المشورة هي ما ينصح به من رأي أوغيره بقصد تجنب الزلل، ففي الحديث: »ما تشاور قوم الإ هدوا لأرشد أمرهم»، وقد أمر الله تعالي نبيه صلي الله عليه وسلم بالمشورة فقال: »وشاورهم في الأمر» آل عمران 159 وتروي الأخبار أن رجلاً من بني عبس سئل : بم سدتم؟ قال: نحن ألف رجل وفينا حازم واحد نشاوره، فصرنا ألف حازم. وقد روي عن النبي صلي الله عليه وسلم قوله: »المشورة حصن من الندامة، وأمان من الملامة» وفي الحكمة: المشاورة راحة لك وتعب علي غيرك، ومن حق العاقل أن يضيف إلي رأيه آراء العقلاء، ويجمع إلي عقله عقول الحكماء، فمن اكتفي برأيه زل، ومن أكتفي بعقله ضل، يقول الشاعر: الرأي كالليل مسود جوانبه/ والليل لا ينجلي إلا بإصباح/ فاضمم مصابيح آراء الرجال الي / مصباح رأيك تزدد ضوء مصباح. يقول أبو الحسن الماوردي: أعلم أن من الحزم لكل ذي لب ألا يبرم أمراً، ولا يمضي عزماً إلا بمشاورة ذي الرأي الناصح، ومطالعة ذي العقل الراجح، ولقد كان النبي صلي الله عليه وسلم كثير المشاورة لأصحابه مع أنه أكمل الناس عقلاً، ولنا في رسول الله الأسوة الحسنة، وبه نقتدي، وعن عمر بن عبدالعزيز قال: المشورة والمناظرة بابا رحمة ومفتاحا بركة، لايضل معهما رأي ولا يفقد معهما حزم، وفي منثور الحكم : آفة الرأي الهوي - أول الحزم المشورة - ما خاب من استشار ولا ندم من استخار - الخطأ مع الاسترشاد أحمد من الصواب مع الاستبداد - الاستشارة عين الهداية وقد خاطر من استغني برأيه، ولأن المشورة من القيم الانسانية الرفيعة، فقد وصف الله بها عباده المؤمنين فقال سبحانه: »وأمرهم شوري بينهم» الشوري 38.