باقي 5 أيام فقط.. مناشدة عاجلة من وزيرة الهجرة إلى المصريين بالخارج (فيديو)    توريد 503 طن قمح في موسم الحصاد بالإسكندرية    هل تنخفض أسعار الدواجن الفترة المقبلة؟.. "الشعبة" توضح    البيت الأبيض بعد الاحتجاجات على حرب غزة بالجامعات: بايدن دعا لمواجهة تفشي الخطاب المعادي للسامية    الخميس المقبل.. أحمد موسى يُحذر من الاجتياح البري لرفح الفلسطينية    الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضيه    قائمة بيراميدز - رمضان صبحي على رأس اختيارات مواجهة البنك الأهلي    أحمد موسى يناشد بحضور 70 ألف مشجع مباراة بوركينا فاسو: هو في أهم منها للمنتخب.. فيديو    المعاينة الأولية تكشف سبب حريق ورشة وعقار في المعادي    شاب يقتل والده بسبب إدمانه للمخدرات.. وقرار من النيابة    خصومات متنوعة على إصدارات «هيئة الكتاب»    تعرف على الأمنية الأخيرة لشيرين سيف النصر قبل وفاتها ؟ (فيديو)    أمين الفتوى لسيدة: «اطّلقى لو زوجك مبطلش مخدرات»    بروتوكول بين جامعة المنوفية الهيئة الاعتماد لمنح شهادة "جهار - ايجيكاب"    دياب يكشف عن شخصيته بفيلم السرب»    "سياحة النواب" تصدر روشتة علاجية للقضاء على سماسرة الحج والعمرة    هالة خليل: أتناول مضادات اكتئاب في التصوير.. ولا أملك مهارات المخرج    صحة كفرالشيخ في المركز الخامس على مستوى الجمهورية    احذر اكتئاب رياح الخماسين.. من هم الفئات الأكثر عُرضة؟    «قضايا الدولة» تشارك في مؤتمر الذكاء الاصطناعي بالعاصمة الإدارية    مقتل وإصابة 8 مواطنين في غارة إسرائيلية على منزل ببلدة حانين جنوب لبنان    بالفيديو.. خالد الجندي يشيد بفخامة تطوير مسجد السيدة زينب    «بروميتيون تاير إيجيبت» راعٍ جديد للنادي الأهلي لمدة ثلاث سنوات    يد – الزمالك يفوز على الأبيار الجزائري ويتأهل لنصف نهائي كأس الكؤوس    أبو عبيدة: الاحتلال الإسرائيلي عالق في غزة    إنفوجراف.. مراحل استرداد سيناء    «التعليم العالي» تغلق كيانًا وهميًا بمنطقة المهندسين في الجيزة    ختام ناجح لبطولة الجمهورية للشطرنج للسيدات ومريم عزب تحصد اللقب    بائع خضار يقتل زميله بسبب الخلاف على مكان البيع في سوق شبين القناطر    محافظ أسوان يشهد مراسم توقيع بروتوكول التعاون المشترك بمتحف النوبة    القومي للكبد: الفيروسات المعوية متحورة وتصيب أكثر من مليار نسمة عالميا سنويا (فيديو)    اللعبة الاخيرة.. مصرع طفلة سقطت من الطابق الرابع في أكتوبر    وزيرة الثقافة تُعلن برنامج فعاليات الاحتفال بعيد تحرير سيناء    غدا.. اجتماع مشترك بين نقابة الصحفيين والمهن التمثيلية    محافظ كفرالشيخ يتفقد أعمال التطوير بإدارات الديوان العام    مجلس الوزراء: الأحد والإثنين 5 و6 مايو إجازة رسمية بمناسبة عيدي العمال وشم النسيم    عضو ب«التحالف الوطني»: 167 قاطرة محملة بأكثر 2985 طن مساعدات لدعم الفلسطينيين    السياحة: زيادة أعداد السائحين الصينيين في 2023 بنسبة 254% مقارنة ب2022    المدير التقني السابق لبايرن