نقابة الصحفيين المصرية تصدر قرارا بمنع بلوجر من دخول النقابة.    حزب مصر أكتوبر: تأسيس تحالف اتحاد القبائل العربية يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في سيناء    محافظ مطروح يناقش استعدادات الاشتراك في المبادرة الرئاسية للمشروعات الخضراء الذكية    تراجع جديد لسعر الدولار في البنوك خلال التعاملات المسائية    عاجل| الحكومة تزف بشرى سارة للمصريين بشأن أسعار السلع    مصر للمقاصة تفوز بجائزة أفضل شركة للمقاصة في الوطن العربي    البيت الأبيض: احتمال تغيير سياستنا في حال اقتحام رفح الفلسطينية دون تأمين المدنيين    «بلومبرج»: «تركيا تعلّق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل»    كوريا الجنوبية ترفع حالة التأهب القصوى في السفارات.. هجوم محتمل من جارتها الشمالية    تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 Tom and Jerry لمشاهدة حلقات توم وجيري الكوميدية    "برنامج علاجي لتجهيزه".. الأهلي يكشف حجم إصابة أحمد عبدالقادر    «أكثر لاعب أناني».. مدرب ليفربول السابق يهاجم محمد صلاح    ظاهرة جوية تضرب البلاد خلال ال72 ساعة المقبلة.. 10 نصائح للتعامل معها    6 مصابين جراء مشاجرة عنيفة على ري أرض زراعية بسوهاج    مواعيد قطارات مطروح وفق جداول التشغيل.. الروسي المكيف    أحمد السقا عن مشهد الرمال بفيلم السرب لفاطمة مصطفى: كنت تحت الأرض 4 ساعات    ارسم حلمك ب«الكارتون».. عروض وورش مجانية للأطفال برعاية «نادي سينما الطفل»    ندوة توعوية بمستشفى العجمي ضمن الحملة القومية لأمراض القلب    «مايلستون» تنطلق بأول مشروعاتها في السوق المصري باستثمارات 6 مليارات جنيه    الصلاة والقراءات الدينية والتأمل في معاني القيامة والخلاص أبرز أحداث خميس العهد    بالصور.. كواليس حلقة "مانشيت" من داخل معرض أبوظبي الدولي للكتاب غدًا    "بسبب الصرف الصحي".. غلق شارع 79 عند تقاطعه مع شارعي 9 و10 بالمعادى    الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة فرضت عقوبات ضد 280 كيانا روسيا    تجديد حبس عنصر إجرامي بحوزته 30 قنبلة يدوية بأسوان 15 يوما    تراجع مشاهد التدخين والمخدرات بدراما رمضان    وزيرة البيئة تنعى رئيس لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة بمجلس الشيوخ    برلماني سوري: بلادنا فقدت الكثير من مواردها وهي بحاجة لدعم المنظمات الدولية    نادي الأسير الفلسطيني يعلن استشهاد معتقلين اثنين من غزة بسجون الاحتلال    رسائل تهنئة عيد القيامة المجيد 2024 للأحباب والأصدقاء    النجمة آمال ماهر في حفل فني كبير "غدًا" من مدينة جدة على "MBC مصر"    الفائزون بجائزة الشيخ زايد للكتاب يهدون الجمهور بعض من إبداعاتهم الأدبية    توقعات برج الميزان في مايو 2024: يجيد العمل تحت ضغط ويحصل على ترقية    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية في الطور    ما هو حكم قراءة الفاتحة خلف الإمام وكيفية القراءة؟    إمام الحسين: كبار السن يلاقون معاملة تليق بهم في مصر    بينها إجازة عيد العمال 2024 وشم النسيم.. قائمة الإجازات الرسمية لشهر مايو    الخطيب يُطالب خالد بيبو بتغليظ عقوبة أفشة    لحظة انهيار سقف مسجد بالسعودية بسبب الأمطار الغزيرة (فيديو)    الأمم المتحدة: أكثر من 230 ألف شخص تضرروا من فيضانات بوروندي    القناطر الخيرية تستعد لاستقبال المواطنين في شم النسيم    أذكار بعد الصلاة.. 