تستيقظ الشعوب علي أصوات آلة الحرب التي تدك كل مكان وأنين الجرحي ودماء الضحايا والقتلي وغيرها مما تخلف ويلات الحرب. فسرعان ما تنشب الحروب بين بلدان العالم فتخلف الدمار والخراب ولكن تري ما هي الأسباب التي تؤدي لاندلاع تلك الحروب ؟ وكيف ترتكب البلاد الأخطاء في الحروب قد تكلفها أثماناً باهظة تدفعه هي وشعوبها علي مدار سنوات طويلة كل هذه الأسئلة هي ما دفعت المؤلف جون داور لإصدار كتابه الجديد"ثقافات الحروب:بيرل هاربر وهيروشيما وأحداث الحادي عشر من سبتمبر والعراق" الذي يربط خلاله بين الحروب الأولي التي شهدها العالم وقصف ميناء بيرل هاربر الأميركي حتي الحرب علي العراق بل ويبحث داور عن جذور اندلاع تلك الحروب والنتائج المترتبة عليها. يري داور أن التاريخ يعيد نفسه فالولاياتالمتحدةالأمريكية علي مدار تاريخها تستخدم نفس السيناريوهات التي استخدمتها مؤخرا في الدعاوي للحرب علي العراق.فحاولت الولاياتالمتحدةالأمريكية الترويج لقصص مثيرة حول الاضطهاد الاسباني لشعب كوبا ونمي لدي الجميع الشعور بضرورة التدخل لتحرير كوبا من السيطرة الأسبانية. بدأت الثورة في كوبا 1895وجاءت الذريعة لنشوب الحرب بين الولاياتالمتحدةالأمريكية واسبانيا في عام 1898 حين وقع انفجار في البارجة الأمريكية "مين" التي كانت راسية في ميناء هافانا" هافانا ، مما أدي إلي مقتل 260 أمريكيا فلقد استفادت الولاياتالمتحدة من الحادث لتبرر الانجراف نحو الحرب.وأدت الحرب الإسبانية الأمريكية إلي سلسلة من الهزائم الإسبانية و إلي ظهور الولاياتالمتحدةالأمريكية بوصفها قوة عالمية. وفي يوم 7 ديسمبر عام 1941 هاجمت المقاتلات اليابانية الأسطول الحربي في ميناء بيرل هاربر الأمريكي، ودمرت الكثير من الطائرات الحربية، بجانب إحداث خسائر بالغة في صفوف الجنود والضباط، وهدمت الكثير من المنشآت الاقتصادية المهمة بالمدينة. ولم تكن أمريكا تتوقع أي هجوم عليها من الخارج. وكانت طبيعة الهجمة الفجائية سبباً في تغيير الرأي العام الأميركي من الموقف الانعزالي إلي دعم المشاركة المباشرة في الحرب بل وظهور الولاياتالمتحدةالأمريكية علي مسرح الأحداث في الحرب العالمية الثانية.وخلال المراحل الأخيرة للحرب العالمية الثانية قامت الولاياتالمتحدةالأمريكية بشن ضربتين نوويتين علي مدينتي هيروشيما وناجازاكي.وهنا يعقد الكاتب مقارنة بين قرار إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش بغزو العراق وأفغانستان واعتبارهما حروب اختيار وبين قرار اليابان في القيام بالهجوم علي ميناء بيرل هاربو فكل من البدلين لم ينجحا في وضع الأمور في نصابها الصحيح وفشلا في توقع نتائج خوض الحروب وشن الهجوم. ويري داور أن الولاياتالمتحدةالأمريكية دوما ما تبالغ في ردود أفعالها فردا علي قصف ميناء بيرل هاربر قامت بإلقاء قنبلتي هيروشيما وناجازاكي وحسب التقديرات في نهاية عام 1945 قدرت ضحايا قنبلة هيروشيما بحوالي 140 ألف نسمة وأما قنبلة ناجازاكي فلقد بلغت ضحاياها 70 ألف شخص تقريبا.وعقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر سارعت الولاياتالمتحدةالأمريكية بالترويج إلي أن تنظيم القاعدة وعلي رأسهم زعيم التنظيم أسامة بن لادن هو من يقف وراء تلك الهجمات التي أسفرت عن تدمير برجي مركز التجارة وهزت صورة أمريكا أمام العالم وهو ما أدي إلي وقوع أمريكا في مستنقع أفغانستان لتتبع فلول طالبان وحرب تدور رحاها في العراق عام 2003 باسم الحرب علي الإرهاب.