ولد محمد مرسي حسين الشهير ( برضا) في 8 ابريل 1939 بشارع الفن بحي المحطة الجديدة بالاسماعيلية .. وظهر نبوغه المبكر منذ عرفت قدماه الطريق الي الشارع.. وكبر الطفل وأصبح صبيا.. ثم التحق بفريق المدرسة الميري عام 1944 وفي عام 1954 ضمه الكابتن علي عمر لاشبال الاسماعيلي. ولموهبته الفذة تمكن رضا من جذب اليه الانظار في كل مباراة يلعبها بالعابه السحرية الخارقة وقدرته الفائقة علي تسجيل الاهداف من جميع الزوايا والاوضاع، وكان اللاعب الوحيد من اندية الدرجة الاولي الذي مثل منتخب مصر في وعمره 18 عاما حتي انه لعب اكثر من 80مباراة دولية و كانت مباراة الاسماعيلي في موسم 57/58 مع فريق الترسانة القوي و هجومها الصاروخي بقيادة حمدي عبد الفتاح هداف الموسم السابق علي ملعب الترسانة بميت عقبةفي 25 اكتوبر 1957 والتي حضرها كبار المسئولين علي المنتخب القومي برئاسة الكابتن مختار التتش، وتقدم الترسانة بهدفين للهداف حمدي عبد الفتاح في الشوط الاول و خشي الكابتن علي عمر من البداية الصعبة و طالب اللاعبين بين الشوطين الالتزام الدفاعي و اللعب علي المرتدة فقط , خوفا من زيادة الاهداف في مرمي الدراويش .. لكن كان صوت اللاعب الصغير " رضا" واضحا و قال : " ما تخافشي يا كابتن مش هنلعب". و تقدم رضا و زملاءه في الشوط الثاني و امتلكوا الكرة في وسط ملعب الترسانة و مال رضا للعب ناحية الجناح الايمن و بالقرب من الجماهير التي كانت تستمع بالمهارات العالية في التمرير و المراوغة في أضيق المساحات و استطاع عمل تمريرة برازيلية تصدي لها فكري راجح و أحرز هدفا جميلا.. و قبل نهاية المباراة بدقائق احتسب حكم اللقاء ضربة جزاء للاسماعيلي- تصدي لها الصاعد رضا و سجلها بطريقة فنية مبتكرة فريدة و انتهت المباراة بتعادل الاسماعيلي و الترسانة بهدفين لكل فريق و في غرفة الملابس فوجئ اللاعب الصاعد رضا بالكابتن مختار التتش –يقترب منه و يقول له انه تم اختياره للعب في الفريق القومي و سيتم اصطحابه فورا الي معسكر الفريق في مصر الجديدة اصيب اللاعب رضا بمشاعر متضاربة و قتها بين الثقة و الفرحة.. و راح رضا يتأكد من اسماء اللاعبين الكبار في المنتخب مثل نور الدالي و بدوي عبد الفتاح و الضظوي و ابو سريع و شريف الجندي و رفعت الفناجيلي و يكن حسين و صالح سليم و عادل هيكل. و كان كلما يعرف اسما – يزداد صمته و تعجبه و في نفس الوقت يزداد شوقا للتواجد جانب اولئك العمالقة. وودع لاعبي الاسماعيلي زميلهم رضا و عادوا الي الاسماعيلية و ذهب رضا الي معسكر المنتخب العسكري و بدء الانضمام الي الفريق ووجد نفسه يلعب كجناح ايمن و هو مكانه المفضل و معه في الهجوم الضطوي و بدوي الفتاح و ابو سريع. و كانت المباراة الاولي للمنتخب أمام ايطاليا و فاز منتخب مصر بهدفين علي منتخب ايطاليا القوي و العتيد و أحرز المركز الثالث بالبطولة العسكرية التي أقيمت في مدينة نابولي بايطاليا 1957.. و بانتهاء اللقاء مع ايطاليا فوجئ الجميع بسقوط الصاعد رضا و هو يبكي علي الارض و ركض الجميع خوفا من ان يكون رضا تعرض للإصابة، و لكن وجدوه يبكي بشدة و كأنه أراد ان يترجم في دقيقة واحدة كل المشاعر التي كان يختزنها منذ اعلمه الكابتن الكبير مختار التتش باختياره في منتخب مصر .. و من بعد تلك المباراة ظل الاسطورة رضا عنصرا أساسيا في المنتخبات المصرية بكافة انواعها العسكرية و الأهلية و الاولمبية حيث شارك في دورة الالعاب الاولمبية في روما 1960. كما مثل مصر في الدورة العربية بالمغرب 61 والدورة