1500 حسنه في ميزان المسلم بعد كل فريضة    الفندق المسكون يكشف عن أول ألغازه في «البيت بيتي 2»    رئيس الوزراء يعقد اجتماعًا مع ممثلي أبرز 15 شركة كورية جنوبية تعمل في مصر    انتبه.. 5 أشخاص لا يجوز إعطاؤهم من زكاة المال| تعرف عليهم    القوات المسلحة تنظم المؤتمر الدولي الثاني للطب الطبيعي والتأهيلي وعلاج الروماتيزم    فقدت ابنها بسبب لقاح أسترازينيكا.. أم ملكوم تروي تجربتها مع اللقاح    الرعاية الصحية تطلق حملة توعوية حول ضعف عضلة القلب فى 13 محافظة    جرثومة المعدة.. إليك أفضل الطرق الطبيعية والفعالة للعلاج    شراكة استراتيجية بين "كونتكت وأوراكل" لتعزيز نجاح الأعمال وتقديم خدمات متميزة للعملاء    تزايد حالات السكتة الدماغية لدى الشباب.. هذه الأسباب    السكرتير العام المساعد لبني سويف يتابع بدء تفعيل مبادرة تخفيض أسعار اللحوم    دعم توطين التكنولوجيا العصرية وتمويل المبتكرين.. 7 مهام ل "صندوق مصر الرقمية"    الأهلي يجهز ياسر إبراهيم لتعويض غياب ربيعة أمام الجونة    التنظيم والإدارة يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل للمتقدمين من 12 محافظة    هيئة الجودة: إصدار 40 مواصفة قياسية في إعادة استخدام وإدارة المياه    تحديد أول الراحلين عن صفوف برشلونة    كريم بنزيما يغادر إلى ريال مدريد لهذا السبب (تفاصيل)    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خلافات حول صور المسيح و تاريخ ميلاده
نشر في أخبار الحوادث يوم 04 - 01 - 2014

لا توجد شخصية مثل السيد المسيح أثارت الجدل الواسع حولها منذ الفي سنة و حتى الآن ، سواء لتعاليمه التى كانت مفاجئة و مخالفة للناموس اليهودى و لشرائع الموت و القتل السائدة فى عصره ، و لا يزال المسيح هو الشخصية الاولى فى العالم ،التى تحظى بأعلى الارقام فى الكتب المؤلفة حوله ، سواء بالاتفاق أو الاختلاف ، يكفى أنه نقطة فاصلة فى تاريخ الكون ،و قسم الزمن فى العالم إلى ما قبل الميلاد و ما بعد الميلاد !
" أخبار الحوادث " تحتفل بعيد الميلاد المجيد على طريقتها ، فى إطار احترام و محبة للشخص الذى به تغير وجه العالم ، حتى أنه بدأ يدور فى الاذهان سؤال: ماذا لو لم يولد المسيح ؟! ، و هو فى التوراة بشارة الرب لليهود بالخلاص ، و هو فى الانجيل كلمة الله " فى البدء كان الكلمة و كان الكلمة عند الله "! و هو فى القرآن " كلمة الله و روح منه " ..و رغم هذا التلاقى في نظرة التبجيل و إدراك كنه شخصية السيد المسيح بين الديانات الثلاثة ، إلا أن المسيحيين انفسهم فى شتى انحاء العالم توجد بينهم اختلافات شكلية حول تاريخ ميلاد المسيح ، و حول صوره ايضا فالاوربيون رسموه اشقر و عيناه زرقاوان ، بينما رسمه الافارقة زنجي، باختصار كل أمة رأت صورتها فى المسيح أو رسمته حسب اثمار كلمة الله فيها ، إلا أن الملفت للنظر أن الايقونة المصرية او صورة المسيح كما تخيلها الفنان القبطي كانت هى الاكثر شبها بالصورة المطبوعة على الكفن المقدس المحفوظ فى تورينو !
الكريسماس او عيد الميلاد في الغرب هو اهم مناسبة خلال العام كله على المستويين الحياتى و الشخصى سواء للمسيحيين المتدينين او حى اللادينيين، و يحتفلون به فى الخامس و العشرين من ديسمبر من نهاية كل عام، اما فى الشرق و خاصة لدى الارثوذكس المصريين فيحتفلون به فى ليلة السابع من يناير او بالتحديد يوم 28 كيهك من السنة القبطية المصرية فى الغالب ، و يكون العيد يوم 29 كيهك كل ثلاث سنوات ، مما يثار معه السؤال : لماذا الاختلاف اذن و لماذا فارق ال 12 يوما تقريبا بين الاحتفالين بمناسبة واحدة هى ميلاد المسيح ؟!
