عندما يجتمع في مكان واحد السحر والجمال.. الشباب والعراقة.. التاريخ والحداثة.. فأنت أمام موقع فريد في العالم كله، مايزال يبهر زواره منذ آلاف السنين.. انها جزيرة الفنتين بأسوان، والتي يعود تاريخها إلي اكثر من 7 آلاف عام بحسب أقدم الآثار الموجودة علي أرضها، ورغم كل هذه السنوات إلا أن الجزيرة لاتزال »بهية» تفتن الزائرين بشبابها المتجدد، وجمالها الذي لايزبل، موقعها في منتصف النيل منحها سحر الخلود.. وطابعها النوبي الأصيل جعلها تتألق بألوان الحياة البسيطة والمبدعة في الوقت ذاته. تبلغ مساحة الجزيرة نحو 1500 متر طولا و500 متر عرضا، ويبلغ عدد سكانها نحو 5800 نسمة أغلبهم من النوبيين الكنوز الذين مازالوا يحتفظون بالطابع النوبي في الشوارع الرملية والمنازل الملونة. جذبت الفنتين اهتمام كافة علماء الاثار نظرا لكونها مقاطعة مصرية قديمة كانت مقرا اساسيا لكل البعثات الحكومية والعسكرية والتجارية المتجه جنوبا أو العائدة إلي الوطن وقد عرفت الجزيرة في النصوص المصرية القديمة باسم »أبو» وتعني »الفيل»، حيث كانت الجزيرة ميناء مهما لاستقبال العاج الافريقي المستخرج من ناب الافيال، ثم تحولت في اللغة اليونانية إلي كلمة »الفنتين» والتي تعني »عاج سن الفيل» وهو الاسم الذي تحمله الجزيرة حتي اليوم. واكد علماء الآثار أن أقدم اعمال البناء علي الجزيرة تمت في أواخر عصورما قبل التاريخ وامتدت حتي العصر الاسلامي المبكر، أي انها تشمل تاريخ مصر القديمة في كل العصور وحتي الحقبة اليونانية الرومانية. وتضم الجزيرة العديد من الآثار القديمة التي قامت مختلف الاسر الحاكمة بتشييدها وبخاصة في عصر الاسرتين الاولي والثانية اي في حدود 2800ق.م. كما تضم الجزيرة مقياسين للنيل احدهما يعود إلي 7000 عام، حيث كان قراءة مقياس مياه النيل من الاسرار الاكثر قداسة في مصر القديمة وكان ولايسمح بالوصول اليها سوي للكهنة والحكام، وتحوي الجزيرة علي مقياسين للنيل، أحدهما في معبد خنوم والآخر في معبد سطت. أما عن المتاحف فتحتوي الجزيرة علي متحف جزيرة الفنتين »متحف اسوان » والذي يقع في الجزء الجنوبي الشرقي وقد اقيم المتحف عام 1898 كمقر لكبير مهندسي خزان اسوان »السير وليم ولكوكس» قبل ان يتحول إلي متحف عام 1917 ليضم آثار منطقة النوبة التي عثر عليها قبل انشاء خزان اسوان وتلك التي عثر عليها بعد ذلك التي استخرجتها البعثات الاجنبية القائمة بالتنقيب، ويضم آثارا يعود تاريخها إلي عصر ما قبل الاسرات كمايحتوي بعض تماثيل الملوك والافراد وبعض المومياوات والاثار التي تجسد الحياة اليومية لقدماء المصريين. وتعد جزيرة الفنتين اكثر الجزر الجاذبة للسياحة، خاصة مع احتوائها علي مباني أحد أشهر الفنادق باسوان كما ان الرحلة إلي صخورها لمشاهدة معالمها الاثرية القديمة تجذب كلحب ومولع بالآثار المصرية، ولعل من أجمل ما يجذب السياح هو وجود مساحة كبيرة من اشجار النخيل بها بجانب المنازل النوبية القديمة التي لاتزال تحتفظ برونقها حتي اليوم.