ميونخ: محمد صلاح معجزة وبطل قومي لليفربول    11 معلومة مهمة من التعليم للطلاب بشأن اختبار "TOFAS".. اعرف التفاصيل    محافظ قنا يستقبل 14 مواطنا من ذوي الهمم لتسليمهم أطراف صناعية    البرلمان يحيل 23 تقريرا من لجنة الاقتراحات والشكاوى للحكومة لتنفيذ توصياتها    ببرنامج تعزيز المنظومة البيئية.. هيئة الاستثمار: تدريب وتقديم استشارات ل600 رائد أعمال    وزير الأوقاف من الرياض: نرفض أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته    تنبيه عاجل من المدارس المصرية اليابانية لأولياء الأمور قبل التقديم بالعام الجديد    افتتاح الملتقى العلمي الثاني حول العلوم التطبيقية الحديثة ودورها في التنمية    رسميا .. 4 أيام إجازة للموظفين| تعرف عليها    منها الطماطم والفلفل.. تأثير درجات الحرارة على ارتفاع أسعار الخضروات    عربية النواب: اكتشاف مقابر جماعية بغزة وصمة عار على جبين المجتمع الدولى    شعبة الأدوية: انفراجة في توفير كل أنواع ألبان الأطفال خلال أسبوع    سلك كهرباء.. مصرع شاب بصعق كهربائي في أطفيح    بدأ جولته بلقاء محافظ شمال سيناء.. وزير الرياضة: الدولة مهتمة بالاستثمار في الشباب    تقارير: الأهلي سيحصل على 53 مليون دولار نظير مشاركته في كأس العالم للأندية    اتحاد عمال مصر ونظيره التركي يوقعان اتفاقية لدعم العمل النقابي المشترك    البرلمان البريطاني يقرّ قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا    "بأقل التكاليف"...أفضل الاماكن للخروج في شم النسيم 2024    الإفتاء: التسامح في الإسلام غير مقيد بزمن أو بأشخاص.. والنبي أول من أرسى مبدأ المواطنة    دعاء في جوف الليل: اللهم اجمع على الهدى أمرنا وألّف بين قلوبنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تأكيد على أن التفجيرات رسالة بقدرة منفذيها على الوصول لحصن الرئيس .. واتهام العادلي بتضليل الرأي العام حول وجود خلايا للقاعدة بمصر .. ومطالبة بتجفيف منابع الفكر السلفي في مصر .. وسيناريو يؤكد أن الهجمات مقدمة لاحتلال أمريكي لمصر .
نشر في المصريون يوم 24 - 07 - 2005

يبدو أنه مع كل حادث مهم تتعرض له مصر ، سوف يزداد الاقتناع بان الصحافة المصرية قد تغيرت ، وأن هناك صحفا جديدة قد دخلت ميدان المنافسة ، وأن الصحف القومية لم تعد وحدها التي تشكل عقل ووجدان القارئ المصري .. هذه الإشارة ربما كانت ضرورية قبل التطرق لتغطية صحف القاهرة للتفجيرات التي ضربت مدينة شرم الشيخ فجر السبت الماضي ، حيث رأت صحف اليوم في تلك التفجيرات رسالة سياسية كون المدينة المستهدفة توصف بأنها " مدينة الرئيس " إذ يقضي فيها الرئيس مبارك معظم أيام السنة ، وأن المهاجمين أرادوا أن يوصلوا رسالة بقدرتهم على الوصول للرئيس في حصنه العتيد . صحف اليوم شهدت كذلك ، قيام البعض بترديد النغمة القديمة حول مسئولية الفكر السلفي الوهابي عن تلك التفجيرات ، مطالبا بضرورة تجفيف منابعه في مصر ومنع رموزه من التغلغل في وسائل الإعلام أو الوقوف على منابر