دي صفحة من مذكراتي، عايزة أدردش معاكم فيها عن حاجات حصلت لي، وعن أملي في بكره. من وأنا صغيرة، وأنا بستنى اليوم اللي هدخل فيه الجامعة، من كتر ما سمعت إن مذاكرتها أحسن بكتير من المدرسة، والخروج والرحلات، وأحضر المحاضرة اللي عايزاها بس، والأهم إنى لأول مرة هدرس حاجة بحبها. وبالنسبة ليا كان عندي حلمين كلية الإعلام وكلية الطب، وعشان أحقق حلمى، قررت أصبر على نظام التعليم الهايل بتاعنا!، وطبعا مش محتاجة أحكي لكم إزاى عدت عليا أيام ثانوية عامة لأنها تقريبا عدت علينا كلنا بنفس الطريقة! نشنت يا ناصح! وبعد التعب والبهدلة والأحلام والذي منه، مكتب التنسيق قال كلمته، وقرر إنى أروح كلية تجارة!، لكن أنا برده قلت كلمتى ورفضت، و نقلت ورقى على آداب، قلت أهو أدرس لغة تنفعني بعد كده في المستقبل. وكانت المفاجأة إن المحولين ما ينفعش يدخلوا قسم من أقسام اللغات، واضطريت أدخل قسم أول مرة أسمع عنه، اسمه "وثائق ومكتبات ومعلومات"، ورغم إن أولى كانت أسوأ سنة عدت عليا، لكن كانت صدمات تانية في انتظاري: مافيش كتب نذاكر منها, الدكاترة بيتكلموا بسرعة، و مابلحقش أجمع معاهم !! والمحظوظ فينا اللي كان بيلاقى مكان في آخر المدرج عشان يقعد، ده غير الناس الغريبة و التصرفات العجيبة اللي بتتخبط فيهم في كل مكان!، ومع ذلك، وبقدرة قادر، بفتح عيني لقيتني فى سنة ثالثة، ومعايا تقدير محترم، فاخترت أتخصص وثائق، وبدأت الدنيا تنور فى عنيا. أخيراً بدأت أدرس حاجة بحبها، وبعد ما كنت أخدت كورسات كمبيوتر وقررت ما أشتغلش بشهادتى، رجعت في كلامي، وقررت أشتغل فى " دار الوثائق القومية ". تجبها كده ولا كده .. هى كده ! كنت فى قمة حماسى يوم ما قررت أنا وصاحبتي نقوم بزيارة للمكان اللي هنشتغل فيه فى يوم من الأيام، لكني كنت كالعادة على موعد مع صدمة جديدة، من أول ما دخلت المكان اللي درسناه وعرفناه على إنه "ذاكرة الأمة"، اكتشفت إن ذاكرة الأمة مشوهة ويمكن حولة كمان !! حسيت فجأة إنى عشت 10 سنين من عمرى فى أوهام، وإن هو ده الوقت اللي لازم أعتمد فيه على نفسى وأكون واقعية لو عايزة أعمل حاجة فى حياتى بجد! أنا هنسى خالص اللي عمله فيا مكتب التنسيق، وأحاول أبدأ من جديد، لإن ما فيش حد فاهمني و عارف قدراتي أحسن مني، وما دام لسه فيه بكره، يبقى إن شاء الله سبحانه وتعالى فيه أمل يبقى فيه مجتمع متحضر، بس ادعوا لي أحقق أحلامي كلها.