أثار انتباهي ما أعلنته وزارة الداخلية عن القبض علي إحدي الخلايا الإرهابية التي كانت تخطط لتنفيذ عمليات انتحارية خلال الفترة المقبلة تستهدف بعض المنشآت الحيوية والمهمة الأجنبية، وأن هذه الخلية الإرهابية لها صلات بتنظيم القاعدة. ويلاحظ أن الإرهاب الجهادي اصبح ظاهرة عالمية ومن الطبيعي امام هذه الظاهر ان تولي الدول الصناعية الكبري علي رأسهم الولاياتالمتحدة اهتماما خاصا وتعد العدة لمواجهتها من خلال عدد من الخطوات المدروسة جيدا. فمن المعلوم ان هذه الدول اتبعت عدة بدائل ثبت عدم فعاليتها مثل: دعم قيادات العالم الاسلامي وتقوية شوكتهم للوقوف امام كل مظاهر التطرف الفكري، اللجوء لشن الحروب علي الدول المصدرة للإرهاب، محاولة نشر مبادئ الديمقراطية واحترام الآخر ومطالبة الحكام بمراعاة تحقيق العدالة الاجتماعية وذلك للحد من اسباب اللجوء إلي الارهاب والعمليات الانتحارية منها الشعور بالظلم وعدم المساواة والبطالة والفقر. ورغم ان هذه البدائل حققت نوعا من الهدوء إلا انها لم تحقق الأمن العالمي بالقدر الكافي لذا فإنه من الطبيعي أن تلجأ الدول الكبري الي التفكير في بدائل جديدة التي في اعتقادي قد يكون أحدها هو العمل علي التخطيط لإحداث صراعات دينية تؤدي إلي التدمير الذاتي لكل التيارات المتطرفة. وعلي حق رأت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية، أن المعركة المشتعلة بين القوي الدينية في مصر الجديدة حول من يمثل الإسلام، ومن يشكل مستقبل البلاد، يهدد الاستقرار العام لأكبر دول العالم العربي، لتصبح المشكلة أقوي وأشرس بكثير من تلك الأزمة المشتعلة بين القوي الدينية والليبرالية. ومن هنا يجب ان نكون اكثر يقظة ووعيا بما يحدث حولنا حتي لا ندمر انفسنا بأنفسنا.