الرئيس المنتخب محمد مرسي ليس في حاجة إلي التهنئة بمنصب الرئيس, لثقل الحمل, وجسامة المسئولية, ولكن في حاجة الي الدعاء بالتوفيق والنجاح, وإلي النصح والإرشاد, فأما عن الدعاء فهو واجب كل مصري لأن فيه الخير لنا ولمصرنا, وأما النصح والإرشاد فإنني أهدي رئيسنا المنتخب ما جاء في كتاب: أدب الدنيا والدين للماوردي(463 054 ه), باب المشورة, حيث يقول: أعلم أن من الحزم لكل ذي لب ألا يبرم أمرا, ولا يمضي عزما إلا بمشاورة ذي الرأي الناصح, ومطالعة ذي العقل الراجح, فأن الله تعالي أمر بالمشورة نبيه( صلي الله عليه وسلم) مع ما تكفل به من إرشاده, ووعد به من تأييده, فقال تعالي: وشاورهم في الأمر آل عمران: الآية951, وفي ذلك يقول الإمام العادل عمر بن عبد العزيز: إن المشورة والمناظرة بابا رحمة ومفتاحا بركة, لا يضل معهما رأي ولا يفقد معهما حزم, يقول البلغاء: من حق العاقل أن يضيف إلي رأيه آراء العقلاء, ويجمع الي عقله عقول الحكماء, فالرأي الفذ ربما زل, والعقل الفرد ربما ضل. وقد قيل لرجل من عبس: ما أكثر صوابكم؟ قال: نحن ألف رجل وفينا حازم, ونحن نطيعه, فكأنا ألف حازم! يقول الحكماء: من استعان بذوي العقول فاز بدرك المأمول. وقالوا أيضا: نصف رأيك مع أخيك فشاوره ليكمل لك الرأي! وقال البلغاء: الخطأ مع الاسترشاد أحمد من الصواب مع الاستبداد, وقالوا أيضا: اذا أشكلت عليك الأمور وتغير لك الجمهور, فارجع الي رأي العقلاء, وافزع الي استشارة العلماء, ولا تأنف من الاسترشاد, ولا تستنكف من الاستمداد, فلأن تسأل وتسلم, خير لك من أن تستبد وتندم, وفي الحديث الصحيح: من حق المسلم علي المسلم اذا استنصحه أن ينصحه. وأخيرآ وفقك الله والسلام د. صلاح أحمد حسن - أستاذ بطب أسيوط