمنون ويضعوا أسعاراً فلكية له. الناديان هما الأكثر تأثيراً سلبياً علي حكام اللعبة الذين يتم تصنيفهم إما أحمر أو أبيض ويحاول كل منهم أن يحدث نوعا من التوازن خوفاً من اسمي الناديين فيقعون في الخطأ لأنهم يعرفون أن القائمين علي أمر الكرة في مصر اما حمر أو بيض وبالتالي فالمصيبة لها أشكال مختلفة.. وكثيراً ما ينتصر الناديان علي اتحاد الكرة بسبب استقوائهما بالجماهير العريضة التي يحسب لها الاتحاد ألف حساب. مدربو الناديين يشكلون جماعة ضغط علي الصحافة واتحاد الكرة في تصريحاتهم معتمدين علي قوة الجماهير وعجز الاتحاد عن إيقافهم عند الحدود المسموح بها وكثيراً ما نسمع تهديداً للاتحاد نفسه من مدرب أو إداري لأنه يعرف أن ناديه أقوي من الاتحاد.. أليست هذه قمة المصائب؟. جماهير الناديين حدث ولا حرج.. صار هناك شيء اسمه الالتراس الأهلاوي ونظيره الزملكاوي وهم مجموعة من الشباب دون سن العشرين يشجعون ناديهم وهم يعطون للملعب ظهورهم ولا يكفون عن التشجيع أكثر من ساعتين وكثيراً ما ينتقدون الفريقين وإدارتهما الفنية ويعبرون عن ذلك باللوحات التي يحملونها في الاستاد والتي تحمل أحياناً تعنيفاً أو تهديداً لأحد المدربين أو اللاعبين أو حتي النقاد الرياضيين. وكثيراً ما أفلت زمام هؤلاء الالتراس في مباريات أخري غير كرة القدم في النادي الأهلي حطموا منشآت النادي عندما خسر الأهلي أمام الجزيرة في السلة.. واعتدوا علي أمن النادي.. جمهور الزمالك أيضاً سبق له الاعتداء علي منشآت الأهلي.. وقبل ذلك أحرق جمهور الأهلي مشجعاً وأحرقوا أيضاً سيارات نقل مشجعي الزمالك علي الطريق الصحراوي.. كل هذه الأخطاء من يتحملها هل هي المدرسة أم البيت أم النادي الذي يمد هؤلاء المشجعين بالأموال وغير ذلك ليكونوا في ظهر الفرق المختلفة وكثيراً ما يحدث الانقلاب علي هذه الفرق. أليست هذه قمة المصائب؟. الإعلان ايضا مساهم حقيقي في خلق اختناقات بين الطرفين لأن البعض يؤيد الأحمر والبعض يؤيد الأبيض ولا نستطيع أن نغلب مصلحة من نحب علي المصلحة العامة مع الأسف الشديد .. وهذا هو الذي أدي إلي الالتهابات والاختناقات الأخيرة التي تضر بمصلحة الناديين وتدمر المال العام. الكل يجب أن يكون علي قناعة أن مباراة كرة القدم لا يمكن أن تتجاوز كونها 90 دقيقة من اللعب داخل المستطيل الأخضر.. كل فريق لابد أن يلتزم بالروح الرياضية.. كل لاعب لابد أن يحترم الاطار العام لما يجب أن تكون عليه مباراة كرة القدم.. من حقه أن يعبر عن فرحته لكن بالأسلوب الذي لا يمس الآخرين أو يسيء إليهم. إن الأخطاء التي يقع فيها اللاعبون تنعكس علي أوضاع كثيرة داخل الملعب وخارجه وقد تأتي بانعكاسات سلبية تؤثر في مسار لعبة كرة القدم.. فحذار من الانزلاق والتهور والتعصب أثناء مباراة القمة إن كانت قمة كما تسمونها.