المساجد . وفي المقابل ، فإن البعض الأخر ، وجه أصابع الاتهام إلى النظام بشكل كامل ، خاصة في ظل حالة الاحتقان السياسي التي تشهدها البلاد وتصاعد الغضب الشعبي تجاه سياسات الحكومة ، وإن كان هذا لا ينفي حدوث تقصير أمني فادح ، فسره البعض بان الداخلية ركزت في الأشهر الأخيرة على الأمن السياسي وقمع المظاهرات المطالبة بالإصلاح ، وذلك على حساب حماية المواطنين وتوفير الأمن والاستقرار للبلاد . وننتقل إلى التفاصيل حيث المزيد من الرؤى والتعليقات نبدأ جولتنا اليوم ، من صحيفة " المصري اليوم " المستقلة ، حيث تساءل حمدي رزق في حسرة " ما أشبه الليلة البارحة وما أشبه "مذبحة غزالة " في شرم الشيخ وبمذبحة "الدير البحري" في الأقصر حتى الرئيس مبارك انتقل من فوره إلي المكانين في المرتين كان غاضباً حزيناً وفي الحادثين كان المشهد مأساوياً والإهمال كما هو كبيراً لا يغتفر إهمال لم تغيره سنوات سبع عجاف مرت علي المذبحة الأولي فتكررت بدمائها وضحاياها وبتفاصيلها ، وكأننا لا نتعلم ولا نعي الدرس . قبل الواحدة من منتصف ليلة أمس الأول ما كان أحد يجرؤ علي تخيل أن شرم الشيخ "مدينة الرئيس" يمكن أن تكون هدفاً للإرهاب علي الإطلاق لا يمكن أن تكون المدينة التي يهوي مبارك سكناها هدفاً مستباحاً للقاعدة وأخواتها وإذا كانت مدينة الرئيس التي يقضي فيها أغلب وقته ويعقد فيها أهم لقاءاته ومؤتمراته هكذا فريسة سهلة المنال فقل علي أمن مصر من الإسكندرية إلي أسوان السلام ". ما هذا الذي يحدث وكيف يمكن قبوله وكيف نسكت عليه ، كيف نفشل في تأمين مدينة الرئيس ، كيف يضرب الإرهاب مدينة اشتهرت بين كل مدن العالم رمزاً للسلام والمحبة ؟ نعم الإرهاب الأسود يختار ضحاياه من بين المدن بمهارة يحسد عليها ، ولكنها كانت "المدينة المستحيلة" فالأمن فيها طبقات وتشارك فيه كل الأجهزة ، رئاسية وغير رئاسية ، وبشكل مدروس لتأمين الرئيس وضيوفه ، ليست مدينة اعتيادية ولكنها مدينة رئاسية وإن كانت سياحية. واعتبر رزق أن " التقصير هو الوصف التفصيلي لما جري ، فالرئيس كان في القاهرة لم يكن في شرم الشيخ إذن الأمن كان في القاهرة وليس في شرم الشيخ الرئيس هنا إذن التشديد هنا والحرص هنا والحذر هنا وأقصي درجات الحيطة والأمان هنا ، أما هناك فلا تسل ، كله مريح ، كله علي كله . ثلاث سيارات تتحرك وتفخخ وتنسف أهدافها في الفنادق والأسواق دون اعتراض من أحد دون حركة دون شك من كمين واحد من 18 كميناً علي الطريق الوحيد الموصل للمدينة كل هذه الطبقات الأمنية الرئاسية وغير الرئاسية ونفذ منها إرهاب بهذا الحجم ويضرب بهذا الترويع . حسناً فعل حسني مبارك أن ذهب إلي "مدينته" ليتعرف علي مفردات التقصير ويلمس بنفسه الحقيقة الغائبة إن الإرهاب لم يضرب شرم الشيخ بل ضربها الإهمال والإرهاب لم يخترق الشرم نحن الذين فشلنا في تأمينها لأن الرئيس لم يكن هناك " . هذا التركيز على دلالة التفجيرات باعتبارها استهدفت رمزا سياسيا أكثر من أي شئ آخر، كان واضحا في مقال وائل الابراشي في صحيفة " صوت