للمرة الثانية أجدني مضطرا لأسأل السيد مدير أمن جامعة الأزهر المدني عن تصريحاته التي لا تقدم لنا تفسيرا واحدا لما يحدث داخل اسوار ذلك الصرح التعليمي الكبير. فهذا المسئول لا ينقطع حديثه يوميا عن معرفة عناصر التخريب وطلبة التحريض الذين يقومون بكل أعمال الشغب سواء من فتيات أو فتيان الإخوان يحددهم ساعة بالعدد واخري بأشخاصهم ولكنه ابدا لا يقول لنا لماذا لا يزالون يمارسون ذلك العنف يوميا ودون توقف، بل وصل الحد بهم كما نقلت الأنباء لمنع طلبة بعض الكليات ليس من حضور المحاضرات أو الانتظام في الدراسة ولكن من اداء الامتحانات وهو شيء خطير جدا. لا أنكر ان جامعة الأزهر كانت الوحيدة التي امتلك رئيسها الدكتور أسامة العبد الشجاعة الكاملة من واقع المسئولية والضمير في ان يلجأ إلي الشرطة لحماية الطلبة والمنشآت والعاملين ولكن ما نراه من تصاعد وتيرة العنف والتحدي شيء لا نجد له تفسيرا واحدا!! كيف تجرأ هؤلاء الطلبة والطالبات بأكثر منهم لحد الاعتداء علي الأساتذة بالضرب والتهديد لحد التشويه بماء النار والقتل في بعض الأحيان لقد طالبت المسئول عن أمن الجامعة في هذا المكان من قبل بان يتم تحديد اسماء هؤلاء الطلبة بدقة وهذا ليس شيئا صعبا ثم منعهم تماما من دخول الجامعة حتي ولو لجأنا للشرطة والجيش. إما ان يكون هذا المسئول قادرا علي القيام بعمله أو يتركه لمن يستطيع ان يحمي الأساتذة والطلبة والمنشآت. وللمرة الثانية أيضا اتعجب من موقف الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة التي تشرفت ان أكون احد ابنائها أيام كان دخولها حلما والانتماء لها قدسا والتخرج من بين جدرانها شرفا لا يضاهيه شرف، لقد عشنا مظاهرات الطلبة في بداية السبعينيات وقبل حرب أكتوبر وكانت أعمق وأقوي من أي مظاهرات مدعية كالتي نراها الآن لانها كانت في حب مصر ولم تكن ابدا دعوة لخرابها كما ينادي هؤلاء الدخلاء عليها ممن لا يعرفون قدرها ولا مكانتها وهي الجامعة الأم التي تخرج منها فطاحل العلماء والأساتذة والخبراء في كل مجالات العلوم والفنون والآداب. هل نامت عيون الدكتور نصار وهو يري تلك الحرائق التي تندلع في أركان الجامعة وهي المرة الأولي التي تحدث في عهد أي رئيس لذلك الصرح العملاق منذ قامت عام 5291 وحتي الآن. فلا أعتقد علي مر كل هذا التاريخ ان تجرأ طالب بمعني كلمة طالب لأن يحرق أي جزء منها حتي ولو كانت غرفة أمن علي أسوارها، أو يقوم غيره عامدا أو مأجورا بقذف مدرجاتها أو معاهدها بالطوب والحجارة أو زجاجات المولوتوف. أي وصف يمكن ان نطلقه علي هؤلاء أو علي من يحرضونهم علنا علي ذلك وماذا تنتظر إدارة الجامعة بعد ان شاهدت كل تلك الحرائق التي صارت تهدد المبني التاريخي بالدمار. القرار الذي اتخذته إدارة الجامعة أول أمس باللجوء للشرطة والجيش لحماية الأسوار الخارجية جاء متأخرا جدا بعد ان انتهكت حرمة الحرم الجامعي. لماذا كان ذلك الكبر الذي تعاملت به الإدارة مع الموقف منذ البداية وما المواقف التي كانت تريد تسجيلها وعلي حساب من وكل هذا التعدي يقع علي الجامعة وتأمينها أهم بنود بقاء هذه الإدارة. وغريب ذلك الموقف منها فهي في الحقيقة لا تستطيع توفير أي نوع من الحماية لا للعملية التعليمية ولا للعاملين والأساتذة ولا حتي الطلبة أنفسهم أمام ذلك البطش والتعدي من طلبة لا يعرفون قدر الجامعة وللأسف الصور التي تنقلها شاشات التليفزيون والفضائيات تؤكد ان من بينهم دخلاء وعملاء ومأجورين. رجال الأمن ضربوا وسحلوا والبوبات احرقت ورغم ذلك لم يطلب مدير الجامعة الشرطة وبعد ان اهينت الجامعة في عهده سارع لطلب نجدتها من الخارج.. موقف غريب!!.