الافريقية في غانا 63 والدورة العسكرية بالمانيا الغربية 64 . لعب رضا فى جميع مراكز الهجوم فى وقت كانت خطط اللعب السائدة تقوم على الظهير الثالث وخمسة مهاجمين ولعب جناحا ايمن للفريق القومى المصرى وكان من ابرز اللاعبين فى هذا المركز فى المباريات الدولية وكان رجل كل المباريات الصعبة واللحظات الحرجة . كان رضا قائدا لفريقه وهدافه وصانع العابه وامتلك رضا من المهارات الفنية ما لم يمتلكه لاعب كرة فى تاريخ الكرة المصرية وبرع فى المراوغة والترقيص وتسجيل الاهداف من جميع الزوايا واشتهر باجادته للضربات الثابتة . وقال " فيولا" مدرب البرازيل الشهير عن رضا انه احسن جناح ايمن فى العالم بعد جارنشيا المعجزة واطلق عليه النقاد المصريون الالقاب . " الساحر" و "الفنان" و "الاسطورة" لعب رضا مع جيلين من العمالقة ..الجيل الاول : السيد ابو جريشة وصلاح ابو جريشة وبايضو وفتحى نافع وفكرى راجح .. ثم مع الجيل الثانى : جيل سيرك الدراويش شحتة والعربى واميرو ويسرى طربوش وسيد السقا وعبد الستار عبد الغنى وحودة وميمى درويش والسنارى وانوس ثم جيل حسن مبارك وامين دابو واسامة خليل وهندى وابو امين وابو ليلة . وكان رضا انسانا بمعنى الكلمة يعشق الاسماعيلى ويحب زملائه ويضحى بما لديه من مال من اجل ناديه كان يحب الحياة والضحك والعزوة .. كان لاعبا له ثقله ويستطيع ان يقلب كل الموازين فى اى مباراة لصالح فريقه .. حتى وهو مصاب كان يحرز الاهداف .. ورغم انه قفز بالاسماعيلى الى مصاف الاندية الكبرى واصبح بفضله " بعبع " لاندية القاهرة فقد ضن عليه النادى بوظيفة مناسبة تتناسب مع مركزه كلاعب دولى بينما كان يرى جميع زملائه ومن هم اقل منه شأنا فى عالم الكرة قد امنوا مستقبلهم . فى نهاية موسم 61/62 فقد رضا الأمل نهائيا فى المسؤلين فانضم للنادى الاهلى بموجب الاستغناء القانونى الذى كان معه وقامت ضجة كبرى وثار الجمهور وهو – اى جمهور – نقطة الضعف فى حياة رضا الذى عدل عن قراره وضحى بمستقبله من اجل جمهوره وناديه .. واستقبله الجمهور استقبال الابطال وتم تعيينه بمجلس المدينة بمرتب 20جنيها حتى تدخل المحافظ الفريق محمد حسن عبد اللطيف – رحمه الله وسافر للقاهرة وعاد بوظيفة مساعد بالقوات الجوية للفنان رضا ولكن شب الاصابة ظل يطارده حتى سافر فى 18 مايو 1963 لاجراء جراحة الكارتلدج ليعود الى الاسماعيلية بعد 25 يوما فيجدها تفتح ذراعيها لاستقباله بالورود والزينات والاغانى والانوار مما كان له فعل السحر فى نفس رضا فعاد يبهر الجميع بسحر العابه. فى 24 سبتمبر 1965 لعب رضا مع الاسماعيلى فى مباراة تكريم رأفت عطية والتى اشترك فيها " ستانلى ماتيوز " ساحر الكرة الانجليزية فى ذلك الوقت وقدم رضا فاصلا من اجمل فنون الكرة واحلى نمرة فى سيرك الدراويش واحرز هدف للاسماعيلى وانتهت المباراة 1/1 ويسافر بعدها للاسكندرية وفى طريق العودة للاسماعيلية يوم الثلاثاء الحزين 28/9/1965 ومعه صديقه الملازم ايهاب علوى انحرفت سيارة نقل جهته فانقلبت سيارة رضا وفتح الباب الملاصق لرضا فطار فى الهواء على بعد كيلو متر من مدينة ايتاى البارود وتم نقله للمستشفى ولكن روحه الطاهرة صعدت الى بارئها على اثر ارتجاج فى المخ وزكسر فى عظمة الزور ويومها خرجت الاسماعيلية عن بكرة ابيها تحمل نعشه على الاعناق كما حملته وهتفت له عند النصر .. حتى اورى جثمانه الى مثواه الاخير فى مشهد ماساوى مهيب وسط حزن كبير وكتل من الجماهير لتطوى صفحة ناصعة لواحد من افضل من لعبكرة القدم . الاخبار 30يونيو 63