كلمة مخيفة تحولت الي هاجس يجتاح العالم بأكمله .. الايبولا او الفيروس القاتل الذى ظهر بشكل مفاجئ ليحصد ارواح حامليه .. ما ان يخترق جسد الضحية حتى يتحول الى شبح مخيف ينزف دما من انحاء جسده ليصبح مستعدا لإستقبال الموت فى اى لحظة .. و لا تنتهى مأساة الفيروس عند حد الموت و لكن الشخص المريض غير مسموح له بالاختلاط بأى من اقاربه و يخشى اهالى الضحايا من ابلاغ المستشفيات عن وجود حالة بينهم خوفا من الحبس فى الحجر الصحى و هو الامر الذى اضطر عدد من الاسر الى اخفاء المرضى و بعد موتهم يلقون جثثهم فى الشوارع ليتنكروا منها خوفا من الوضع تحت الرقابة الصحية فى دول غرب افريقيا.. فيروس الايبولا نجح سريعا فى ان يصبح بطلا لسيناريوهات المرض و الموت و هو ما اكدته منظمة الصحة العالمية بالاعلان عن حصيلة الوفيات بالحمى النزفية التي يسببها فيروس ''إيبولا'' لتقترب من خمسة آلاف حالة من اصل تسعة آلاف إصابة حاملة للمرض.. و تركزت اغلب ارقام الحالات فى ليبيريا وسيراليون وغينيا...و تحول الهاجس الى القارة الافريقية بأكملها لتظهر آثاره بوضوح على الملفات الرياضية و رفض الدول الافريقية استضافة البطولات الافريقية و غيرها من الانشطة الاخرى خوفا من انتشار الفيروس .. و لكن الغريب فى الامر ان الفيروس تخطى دول عديدة ليتجه نحو امريكا و يصبح هاجس الامريكان و فى نفس الوقت اصابع الاتهام الى كون الفيروس صناعة امريكية ضمن تجارب الارهاب البيولوجى و كالعادة انقلب السحر على الساحر ليختار الفيروس ضحاياه من الامريكان ويسبب هلع فى الولاياتالامريكية بأكملها .. "السجن" الصحى ! لم تمر اصابات مواطنين امريكيين بفيروس الايبولا ببساطة بل فتحت ملفات عديدة وضعت إدارة اوباما فى مأزق جديد و آخر القصص بطلتها كاسى هيكوكس و عمرها 33 سنة ..و التى اصيبت بفيروس الايبولا بعد عودتها من سيراليون ليتم وضعها سريعا فى الحجر الصحى فور عودتها الى مطار نيويورك و بعد ايام من احتجازها فى الحجر الصحى سمحت لها السلطات بمغادرة مستشفى نيوجيرسى و العودة الى ولاية "مين" الامريكية ليقابل سكان المنطقة القرار بخوف و قلق و قاموا بإنشاء صفحات على المواقع الاجتماعية بالانترنت ترفض عودة الممرضة الى منزلها خوفا من انتشار المرض. خرجت كاسى لتواجه الاعلام و تؤكد تفاصيل ايام احتجازها الثلاثة فى خيمة بيضاء خارج المستشفى الجامعى مؤكدة انها واجهت ظروف غير انسانية و لم يتم معاملتها كمريضة و انما كسجينة حاملة لأعراض فيروس قاتل و عانت عدة ايام الى ان تأكد خلوها من المرض نظرا لضعف قدرة التحاليل التى تكشف وجود الفيروس و اكدت كاسى انها ضحية قرارات ولاية نيويرسى التى تفرض حجر صحى اجبارى على العائدين من غرب افريقيا و المشتبه بإصابتهم بالمرض و هو الامر الذى يتعاملوا فيه بطريقة غير انسانية و يتعامل مع الاشخاص مثل المجرمين و السجناء .. توماس دانكن .. ضحية حقيقى للفيروس .. و احد ممن فتك بهم الفيروس ..خضع لإختبارات طبية بعد عشرة ايام من عودته الى الولاياتالمتحدةالامريكية من ليبيريا و شعر بالاعياء بعد ايام قليلة ليتوجه الى مستشفى دالاس متأثرا بحمى شددية و لم ينتبه احد الى حالته ليعطيه الفريق الطبى مضادات حيوية و مسكنات أدت الى تدهور حالته و تم وضعه بالحجر الصحى الا انه توفى ليكشف عن خطأ بالغ فى المستشفيات الامريكية اعترف به مسئولين بارزين فى قطاع الصحة .. الخطأ الطبى لم يتوقف عند وفاة توماس و انما امتد ليتسبب فى اصابة العاملين بالمستشفى و هو الامر الذى ادى الى تعهد مدير هيئة المراكز الامريكية للسيطرة على الفيروس بفتح تحقيق حول طريقة انتقال العدوى مؤكدا ان المرضة التى حملت الفيروس بالعدوى كانت ترتدى الزى الوقائى كاملا كما انتقل الفيروس الى الطبيب الأمريكي كنت برانتلي فى مستشفى متخصص في مدينة اتلانتا بولاية جورجياالامريكية و يخضع 48 شخصاً ممن اشرفوا على علاج قتيل الايبولا الامريكى توماس للمراقبة الصحية. الاخطاء الطبية المتكررة دفعت أكبر نقابة للممرضات في الولاياتالمتحدة إلى اقامة إضراب في البلاد احتجاجا على رفض المستشفيات اتخاذ إجراءات حماية كافية لمعالجة مرضى ايبولا و تشارك مائة ألف ممرضة بينهن خمسون ألفا في كاليفورنيا في هذه التعبئة المنتظر تنفيذها يومى 11 و12 نوفمبر دون الاقتناع بتأكيدات البيت الابيض بتنفيذ مطالبهم من خلال جهود الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتصدي للفيروس مع وزيرة الصحة سيلفيا بورويل.. ارهاب بالايبولا مرض الايبولا ليس جديدا و مسجل فى تاريخ السجلات الطبية منذ ظهوره عام 1976 ليظهر فى قرية بالقرب من نهر ايبولا السودانى و الذى إكتسب اسمه منه .. و فى عام 1992 تم توجيه اتهامات شديدة الخطورة الى أعضاء جماعة أوم شنريكيو اليابانية بالتخطيط لمحاولة استخدام فيروس "إيبولا" كسلاح إرهابي بعد ان قام رئيس الجماعة أساهارا شوكو باصطحاب أربعين من أتباعه إلى زائير بحجة مساعدة المواطنين في محاربة المرض الا انهم حصلوا على عينات من الفيروس لاستخدامها كسلاح بيولوجي و لهذه الجماعة الارهابية سابقة خطيرة و هى حادث تسميم مترو أنفاق طوكيو في اليابان عام 1995 بغاز أعصاب السارين ليودى بحياة 62 شخصاً و إصابة حوالى 5000 آخر.. و أثار انتشار الفيروس علامات استفهام حول دور الولاياتالمتحدةالامريكية و تجاربها البيولوجية السرية فى ظهوره و انتشاره السريع بعد تناقل معلومات حول تمويل وزارة الدفاع الامريكية لتجارب حية على اصابة البشر بالايبولا قبل اسابيع من انتشاره بغينيا و سيراليون .و جاءت شهادة احد الباحثين فى علم الامراض بليبريا و هو سيريل برودريك الذى اكد ان الحكومة الامريكية تمتلك معمل ابحاث فى مدينة كينيما بسيراليون مخصص لإجراء ابحاث فى مجال الارهاب البيولوجى الحى الفيروسية و مولت اختبارات و تجارب ايبولا على البشر قبل اسابيع من انتشاره فى المناطق المجاورة لمعمل الابحاث ..و اثارت تلك المعلومات العلماء الروس ليعلنوا انهم سيحاولون انتاج علاج للفيروس القاتل قبل منافسهم الامريكى و فى محاولة للتصدى لخطورته.. المنظمات العالمية الاتهامات الموجهة الى الولاياتالمتحدةالامريكية جاءت بالتزامن مع الانتقادات التى وجهت الى منظمة الصحة العالمية و اتهامها بالتباطؤ و سوء التعامل مع المرض ليؤدى الامر الى فقدان السيطرة على امر كان من الممكن تفاديه ليؤكد المتخصصون انه يهدد مصداقية المنظمة لمنح الفرصة لأزمة صحية كارثية ..كما اطلقت منظمات غير حكومية انذارات تجاهلتها منظمة الصحة العالمية لتتأخر فى اعلان حالة الطوارئ العالمية بعد تفشى المرض فى دول غرب افريقيا ..و ايضا واجهت المنظمة انتقادات لاذعة بسبب عدم القدرة على تمويل ابحاث انتاج لقاحات مضادة للمرض حتى الآن و بررت رئيسة منظمة الصحة العالمية مارجريت تشان سبب عدم وجود دراسات وابحاث ولقاح ضد فيروس "ايبولا" الى سعي عدة جهات الى الربح لأن المرض لم يتعد حدود البلدان الأفريقية الفقيرة بالاضافة الى عدم وجود حافز مادي لإجراء بحوث ودراسات علمية.. كلام الصور 1-الايبولا هاجس الامريكان و الاعلام الغربى 2-الممرضة كاسى اكدت ان الحجر الصحى سجن يصلح للمجرمين فقط 3- ضحايا الايبولا فى الشوارع 5 معلومات أفزعت العالم عن "الايبولا" ! *اعراض الفيروس تبدأ من يومين الى ثلاثة اسابيع و تبدأ بأعراض تشبه الانفلونزا العادية و تتمثل فى الحمى و التهاب الحلق و الصداع و آلام العظام ثم يتبعها غثيان و قئ و اسهال و طفح جلدى يتطور الى النزيف و يتسبب فى اضعاف وظاف الكبد و جهاز المناعة للإنسان .. *لم ينتج علاج لهذا المرض و يتم العلاج بالسوائل الوريدية لمنع الجفاف و الحفاظ على برودة جسم للتخفيف من آثار الحمى بالاضافة الى تعاطى مسكنات الآلام و مراقبة مستويات الاكسجين و ضغط الدم .. و بالرغم من تنوع و تطور الابحاث الاطبية لعلاج الايبولا الا انه لم يثبت صلاحية اى منها للإستخدام الآدمى.. * الاصابة بالفيروس تتم عن طريق العدوى من خلال الدم او سوائل جسم الشخص المريض و لا توجد ادلة حول الاصابة عن طريق الهواء و هناك شكوك حول انتقاله عن طريق حشرات و حيوانات تحمل الفيروس ..و الاكثر عرضة للإصابة هم المقربين من المرضى من خلال المساعدات الطبية و خاصة الاطباء و الامرضين.. * اذا لم يتم السيطرة سريعا على انتشار الفيروس فى غرب افريقيا و استمرت حالات الاصابة و الوفاة فى ازدياد فإنه من المنتظر ان يصاب حوالى مليون و نصف حالة فى سيراليون و ليبيريا فى يناير القادم وفقا لتقارير المنظمات و المراكز الطبية العالمية .. * لا توجد وسيلة سريعة لإكتشاف المرض و تزداد معدلات الوفاة نتيجة التأخر فى تشخيص حالة المريض و ينجح التشخيص المبكر فى انقاذ بعض الحالات الا ان اعراضه الاولية عامة و تشبه الكثير من الامراض و تتسبب احيانا فى حدوث اخطاء طبية..