اختلاف كبير فى تاريخ مولد المسيح بين الكنائس فى الشرق والغرب اختلاف كبير بين موعد عيد الميلاد لدى الشرق والغرب بين 25 ديسمبر و7 يناير أو فى أغسطس وسبتمبر.. كل منهم يسوق حججه وأسبابه فى هذا الاختلاف.. لكن بين الاختلافات كلها يبقى الاحتفال موجوداً ليدخل البهجة والفرح على قلوب المسيحيين فى المشرق والمغرب. فى إحدى مقالاته يذكر الأنبا إبرآم أسقف الفيوم والجيزة فى أسباب ذلك الخلاف أن الأقباط يحتفلون بعيد الميلاد يوم 29 كيهك حسب التقويم القبطى وكان هذا اليوم يوافق 25 ديسمبر من كل عام حسب التقويم الرومانى الذى سمى بعد ذلك بالميلادى ولقد تحدد عيد ميلاد المسيح يوم 29 كيهك الموافق 25 ديسمبر وذلك فى مجمع نيقية عام 325م، حيث يكون عيد ميلاد المسيح فى أطول ليلة وأقصر نهار «فلكياً» والتى يبدأ بعدها الليل القصير والنهار فى الزيادة، إذ بميلاد المسيح «نور العالم» يبدأ الليل فى النقصان والنهار «النور» فى الزيادة. هذا ما قاله القديس يوحنا المعمدان عن السيد المسيح :«ينبغى أن ذلك «المسيح أو النور» يزيد وإنى أنا أنقص» «إنجيل يوحنا 3: 30» ولذلك يقع عيد ميلاد يوحنا المعمدان «المولود قبل الميلاد الجسدى للسيد المسيح بستة أشهر» فى 25 يونيو وهو أطول نهار وأقصر ليل يبدأ بعدها النهار فى النقصان والليل فى الزيادة. فى عام 1582م، أيام البابا جريجورى - بابا روما- لاحظ العلماء أن يوم 25 ديسمبر «عيد الميلاد» ليس فى موضعه أى أنه لا يقع فى أطول ليلة وأقصر نهار، بل وجدوا الفرق عشرة أيام أى يجب تقديم 25 ديسمبر بمقدار عشرة أيام حتى يقع فى أطول ليل وأقصر نهار، وعرف العلماء أن سبب ذلك هو الخطأ فى حساب طول السنة «السنة = دورة كاملة للأرض حول الشمس» إذ كانت السنة فى التقويم اليوليانى تحسب على أنها 365 يوماً و6 ساعات ولكن العلماء لاحظوا أن الأرض تكمل دورتها حول الشمس مرة كل 365 يوماً و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية أى أقل من طول السنة السابق حسابها «حسب التقويم اليولياني» بفارق 11 دقيقة و14 ثانية ومجموع هذا الفرق منذ مجمع نيقية عام 325 م حتى عام 1582 كان حوالى عشرة أيام، فأمر البابا جريجورى بحذف عشرة أيام من التقويم الميلادى «اليولياني» حتى يقع 25 ديسمبر فى موقعه كما كان أيام مجمع نيقية، وسمى هذا التعديل بالتقويم الغريغوري، إذ أصبح يوم 5 أكتوبر 1582 هو يوم 15 أكتوبر فى جميع أنحاء إيطاليا، ووضع البابا غريغوريوس قاعدة تضمن وقوع عيد الميلاد «25 ديسمبر» فى موقعه الفلكى «أطول ليلة وأقصر نهار» وذلك بحذف ثلاثة أيام كل 400 سنة «لأن تجميع فرق ال11 دقيقة و14 ثانية يساوى ثلاثة أيام كل حوالى 400سنة» ثم بدأت بعد ذلك بقية دول أوروبا تعمل بهذا التعديل الذى وصل إلى حوالى 13 يوماً، ولكن لم يعمل بهذا التعديل فى مصر إلا بعد دخول الإنجليز إليها فى آوائل القرن الماضى «13 يوما من التقويم الميلادي» فأصبح 11 أغسطس هو 24 أغسطس وفى تلك السنة أصبح 29 كيهك «عيد الميلاد» يوافق يوم 7 يناير «بدلا من 25 ديسمبر كما كان قبل دخول الإنجليز إلى مصر أى قبل طرح هذا الفرق» لأن هذا الفرق 13 يوما لم يطرح من التقويم القبطى النصرانية والإسلام يشار إلى أن هناك دليل تاريخى ثابت موثوق به يوضح أن المسيح ولد فى شهر أغسطس أو سبتمبر فقد كتب الدكتور جون د. أفيز فى كتابه «قاموس الكتاب المقدس» تحت كلمة «سنة»: أن البلح ينضج فى الشهر اليهودى أيلول، كما ورد فى صفحة «117» من كتاب «تفسير الكتاب المقدس» ل«بيك» العبارة الآتية: «إن شهر أيلول يطابق عندنا شهر أغسطس وسبتمبر». وأنه يظهر مما حكاه القرآن عن السيدة «مريم» أنها كانت ترقد عند ولادتها فى سقيفة على مكان مرتفع من التل حيث تقف نخلة على منحدر منه وكان من الميسور لها أن تصل إلى جذعها وتهزه وكثرة النخيل فى بيت لحم واضحة فى الكتاب المقدس فى الإصحاح الأول من «سفر القضاة» وكذلك «قاموس الكتاب المقدس» المؤلف بمعرفة الدكتور «جونر يفنز» كما أن حقيقة إرشاد السيدة «مريم» إلى نبع - كما ورد فى القرآن الكريم - لتشرب منه: تشير إلى أن ميلاد المسيح حدث فعلاً فى شهر أغسطس أو سبتمبر وليس فى ديسمبر حيث يكون الجو بارداً كالثلج فى كورة اليهودية، وحيث لا رطب فوق النخيل حتى تهز جذع النخلة فتساقط عليها رطبا جنيا، قال تعالى: «فناداها من تحتها ألا تحزنى قد جعل ربك تحتك سرياً، وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنباً فكلى واشربى وقرى عينا»، والمعنى: أنه جعل قربها جدولاً صغيراً كان قد انقطع ماؤه، ثم جري، وامتلأ، وسمى سرياً لأن الماء يسرى فيه، وأنه فى إمكانها أن تتناول من الرطب الصالحة للاجتناء إذا أرادت أن تأكل وإذا أرادت أن تشرب أمكنها ذلك من جدول الماء، الذى كان يسرى بجانبها.