إن ما يحدث في الجامعة المصرية اليوم شيء يخرج عن اطار الاحترام والتقديس لفكرة الجامعة, كيف يجرؤ طلاب الجامعة علي إحداث كل هذه الجلبة والتطاول لمجرد فكرة أو توجيه بأن الجامعة يجب أن تغلق, أو تقف الدراسة من أجل عيون فصيل بعينه هل يعرف هؤلاء الطلاب أن وقف الدراسة سيجلب الخراب والدمار لفكرة الجامعة في أسمي معانيها, إنني أطالب الجميع من منسوبي الجامعات المصرية أن يقفوا علي قلب رجل واحد لايقاف المهزلة الحادثة الآن, و عندما اتحدث عن جامعة بعينها وهي الجامعة الأم جامعة القاهرة أقدم جامعات الشرق, أقول إن هؤلاء الذين تجرأوا وكتبوا علي جدرانها ومبانيها العبارات السيئة لمؤسسة نحترمها ونحترم منسوبيها وللجامعة ورئيسها ومن يعملون بها, يجب حسابهم ووقفهم عن عبور بوابات الجامعة أو حرمها, فهذه الاساءة لم تكن لأبناء الجامعة بل لتاريخ عظيم لهذه المؤسسة العريقة, التي أسهمت في دفع قضية الاستقلال الوطني إلي صدارة الموقف, وكانت خط الدفاع الرئيسي ضد الاحتلال البريطاني ومشعلا حقيقيا للتنوير, وأداة للارتقاء بالمجتمع, من خلال تلك القامات العلمية الرصينة لعلماء ومفكرين مصريين أثروا الحياة الانسانية بتنويعاتها المختلفة, وشكلت قاطرة حقيقية للثقافة والوعي المصري والعربي. إنني لم أملك نفسي من الغيظ والضيق والأسي مما يحدث, وما فعله ويفعله هؤلاء الصبية من الطلاب الذين لم ولن يعرفوا قيمة الجامعة. ومن نافذة بريد الأهرام أبعث بثلاث صرخات, الأولي إلي قادة الجامعة المصرية في كل ربوع مصر: عليكم أن تضربوا بيد من حديد علي كل من يفكر أو حتي يجرؤ علي تشويه الجامعة من الداخل أو الخارج, فهؤلاء الطلاب, جاءوا ليتعلموا فقط.. أما ممارسة السياسة فتكون خارج الجامعة وأسوارها, وعليهم احترام تقاليدها وآدابها.. الصرخة الثانية إلي أعضاء هيئة التدريس الذين يدين لهم هؤلاء الطلاب الذين شوهوا الجامعة بكتاباتهم البذيئة واعمالهم غير المسئولة, وأرجوهم أن يقدموا لهؤلاء الطلاب النصح بأن يبتعدوا عن الجامعة فهي ليست المكان المناسب لمثل هذا الفعل.. أما الصرخة الثالثة فهي إلي أبنائي طلاب الجامعة: ركزوا في محاضراتكم واستمتعوا بالعلم والرياضة فهذه أيام لن تنسوها طيلة العمر وستظل ذكرياتها عالقة بفكركم وعقولكم. د. حامد عبد الرحيم عيد - أستاذ بعلوم القاهرة