كلما تقدمت عقارب الساعة إلى الأمام، تراجعت فرصهم فى الوصول إلى منازلهم فى الوقت المناسب، قبل دخول وقت حظر التجوال، لذا يتدافع ركاب المترو، فى الدقائق المتبقية من الساعة الأخيرة قبل الحظر، غير عابئين بأى من قواعد المترو بداية من الوقوف على الرصيف فى الأماكن المخصصة ل"السيدات فقط" مرورًا بالصعود والنزول من الأبواب الخاصة بذلك، وصولاً إلى التكدس فى أى عربة متجاهلين أنها "للسيدات فقط". وفيما يواجهون اعتراضات من بعض النساء يجدون فى الوقت نفسه، الكثير من الدعم، من نساء أخريات مما يثير ضجة، وحدوث أكثر من مشاجرة فى عربات المترو بين مؤيدى ورافضى ركوب الرجال عربة السيدات. فتقول السيدة مروة الشافعى "مهما كانت الظروف يجب ألا يركبوا فى العربات المخصصة للنساء، ومن المفروض أن يكون أمن المترو موجودًا لتطبيق العقوبة على كل رجل يخالف القانون"، وتضيف "المشكلة أن هناك عدد كبير من السيدات، داخل العربات وعلى الأرصفة، وهن أحق بالمكان الذى يشغله الرجل، ويمنعهم من الركوب". ولكن هذه الأفكار لا تجد تأييدًا من السيدة سلوى النوبية، التى تحتد فى النقاش، مشيرة إلى أن "الرجالة زى ولادنا واخواتنا، وحرام علينا ما نساعش بعضينا فى ظروف زى دى، لازم كلنا نستحمل، لأنه الحظر على الكل". وداخل العربة، التى لا تتسع لموضع قدم، وشهدت بكاء أكثر من طفل خوفًا من الزحام، وبسبب الشعور بالاختناق، انقسمت السيدات أيضًا بين مؤيدٍ ومعارض، فحين صرخت السيدة مروة فى الرجال اللذين يحاولون الصعود إلى العربة، بأن يغادرونها لأن هذا وضع خطأ، صرخت بعض السيدات تريد منها أن "تسكت عشان نمشى ونخلص بقى"، مؤكدين أنه "ظرف طارئ" وأى حديث آخر "مش وقته". فى حين اعترضت بعض السيدات على ركوب الرجال، وقالوا إن وجودهم فى العربة يمنع السيدات من الوقوف على راحتها، كما أن الأطفال يتعرضون للخطر داخل العربة المزدحمة جدًا، والخالية من الهواء تقريبًا. ووسط محاولات تهدئة الأجواء فى العربة، ينتهى الخلاف حول "سياسة ركوب المترو" بخلاف آخر حول "سياسة إدارة البلاد" وتشتعل العربة مجددًا بالنقاش الحاد.
