كل يوم نسمع مهازل جديدة تمس الدواء في مصر.. ووزارة الصحة كالعادة لا تسمع ولا تري ولا تتكلم.. وأتصور أنه آن الأوان لتكون لدينا هيئة عليا تناقش مشاكل صناعة الدواء.. وتكون مسئولة أولا.. عن حماية صحة المواطن.. ثم حماية حقوق المنتجين.. فمنذ شهور ونحن نسمع ونقرأ عن جرائم إعادة تدوير الدواء منتهي الصلاحية.. واتهامات نقابة الصيادلة لوزارة الصحة بمسئوليتها عن هذه الكارثة.. وفي الأسبوع الماضي مثلا أعلنت نقابة الصيادلة أن النيابة العامة لديها أكثر من 100 قضية ضد إعادة تدوير الدواء منتهي الصلاحية.. وأن هناك 5 ملايين عبوة دواء منتهية الصلاحية معدة لدخول السوق المصرية! قرأنا أيضا أن النقابة قدّمت بلاغاً للنائب العام ضد وزارة الصحة.. للمطالبة بالتحقيق في جرائم الأدوية منتهية الصلاحية.. وعرضت مع البلاغ أهم الجرائم التي تسببت فيها الأدوية منتهية الصلاحية.. والتي أدت لسقوط كثير من الضحايا.. بما يهدد المواطن.. ويشكك في منظومة الدواء.. ويؤدي لانهيار سمعة الدواء المصري محليا وإقليميا.. ويحمّل الاقتصاد المصري الكثير من الأعباء. تابعنا أيضا إعلان نقيب الصيادلة عن توقيع اتفاقية لسحب الأدوية منتهية الصلاحية من السوق.. تحت رعاية وزارة الصحة.. إلا أن الاتفاقية لم تنفذ.. مما أدي إلي تراكم الأدوية المغشوشة في الصيدليات.. وتفاقم المشكلة. ومنذ أيام شنت الرقابة الإدارية حملات رقابية بمحافظات مختلفة علي منافذ ومخازن بيع الدواء وألبان الأطفال.. وضبطت العديد من المخالفات.. ومنها مثلا ما ضبطته الحملة في مقر الشركة المصرية لتجارة الدواء بكفر الشيخ حيث وجدت المخزن المخصص لتخزين ألبان الأطفال عبارة عن منور لا يصلح للتخزين.. به مواسير صرف صحي وإطارات سيارات وفضلات فئران طبقا للتصريحات المنشورة للواء خالد جلال رئيس هيئة الرقابة الإدارية بكفر الشيخ!! وبالإضافة لكل ذلك.. هناك شكاوي ملايين المواطنين من غش الصيدليات في تطبيق الزيادات الجديدة في أسعار الدواء.. وتطبيقها علي الشريط وليس العبوة.. بما أدي لارتفاع السعر علي المريض أضعاف الزيادة الرسمية.. أتصور أن وزير الصحة لا يعبأ بالإعلام ولا يهتم بالرد عليه.. وكل ما نسمعه من الوزراة في قضية الدواء هو كلام انشائي فقط من عينة »إن الوزارة تولي مسئولية كبري لقطاع الدواء.. وأنها تعمل علي اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية صناعة الدواء والقضاء علي الغش والتهريب». بصراحة.. أعباء وزير الصحة كثيرة.. وأقترح إعفاءه من مسئولية الدواء تخفيفا عليه.. وسرعة إنشاء الهيئة العليا للدواء.. حفاظاً علي حياة المرضي.. وسمعة الدواء المصري.