الأمة " ، إذ لفت إلى أنه " سوف تنهمر علينا التحليلات والتخمينات المتعلقة بأسباب ودوافع مجزرة شرم الشيخ وأهداف المجموعة التي نفذتها وسوف تتناقض الروايات وتتعارض التكهنات ، إلا أنني أستطيع أن أجزم بما لا يدع مجالاً للشك أن العملية الضخمة موجهة في المقام الأول ضد الرئيس مبارك شخصياً . لقد أراد الإرهابيون القتلة أن يقولوا له : نحن قادرون علي الوصول إليك في حصنك الحصين وبيتك المنيع ، فشرم الشيخ ارتبطت في الأذهان بأنها مدينة الرئيس مبارك واستراحته المحببة التي يقضي فيها معظم أيام السنة ويقابل فيها الملوك والرؤساء وزعماء العالم لدرجة أن بعض الذين يؤمنون بوجود فجوة بين الرئيس والشعب أطلقوا نكته ملخصها : إن مشاكل الوطن سوف تحل حينما تقام علاقات دبلوماسية بين الجانبين عملية شرم الشيخ إذن موجهة ضد الرئيس مبارك شخصياً. ثانياُ وهذا هو الأهم .. أن قدرة الجماعات المتطرفة المسلحة علي الوصول إلي شرم الشيخ المحصنة التي تتولي أكثر من جهة أمنية مسئولية تأمينها وقيامها بما يمكن أن اسميه "مظاهرة استعراض قوة " من خلال عدد من التفجيرات المتنوعة يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الأمن في مصر تفرغ لمواجهة المعارضة السياسية في الداخل وقمع المتظاهرين والبحث عن ملفات السياسيين وابتعد عن أهدافه الحقيقية التي نشا من أجلها وهي الحفاظ علي أن مصر وأمن الوطن والمواطن داخل حدود جمهورية مصر العربية " . وأضاف الابراشي " أصبح العدو هو المظاهرات والمتظاهرين والمعارضين السياسيين وليس المتربصين بهذا الوطن الساعين لضرب اقتصاده واستقراره ، المعركة السياسية الداخلية استنزفت الأجهزة الأمنية مع أن التعامل السياسي الديمقراطي معها كفيل بإزاحة الجميع بالحفاظ علي الاستقرار في المجتمع .. ترك الحزب الوطني والمؤسسات السياسية للدولة الأجهزة الأمنية وحدها لتواجه وتعالج الصدام السياسي بدلاً من أن تتفرغ لدورها الحقيقي وتتصدي لجماعات التطرف المسلحة وكل الجماعات التي تستهدف أمن الوطن والمواطن . كان الشعب سنداً للأجهزة الأمنية في معركتها ضد الإرهاب، الآن توجد فجوة كبيرة بين الشعب وأجهزة الأمن لان الدولة ورطت هذه الأجهزة في الشارع السياسي الداخلي ثم كانت الكارثة الكبرى أن العلاقة النفسية بين الأجهزة الأمنية وأهالي سيناء ساءت للغاية بعد تفجيرات طابا الأخيرة بسبب لجوء الشرطة إلي أسلوب الاعتقالات بالجملة وتوسيع دائرة الشبهات والقبض علي عائلات بالكامل وتعذيب أفرادها ووصل الأمر إلي حد الصدام المسلح بين الشرطة والبدو في سيناء . إن هذه العلاقة النفسية السيئة تقلل من حماس أهل سيناء لمساعدة الأجهزة المعنية في كشف شبكات الإرهاب والتطرف الديني وتصميم بحالة سيئة ويأس وإحباط والأمن لا يمكن أن ينجح في مهامه بدون تعون المواطنين معه . وأوضح الابراشي أنه " بات السؤال : هل يوجد تنظيم القاعدة في مصر؟ هل توجد خلايا نائمة ، المقصود بها العناصر غير المرصودة أمنياً لعدم وجود أ ي قضايا أو ملفات سابقة لها فيما يتعلق باتهامات الإرهاب ؟ المشكلة أن اللواء حبيب العادلي ينفي وجود تنظيم القاعدة أو خلايا نائمة بل ويصر علي عدم وجود تنظيمات متطرفة مسلحة ومنظمة في مصر ويؤكد مع كل حادث إرهابي أن منفذيه ينتمون إلي مجموعات عشوائية وأن الأحداث بمثابة عمل فردي . لماذا نستمر في الإخفاء والتضليل مع أن الوزير العادلي جاء علي أنقاض التهريج الأمني والتضليل الأمني وكان عليه أن يستفيد من تجربة اللواء حسن الألفي . إن ما حدث في طابا ثم في شرم الشيخ يؤكد أن وجود تنظيمات مسلحة قوية ومنظمة داخل مصر ومعظم أعضائها من الخلايا النائمة أي العناصر الجديدة فلماذا تنكر ذلك لماذا لا نصارح الرأي العام هل الإخفاء والتضليل هو طوق الإنقاذ " . نتحول إلى صحيفة " المصري اليوم " المستقلة ، التي كتبت افتتاحية خاصة في صدر صفحتها الأولى حول أسباب تلك التفجيرات ، أكدت فيها أنه " ربما تكون تفجيرات شرم الشيخ هي الأضخم والأكثر خطورة ، ولكنها كشفت عن عدة حقائق يصعب تجاهلها في غمرة المفاجأة والصدمة فليس منطقياً أن نعلق دماء الضحايا في رقبة الأمن مهما ثبت تقصيرها أو حتى في رقبة منفذي التفجيرات رغم بشاعة جريمتهم فهم في نظرنا ضحايا مثلنا جميعاً ، إذ سقطوا في مصيدة الأفكار والعقائد السلفية التي باتت تمثل خطراً داهماً علي العالم كله . والواقع يؤكد أن ثمة متهمين آخرين صنعوا بأيديهم ظاهرة الإرهاب التي اتخذت طابع العولمة ، إنهم علماء ومشايخ يعيشون بيننا ويحتلون عقولنا بأفكار وتفسيرات سلفية وأصولية للإسلام ويخرج من بينها مئات الإرهابيين الذين انخرطوا في تنظيمات عالمية تضرب في لندن وبيروت والأقصر وطابا وشرم الشيخ لا فرق ولا فاصل بين هنا وهناك ، ولا قاسم مشتركا سوي الفكر المتخلف الذي يرتدي عباءة الإسلام فينتج أفكاراً يصعب بمواجهتها بالحواجز والكمائن الأمنية ". وأضافت الصحيفة " نحن الآن أمام خطر " عولمة الإرهاب" فالخلايا والتنظيمات شديدة التعقيد والذكاء والانتشار ومن المستحيل اقتلاعها إلا باقتلاع الفكر الذي يغذيها ، وأقطاب الفكر من بني جلدتنا وضعوا " البيض" في الجزيرة العربية فخرجت " اليرقات " لتنتشر في الأمة العربية والإسلامية ثم ملأت الجيوب الخاوية في المجتمعات الغربية وبالتالي فإن مطاردة المخططين والمنفذين والمساعدين دون تجفيف منابع الفكر السلفي تعد هدراً للوقت والجهد دون تحقيق الأهداف المطلوبة . نحن جميعاً نستحق ما يحدث لنا فقد التزمنا الصمت حين تغلغل الفكر الوهابي في المجتمع المصري منذ منتصف السبعينات والتزمنا الصمت عندما سمحنا لعالم يتمتع بالمصداقية بيننا مثل د. زغلول النجار بأن يروج في أبرز صحفنا لنظرية الانتقام الإلهي من الشعوب الآسيوية في كارثة تسونامي وازداد صمتنا في مواجهة خطباء المساجد الذين وقفوا علي المنابر في اليوم التالي لقتل السفير الشريف في بغداد فأجزلوا الدعاء لمجاهدي العراق حتى وصل الأمر بأحدهم أن قال : ليمدهم لله بقوته في حربهم ضد الاحتلال والكفرة من العرب. إن الأمر لجلل وعظيم والخطر أعظم وأضخم ولن نجتث جذور الإرهاب إلا ببتر قواعد ومرجعيات السلفية والمنتشرة علي الأرصفة والصحف والفضائيات ..