كان يوم 11 سبتمبر 2001 يوم لا ينسي في حياتي علي الصعيد العام والشخصي، اتذكر انني تلقيت مكالمة من صديق يطلب مني التوجه مباشرة إلي جهاز التليفزيون لمشاهدة إحدي عجائب الدنيا علي شبكة »السي ان ان» الإخبارية، فإذا بي أتابع ثانية بثانية مشاهد دامية تبدو أمامي وكأنها لقطات من فيلم سينمائي، رأيت البرج الثاني من مبني مركز التجارة العالمي في نيويورك ينهار أمامي في التو واللحظة وسط دخان أسود كثيف بينما يتصاعد دخان أبيض من البرج الذي سقط بالفعل، ادركت اننا نعيش في قرية صغيرة يغطيها الفضائيات ثم توالت الأخبار عن مجموعة من الهجمات كان أخطرها موجها لمقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) والتي باءت بالفشل نتيجة لتحطم الطائرة قبل وصولها للهدف. وفي مساء نفس اليوم وبالتحديد كان يوم ثلاثاء كنت أنا وزوجي علي موعد للقاء العالم المصري الراحل د. أحمد زويل الذي تصادف وجوده في مصر في ذلك التوقيت، لمست نظرات الحزن الشديد في عينيه وقال »الأمريكان لا ينسون.. انهم لم يغفروا لليابانيين ما حدث في موقعة ميناء بيرل هاربر في المحيط الهادي يوم 7 سبتمبر عام 1941 والذين أغاروا ودمروا قطع الاسطول الأمريكي التابع بقاعدة عسكرية بجزر هاواي والحادث غير التاريخ بدخول الولاياتالمتحدة الحرب العالمية الثانية ولقنت أمريكااليابان سلسلة من الدروس لا تنسي عبر التاريخ. صدقت نبوءة د. زويل: لقد وضعت أمريكا خططا محكمة لحماية نفسها من أي اعتداءات ونقل المعركة خارج أرضها وتلقين مقترفي الحادث العرب دروسا لا تنسي تحت سميات مختلفة وشعارات متعددة، منها الربيع العربي وإحلال الديمقراطية في الدول المقهورة، حتي امتصوا خيرات العراق وقسموا السودان وأشعلوا الصراع في اليمن وحطموا ليبيا وشردوا أهل سوريا حتي تونس ومصر نالتا جزءا من المخطط لولا ان الله حمي مصرنا الحبيبة بأيدي قواتنا المسلحة. واليوم بعد مرور خمسة عشر عاما علي الحادث مازال الغموض يكثف الهجمات التي غيرت مصير العالم وأنا اعتقد انها مؤامرة ارتكبتها أصابع خفية لأنني لا أعتقد ان الجماعات الإسلامية الإرهابية وتنظيم القاعدة لا يمتلكون المهارات والامكانيات الذهنية للتخطيط وتنفيذ هذه الهجمات في وجود أقوي أجهزة المخابرات العالمية.