شرق و غرب !
-------------------
قدماء المصريين هم اول من قسموا السنة إلى 12 شهرًا ، كل شهر 30 يوما، ثم أضافوا المدة الباقية وهي خمسة أيام وربع يوم وجعلوها شهرا وأسموه الشهر الصغير أو النسى على أن يكون عدد أيامه خمسة أيام كل ثلاث سنوات وسميت سنوات بسيطة وإجمالي عدد أيامها 365 يومًا، وفى السنة الرابعة يكون عدد أيامه ستة أيام وسميت بالسنة الكبيسة وإجمالى عدد أيامها 366 يومًا
يقول العلامة المتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى ، نحن الأقباط مرتبطين بالتقويم الفرعوني القبطى لذلك باستمرار يأتى عيد الميلاد 29 كيهك أما الغربيون فارتبطوا بتقويم آخر ، وعلى الرغم من أن آباءنا وأجدادنا عبدوا الخالق فى صورة الشمس وكانت الشمس تُعد الإله الأكبر عندهم وتُعرف باسم ( رع ) إلا أنهم لم يتخذوا الشمس قاعدة للحساب إنما اتخذوا نجم اسمه ( نجم الشعرى اليماني ) الذى بموجبه تكون السنة 365 و 6 ساعات ، أى 365 يوما وربع بالتمام ، أما الغرب فاتخذ الشمس قاعدة للحساب والتى بموجبها تكون السنة الشمسية 365 يوما و 5 ساعات و48 دقيقة و 50 ثانية .
وهذا يعني أنه يوجد فرق 11 دقيقة و 10 ثواني بين الحسابين ، وهذا الفرق مع الأيام هو الذى أوجد هذه المدة بيننا وبينهم ، ولا نستطيع أن نقول أن حسابنا خطأ ولا هم حسابهم خطأ ، فكان الأقباط وإلى الآن يعيدون للميلاد يوم 29 كيهك الذى كان موافقا 25 ديسمبر في الخمسة عشر قرن الأولى ، وفى سنة 1582 اكتشف الفلكيون فرق بضع دقائق فى السنة الشمسية, فحسبوها منذ ميلاد المسيح إلى ذلك الحين فوجودها عشرة أيام ، فأجروا التعديل الغريغوري بحذف هذه العشرة أيام حيث باتوا يوم 4 أكتوبر 1582 واستيقظوا باكرا فى 15 أكتوبر، وفي تلك السنة صار 29 كيهك موافقاً ل 4 يناير بفرق العشرة أيام ، ثم من سنة 1700 صار 29 كيهك يقابل 5 يناير ، وفي سنة 1800 صار يقابل 6 يناير ، ومنذ 1900 صار يقابل 7 يناير.
لكن أقباط مصر ظلوا ملتزمين بتاريخ 29 كيهك معتبرين أن التراث الدينى لا يقوم على الضبط الزمني بالدقائق الثوانى.
سلام و محبة
----------------
و حول مايثيره تحديد التاريخ من خلافات شكلية ، تقول " ماريا نيقولا "، ان ميلاد السيد المسيح حدث معجزى، ولا يختلف على إعجازه شخص فى العالم ، حدث فى ذلك اليوم أن ملائكة السماء نشروا فى الأرض سلاما, وبشروا الكون خيرا بهتاف قائلين: "المجد لله فى الاعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة."