ولأن "الأزهر" بات أضعف من المواجهة فلابد أن تجتمع كلمتنا في حملة قومية لإعادة الإسلام الصحيح إلي العقول والقلوب حملة شارك فيها الأحزاب والقوي السياسية المختلفة وتعيد إلي العالم الإسلام الذي نعرفه .لا الإسلام الذي ابتكروه " . هذه الافتتاحية النارية التي تذكرنا بمقالات وافتتاحيات " روز اليوسف " مطلع التسعينات ، وجدت معارضة حادة من عبد الله السناوي في صحيفة " العربي " المعارضة ، حيث رأي أن " انفجارات شرم الشيخ بأشلاء ضحاياها وأصوات رعب حملتها سيارات مفخخة تنذر بمرحلة جديدة ملطخة بالدماء توشك أن تدخلها مصر . ولا نشك أن نظام الرئيس مبارك يتحمل "المسئولية السياسية" عن عودة الإرهاب إلي بلادنا ، مقدماته المخيفة ضربت طابا والأزهر وميدان عبد المنعم رياض ، وفيما يبدو أن العمليات الجديدة في شرم الشيخ ذات صلة بجماعات إحترافية أقوي وأخطر ولا أحد يعرف حتى الأن من هي القوة التي تقف وراء تفجيرات شرم الشيخ وما إذا كانت خلايا نائمة ل تنظيم القاعدة أو جماعات عنف جديدة تحتذي نهج القاعدة دون أن تكون من ضمنها شبكاتها التنظيمية . وربما يكشف التحقيق الجنائي الحقيقة الغائبة في تفجيرات شرم الشيخ غير أن أي تحقيق سياسي لابد أن يشير بأصابع اتهام لنظام الرئيس مبارك ، فالثغرات الأمنية مسئولة جنائياً والثغراث السياسية هي الأخطر والأهم ،وهي التي جعلت مصر غير محصنة بالمرة في مواجهة جماعات العنف والإرهاب فسياسات نظام الحكم غير مقنعة والشرعية فيه متأكله والروح العامة في البلاد توشك أن تلامس اليأس من أي إصلاح سياسي دستوري حقيقي يرد اعتبار المصريين ويسمح بانتقال آمن وسلمي للسلطة " . وأوضح السناوي أن " وثمة اعتقاد شائع بأن نظام الحكم لا يعنيه من قريب أو من بعيد إرادة شعبه ولا يحترم حقوقه السياسية ويلف ويدور حول مطالب الإصلاح السياسي والدستوري ويدفع البلاد إلي صدام سياسي ويتوعد المعارضة وقوي الغضب الشعبي بحملات اعتقال وتنكيل بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة وهي في حد ذاتها مهزلة ، فالرئيس ينافس الرئيس ، ومنافسوه "كومبارس"
يخوضون الانتخابات من أجل منحة نصف مليون جنيه ! . الاحتقان السياسي يتسع ويتمدد بلا أفق لحل ، والحوار الوطني بمعناه الحقيقي غائب . ومن الطبيعي أن تقف القوي الوطنية والديمقراطية ضد العنف والإرهاب ، فأمن البلد فوق أي أعتبار آخر ، ولابد أن يتعلم أهل الحكم أن أمن البلد فوق أمن النظام . وأن الخطوة الأولي والضرورية لتحصين مصر هي ترميم الجبهة الداخلية بإصلاح سياسي ودستوري شامل وإيقاف مهزلة الانتخابات الرئاسية وربما تأجيلهما لشهور حتى تكون حقيقية بين متنافسين جديين . المطلب العاجل إيقاف "سيناريوهات التوريث" التي أضعفت الحكم والثقة العامة فيه وأربكت إدارة الدولة المصرية بصورة غير مسبوقة ، وأن يصاحب ذلك فتح حوار وطني لعقد اجتماعي جديد وإبداء الاحترام الواجب لأشواق المصريين في التغيير. هذا أو طوفان