اختتمت أول أمس جلسات الملتقي الثقافي المصري اللبناني، الذي عقدته الجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال، بالاشتراك مع مؤسسة »الأهرام» وقد أعلن السفير والمؤرخ اللبناني خالد زيادة، في الجلسة الختامية للملتقي اتفاق المشاركين علي عقد الدورة الثانية للملتقي في شهر فبراير القادم ببيروت علي أن يتم تحديد موضوعاته ومحاوره وتوجيه الدعوات للمشاركين فيه في وقت مبكر، مع تشكيل لجنة للقيام بتحديد الموضوعات والمحاور التي ستتم مناقشتها في ملتقي بيروت علي أن يحاط المشاركون بها لكي يتم التحضير لها بشكل جيد. كما اقترح المفكر اللبناني كريم مروة عقد مؤتمر للمثقفين العرب أو «قمة ثقافية عربية» يحضره 100 شخصية عربية يتم اختيارها بعناية، وأعلن مروة أن رئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر نصار وافق علي استضافة المؤتمر في الجامعة، ويتبقي توفير الدعم المادي للمؤتمر الذي تحمست لإقامته من قبل جامعة الدول العربية أثناء رئاسة عمرو موسي لها! واقترح د. انطوان سيف من لبنان إقامة متحف للنهضة العربية، بحيث يكون له فرعان في مصر ولبنان، يتم جمع مقتنيات ومؤلفات رواء النهضة بين البلدين، ومن هنا جاءت توصية الملتقي في العمل علي جمع تراث النهضة المصري اللبناني الذي يعود الي أكثر من مائة عام عبر الدوريات والمطبوعات والكتب وأعمال الفنانين، الأمر الذي يعد خطوة نوعية في اتجاه حفظ تراث هذه النهضة التي انطلقت في نهاية القرن التاسع عشر. دار أغلب مناقشات الملتقي في محورين رئيسيين، الأول النهضة العربية، والثاني دور المثقف العربي في هذا العالم المضطرب. في كلمته أشار الدكتور رضوان السيد إلي ما وصفه بثنائية النهوض بين مصر ولبنان وقال إنه ليس المطلوب استعادتها بل تجديدها في ظروف وشروط مختلفة تماما فالشرط الأول للتفكير في الخروج من هذه الثنائية يظل في الخروج من الثنائية التي نحن أسراها كأنما هي شبكة عنكبوتية، حيث إنه بالخوف من الدولة نظل في حالة تذمر وثوران، وبالخوف عليها نعود أو نبقي في الدولة الشمولية. بينما قال المفكر اللبناني جورج قرم إن علاقة المثقف بالسلطة في تاريخنا تراوحت بين الممانعة والمعانقة ولاتزال هذه الوضعية سائدة حتي اليوم إلي حد بعيد فكلما يتزايد ضغط السلطة علي المثقف يتحول إلي خانة المعانقة، وإذا ما كان لديه موقف مناهض لها يدخل خانة الممانعة. وطالب المفكر المصري نبيل عبد الفتاح بإعادة التفكير مجددا في فكرة العربية في مواجهة انهيارية الفكرة القومية العربية ليس بهدف الوحدة علي المثالين البعثي والناصري وإنما نحو التكامل الطوعي والرسمي في المجال بين المثقفين والمبدعين العرب. وطالب عبد الفتاح في ورقته الجريئة:» بأن يساهم المثقفون في تجديد الفكر والخطابات الدينية من خلال نقد السائد والتاريخي الوضعي وبلورة أسئلة وأفكار جديدة قادرة علي تحريك الركود في مجال الفكر الديني النقلي وأنماط التعليم ومناهج التعليم، فضلا عن نقد الأيديولوجية الإرهابية، الوحشية وثقافة العنف الديني والسلطوي معا من خلال تفكيك مقولاتها ومرجعياتها وقيمها المؤسسة». وقال حسام عيتاني إن مؤسسات التعليم العليا ووسائل الإعلام تخضع لسيطرة كاملة من الحكومات العربية حتي تلك التي تعتبر نفسها مستقلة بسبب تداخل تمويلها مع المصادر الحكومية، لذلك لا يتمتع المثقف العربي بالاستقلال ما دام ممسوكا أولا بمصدر رزقه ثم خاضعا للرقابة متعددة المستويات، الاجتماعية والسياسية. ويؤكد عيتاني، أن هذه الظروف تحرم المثقف العربي من ماء الحرية، الشرط الشارط لأي ابداع ثقافي يستحق هذا الاسم. بينما أكد الفنان عادل السيوي علي أهمية توسيع حضور المثقف خارج مجال اللغة والأدب والشعر، لأن مركزية اللغة كان لها تأثير كبير في عدم اتساع دوائر الشغف، مشيرا إلي أنه علي المثقف العربي أن يتخلي عن فكرة الينبغيات وما يجب أن يتم، فمهمة المثقف أن يجد طرقا للتعامل والحضور داخل هذا الواقع الثقافي المأزوم. شارك في المؤتمر د. جابر عصفور، عماد أبو غازي، مصطفي الفقي، السيد يس، محمد سلماوي، علي الدين هلال، سمير مرقص، محمد عبد الهادي علام، أنور مغيث، توفيق أكليمندوس، مكرم محمد أحمد، ومن لبنان: فؤاد السنيورة، خالد زيادة محمد حداد، رضوان السيد، جورج قرم، طارق متري، أنوان سيف، حسام عيتاني، كريم مروة .