و تتساءل ماريا ،من هو يسوع المسيح ؟! انه كلمة الله وجاء للأرض مولودا من عذراء ميلاد معجزى, فماذا يحمل هذا الميلاد؟ سلام, اغتباط, محبة, فرح وسرور، و تضيف ان ميلاد السيح منذ 2014 عام حمل فى طياته بشرى السلام والمسرة والمحبة تفرح وجه الأرض. حمل بشرى النجاة وأول شعاع لإتمام خلاص أدم وبنيه. كلمة الله عناية لعباده ، ماذا وإن كنا لا نتمتع بهذا السلام فماذا ينقصنا سوى ميلاد الكلمة فى القلوب, فالكلمة فى معناها الغير زمنى هى سلام هى سرور ومسرة هى نور وحياة. فماذا ينقصنا للتمتع بهذه الميزات؟
ليس إلا ميلاد السلام والمسرة داخل القلوب. وإن كان شرط مكان الميلاد فى ملء الزمان هو تواضع المكان. فإذا شرط ميلاد السلام والمسرة فى القلوب هو اتضاعها
بينما يقول الشاعر صفوت زكريا ، اننا كمصريين نحتفل منذ ألفى سنة بالعيد فى 7 يناير ، و لا نجد غضاضة فى احتفال اخوتنا الكاثوليك به فى ديسمبر ، و ما اريد قوله ان المسيح باعتباره كلمة الله الحية الفعالة نريده أن يولد داخل ارواحنا كل يوم ، لا بل كل لحظة لان معنى الولادة كما افهمه هنا ليس الولادة الجسدية بقدر ماهى تجسيد لكلمة الله التى تحوى بطبيعة الحال كل القيم الصالحة للانسان مثل الحق و الخير و الجمال، فالمطلوب منا أن نجعل الكلمة فاعلة فى حياتنا لا أن نحفظها و نرددها فقط وهذا هو جوهر المسيحية " التجسد " اى جعل كل ما اتكلم به عملا قبل ان يكون كلاما".
و تقول كريستين وجيه أن السنة الميلادية في الشرق ايام الامبراطورية الرومانية ومنها مصر كانت 365 يوما و ربع يوم ، و هذا الربع يوم على مدار السنين احدث فارق التوقيت مابين الشرق و الغرب، ولما تم حساب السنوات و الايام حسب علماء فلكيون استقر الامر على أن ايام السنة حسب التقويم القبطي المصري هى المضبوطة تماما و اصبح لاحتفال عيد الميلاد يوما محددا هو الثامن و العشرين من كيهك ،و هو مايتوافق مع السابع من يناير حسب السنة الميلادية، ومن وجهة نظرى يوم 7 يناير له مذاق خاص عند المصريين ،ربما لاننا تعودناه هكذا على مر اجيال او لان الرقم (7 ) هو من الارقام الروحية التى تعنى الكمال و النعمة ، و اشعر أن الرب خصنا بهذا اليوم دون بقية العالم.
و حول المفهوم الروحى للميلاد، و هل هذا الاختلاف الزمنى هل يؤثر عقيديا ام لا ؟ تؤكد كريستين أن الله موجود فى كل وقت ، و حين نحتفل بميلاد المسيح نتذكر تواضعه و هو صاحب الولادة الاعجازية من عذراء بتول ، ايضا فإنه ولد فى مزود للبقر كى يعلمنا التواضع فى كل شيء ، و لم يكن بعيدا على المشيئة الالهية أن يولد المسيح فى ابهى القصور ، إلا انه ربما اراد تعليمنا درسا قويا و هو أن لا نحتقر اضعف البشر و لا افقر الامكنة فربما - وهو ماحدث - يخرج منها نور للعالم اجمع ، و فى تاريخنا الحديث كم رأينا مفكرين و عظماء و زعماء كانوا فقراء جدا و ولدوا فى قرى فقيرة جدا.
خرق للعادة
----------------
غير أن مشكلة اخرى اثيرت مؤخرا حول ميلاد المسيح ، و هل كان فى الصيف ام فى الشتاء ؟ ، خاصة و ان هناك ابحاثا قالت أنه ولد فى اكتوبر و ليس يناير كما عند الشرقيين أو ديسمبر كما هو الحال لدى الغربيين !، و استدل البعض بالآية ( 25 ) من سورة مريم " وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا " و ذهب اخرون أنه بنا على ذلك، أن المسيح له المجد يكون مولودًا فى يوليو او اغسطس و هما الشهران اللذان يكون فيهما البلح رطبا اى ناضجا لدرجة تساقطه من النخل بسهولة.
