عاش المسلمون والعرب في النرويج ساعات عصيبة في أعقاب الانفجارات الدموية التي هزت قلب العاصمة »أوسلو« وراح ضحيتها 49 قتيلا وعشرات الجرحي، وبين 4 إلي 6 أشخاص يتواصل البحث عنهم فور الإعلان عن الجريمة الإرهابية توقع كثيرون أن إحدي الجماعات المتطرفة الإسلامية تقف وراء هذه المذبحة، مما سيؤثر سلباً علي المسلمين والعرب المقيمين في النرويج وغيرها من الدول الأوروبية، كما تعودوا مع كل الهجمات الإرهابية السابقة التي نسبت كلها للجماعات المتشددة وعلي رأسها تنظيم »القاعدة«. قلق مسلمي أوروبا سرعان ما توقف عندما أعلنت السلطات القبض علي نرويجي أبيض البشرة، أشقر الشعر، وأزرق العينين يدعي: »اندريس بيرنج ريفيك« ولا يكره أحداً في الدنيا أكثر من كراهيته للمسلمين والملحدين بصفة خاصة، والأجانب من دول العالم الثالث بصفة عامة! براءة المسلمين من هذه الهجمة الدموية البشعة، جاءت لتذكر المتوجسين من وجود هؤلاء في بلادهم إلي أن الإرهاب لا جنسية ولا دين يمكن تصنيفه بهما. إذا كانت الهجمات الإرهابية ضد أوروبا والولايات المتحدة خلال السنوات العديدة الماضية نسب معظمها لجماعات إرهابية تدعي الهوية الإسلامية، فلا ينفي ذلك وجود جماعات وتنظيمات تخطط للقيام بهجمات إرهابية وتحمل هوية دينية غير الإسلام مثل المسيحية واليهودية والبوذية وغيرها من الديانات أو الثقافات. في البداية.. تم تصنيف الإرهابي النرويجي »أندريس بيرنج ريفيك« بأنه: »متشدد مسيحي، ينتمي لتيار يميني. يعارض هجرة الأجانب إلي بلاده. ولديه تحفظات خاصة علي المهاجرين المسلمين«. الجديد في المعلومات عن »ريفيك« أن ما قام به يوم السبت الماضي لم يكن وقوعه تحت تأثير المخدرات أو لهفوة دماغية عفوية، وإنما تنفيذ لفكرة آمن بها وخطط لتنفيذها والحصول علي مستلزماتها وتحديد أهدافها منذ خريف عام 9002. العجيب أن »ريفيك« لم يحاول طوال تلك الفترة التزام الحيطة في أقواله أو تصرفاته لإبعاد الشبهات عنه، وإنما علي العكس من ذلك قام ببث ونشر نحو 0051 صفحة علي »الإنترنت« مصحوبا بشريط »فيديو« تحتاج مشاهدته إلي بضع دقائق بهدف تقديم نفسه لزوار موقعه، من جهة، وجذب انتباههم ونيل تأييدهم لأفكاره ومخططاته، من جهة أخري! أبرز ما جاء في مئات الصفحات المنشورة واللقطات المعروضة علي »النت« الشعار الذي رفعه وكرره »أندريس بيرنج ريفيك« القائل: »إن اللجوء إلي الهجمات الإرهابية هو إحدي وسائل وأساليب إيقاظ الجماهير النائمة«! ولم يكتف »ريفيك« بشعاره، وإنما زاد وعاد في توضيح أهدافه، وطرح تبريراتها، وعرض أدلتها وإثباتاتها، بالرجوع إلي أحداث ووقائع ودلالات تاريخية أمعن في إيجاد صلات تمكنه من ربطها بما يفكر فيه، ويخطط لتنفيذه. الإرهابي النرويجي »ريفيك« لا يهمه كما جاء في صفحاته- 0051 صفحة- ان يسيء البعض الظن في شخصه. ليس هذا فقط.. بل يتباهي بأن البعض سينظر إليه فيما بعد »كأفظع المتطرفين الوحشيين منذ نهاية الحرب العالمية الأخيرة«! .. وحكايات الإرهابي النرويجي لا تنتهي.