إلا أن الإمام الشنقيطي ،بعدما نظره فى تساؤل العلماء حول جذع النخلة ، هل كان يابسا أم لا ؟ ، يوضح الامر فى كتابه " أضواء البيان "، قائلا :" .. والذي يفهم من سياق القرآن : أن الله أنبت لها ذلك الرطب على سبيل خرق العادة ، وأجرى لها ذلك النهر على سبيل خرق العادة ، ولم يكن الرطب والنهر موجودين قبل ذلك ، سواء قلنا إن الجذع كان يابسا أو نخلة غير مثمرة ، إلا أن الله أنبت فيه الثمر وجعله رطبا جنيا ، ووجه دلالة السياق على ذلك أن قوله تعالى: فكلي واشربي وقري عينا ، يدل على أن عينها إنما تقر في ذلك الوقت بالأمور الخارقة للعادة ، لأنها هي التي تبين براءتها مما اتهموها به ، فوجود هذه الخوارق من تفجير النهر ، وإنبات الرطب ، وكلام المولود تطمئن إليه نفسها وتزول به عنها الريبة ، وبذلك يكون قرة عين لها .
--------------------------------------------------------------------------------------------
المسيح فى أفريقيا زنجي و فى آسيا آسيوى و فى أوربا أشقر و عيناه زرقاوان أو خضراوان !
كل أمة رسمت المسيح مشابها لها حتى تقرب إلى الاذهان أن الله موجود فى كل جنس بشرى
معظم الصور رمزية و الأيقونة القبطية أقرب شبهًا بالصورة المطبوعة على الكفن المقدس
.. و لم يكن ميلاد المسيح فقط هو الذى نشأت حوله الاختلافات و الخلافات ، سواء حول مفهوم ولادته الاعجازية او المفهوم الروحى لتجسد الكلمة بحيث صارت فعلا معاشا بين الناس ، و نشأت اسئلة من عينة متى و كيف و لماذا ؟ و لكن ايضا صورة المسيح او ايقونته سواء تلك التى نراه فيها طفلا تحمله امه السيدة العذراء مريم ، او شابا يعظ الجموع و يصنع المعجزات، و معظم مراحل حياته حتى صلبه و قيامته،كل هذه الصور نالت هى الاخرى جانبا من التباين و الاختلافات ، مابين منكر لها ، و بين مرحب بها ، و لكن الغالبية استقرت على ان الصورة هى حالة رمزية اكثر منها تشخيص لجسد و ملامح و حسب ، و رغم نظرة المسيحيين للصورة او التمثال نظرة تقديس إلا أن المراد منها هو التذكر فقط ، و يرى علماء اللاهوت أن الصورة وفرت على البشرية ازمنة كى تصل الرسالة ليفهمها و يدركها الامى و المتعلم ، و يرون انها رسخت الحالة الروحية لدى البسطاء ممن لا يجيدون القراءة ، لكن هناك اختلافات بين صورة المسيح فى كل بلد من بلدان العالم و ان طغت الرسومات التى رسمها مايكل انجلو و غيره من رسامى عصر النهضة الاوربية ..فما هى اسرار هذه الاختلافات ؟!
نظرة متأنية للصور التى تراها للسيد المسيح طفلا او شابا تغلب عليها الملامح الاوروبية الشعر الاصفر و العينان الزرقاوان او الخضراوان ، رغم أن نشأته و البيئة التى وجد فيها كانت شرقية بامتياز، و هى الصورة المنتشرة فى اقطار كثيرة، إلا أن المسيح فى افريقيا السوداء فهو اسود زنجى ،والمسيح فى ايقونات مصر القبطية هو مصرى قبطى ، وهو فى آسيا اسيوى، و هو فى السودان سودانى ايضا !
المسيح المصرى!
--------------------
و كما ان الله تجلى أو تجلت كلمته لموسى فى الشجرة او الجبل على شكل عليقة من النار ، شاءت قدرته على تجسد كلمته فى شخص المسيح ، و على هذا الاساس تبنى الكنيسة نظرتها لانطباع كلمة الله التى تجلت على كل امة من الامم باختلاف ثقافاتها و طبائعها و عاداتها، و كما يقول الانبا موسي اسقف الشباب ، أن الايقونة او الصورة لها وظيفة تعليمية أو تقريب رمزى للبسطاء ممن لم يكونوا آنذاك قد تعلموا ، و كما يقول المثل الصيني الصورة تعادل ملايين الكلمات ، و توصل الرسالة بسهولة و بسرعة ايضا و هو ماساعد على انتشار كلمة الله ، و هى قبل كل ذلك ليست مختلقة كما يتصور البعض ، و لكن رسمها اناس من خلال تمثلهم لتعاليم الانجيل و وصفه للسيد المسيح او السيدة العذراء او للرسل و القديسين ، و يشير اسقف الشباب موجها كلامه لمن يتساءلون بسذاجة او سخرية ، و هل كانت ايام المسيح كاميرات لتصوره ؟!، يبتسم الانبا موسى مشفقا ، و يقول ، علينا ألا ننسى أن الرسم و النحت قديم قدم البشرية ذاتها و هو ماتدلنا عليه اقدم الحضارات القديمة مثل المصرية الفرعونية و القبطية و العراقية" بابل و اشورو سومر "و اليونانية الرومانية ايضا ، و يضيف مستدركا ، و هل ننسى أن احد تلاميذ المسيح كان رساما و هو لوقا الطبيب ؟ ، و لو لم نكن نعرف ذلك فإن الكفن المقدس الذى لفوا به جسد المسيح و من ضمنه غطاء الوجه حسب التقليد اليهودى انذاك ، و جدوا على هذه القطعة ملامح مطبوعة لوجه المسيح و بالاشعة و اساليب علمية اخرى تبين ان الملامح تتقارب بشكل كبير مع صورة المسيح التى تم توارثها عبر الاجيال و كانت اكثر شبها بالايقونة القبطية المصرية !
و حول فن الايقونات القبطية يوضح اسقف الشباب ، انها ليست مجرد رسم جميل و كفى ، بل لها معايير و مقاييس إن لم تكن فنية فهى روحية بالاساس ، فنرى على سبيل المثال أن الراس اكبر من الجسم اذا ما قسنا النسبة و التناسب ، و هذا له مدلول فكرى و روحى ايضا ، اى الاهتمام بالفكر و العمق اللاهوتى فى الصورة او الايقونة ، باعتبار أن الراس هى موطن الفكر او معمل الفكر ، و كذلك نرى العينين متسعتين جدا ، للتدليل ايضا على اتساع الرؤيا و استشراف المستقبل .
و اقباط مصر هم المسيحيون الوحيدون الذين لا يستسيغون رسم او تصوير الام القديسين او عذابات الخطاه في الجحيم ، كما فى الكنائس الغربية وتشير مدام بوتشر ان كانت كنيسة مصر قد احتملت من الاضطهاد اكثر من اي كنيسة اخري في العالم وبطريقة مرعبة . لكن هذه العذابات لم تحطم رجاء حياتنا الوادعة. اينما ذهبت بين الكنائس المصرية لن تجد منظراً واحداً يمثل الجحيم أو العذابات. بل صور الشهداء دائماً وهم فرحون بالحياة السمائية ، مناظرمملؤة بروح الغلبة اذا تسعي الكنيسة في خلق روح الثقة في اولادها . لهذا فهي لا تصور الشيطان . وان صورتة يظهر في أحجام صغيرة مطروح تحت أقدام الملائكة والشهداء
ابنى اسمه المسيح !
------------------------
و فى سابقة ، اثارت وقتها كثيرا من الاندهاش و الجدل، أطلق صحفي مصري مسلم اسم "المسيح" على مولوده، الزميل الصحفى هو "خالد العطيفي" رئيس تحرير جريدة "الأمة" المتوقفة عن الصدور منذ سنوات، ويشير خالد الى سبب تسمية ابنه فيقول: أنه منذ صغره وهو يحب المسيح وشخصه لأنه الوحيد الذى غيّر مجرى وتاريخ البشرية وأن التقويم الميلادى يحكي كل يوم عن تاريخ ميلاد المسيح، وأنه سمع عن معجزاته وعظاته وأحبه بشدة.
و فى السودان ايضا كان اللواء محمد عثمان ، هو ثانى شخص فى العالم يطلق اسم "المسيح عيسى عليه السلام" على مولوده الثامن، مؤكدا على أنه أخذ الاسم من الكتاب والسنة، لافتا إلى أنه سيطلق اسم "إسرائيل" اى نبى الله يعقوب على مولوده القادم والذي سيكون ترتيبه التاسع بين أبنائه ، وقال أن تسمية المسيح أمر عادي مثل كل الأسماء، مؤكدا أن الاسم محبب إلى الجميع .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.