دم " . تحميل النظام مسئولية تفجيرات شرم الشيخ ، تردد صداه أيضا في صحيفة " صوت الأمة " المستقلة ، حيث اعتبر رئيس تحريرها إبراهيم عيسى أن " الحقيقة أن مذبحة شرم الشيخ ليست فشلاً لوزير الداخلية بل فشل للنظام المصري كله ، فهي اختراق مذهل دقيق وحاشد ،وحش ودموي جماعي ومنظم للأمن المصري ليس للداخلية فقط بل كذلك لأجهزة أمن وحراسة الرئيس التي تعتبر مدينة شرم الشيخ مدينة الرئيس المفضلة والمحصنة في ذكري ثورة يوليو احتفل تنظيم القاعدة علي طريقته البشعة والإرهابية ليعلن نهاية الدولة الأمنية البوليسية . ماذا تقول هذه المذبحة ؟ أول ما تقول إنه فشل أمني مريع . ثم أنها إهانة لدولة تدعي طوال الوقت إنها بلد الأمن والأمان ثم أنها رقصة انتقام في قلب المدينة التي تمثل الرهبة الرئاسية والهيبة الدولية ثم أنها اختراق لكل دوائر الأمن ثم أنها حصاد ما زرعته أجهزة الدولة والأعلام الحكومي من إعجاب وتفاخر بالإرهاب الذي تمارسه قوي ظلام في العراق وتقول عن القتل الأطفال وتفجير الجنائز ومساجد الشيعة مقاومة . استهدفت مدينة بكت علي رابين واحتفلت بشارون ووقعت اتفاقيات المسالمة ومعاهدات التطبيع سقط قانون الطوارئ الذي لم يستطيع أن يحمي أحد ، وربما يحمي الرئيس من المعارضة لكنه لا يحمي الوطن من الإرهاب النظام البوليسي الذي يتنصت علي المعارضة وينتهك حرمة المتظاهرات ويتواطأ مع الفساد ويزور الانتخابات ويمنع مؤتمرات الأحزاب والمظاهرات المعارضين بينما لا يمكنه بحشود الأمن وجيوش الحراسة أن يمنع إرهابياً واحدا في الحسين أو الأزهر أو ميدان التحرير أو طابا وشرم الشيخ لم يفلح وزير الداخلية ونظامه ومن عينه ومن يحميه في مواجهة الإرهاب بالإرهاب في سجون مصر خلال العشرين عاماً الماضية دخل 71 ألف معتقل كما تؤكد مراكز حقوق الإنسان ، ومع ذلك فالإرهاب لا يواجه الإرهاب . وأضاف عيسى " أما الأوهام التي يستلذ بها الكثيرون من المحللين القوميين والناصريين بأن الموساد وإسرائيل وراء المذبحة يكشف أمرين : الأول أن هؤلاء يعتقدون إن الموساد جهاز ألهي قادر علي أن يفعل ما يشاء وقتما يشاء ،الثاني أن مصر بجلالة قدرها مخترقة من الموساد وهذا يكشف مفهوما متدنيا لقدرات مصر الأمنية والسيادية ثم الكاشف الناشف لهذا المفهوم البليد الذي يلصق التهمة بالموساد أن إسرائيل لا تري الآن مصر عدوا فمصر عند حكومة لإسرائيل الآن وسيط وسمسار بينهما وبين الفلسطينيين وتضغط علي المنظمات الجهادية وعلي السلطة الفلسطينية ، الحقيقة أن مصر تنفذ مخطط وخطة إسرائيل السياسية فلماذا تؤذي إسرائيل دولة تساعدها وتعاونها بل ويلح قادتها علي أنهم يقفون علي الحياد بين فلسطين وإسرائيل ؟ . لم يعد كافيا أن نقول مطلوب إقالة وزير الداخلية بل المطلوب إقالة هذا النظام الذي لم يتقدم بنا اقتصادياً .ولم ينتصر علي أي عدو لم يوفر وظائف لملايين العاطلين لم يقدم رفاهية معيشية ولا عدالة اجتماعية ولا حتى مستوي الكفاف لم يترك لنا حرية سياسية ادخل مصر سجن الاستبداد والديكتاتورية . بقي في الحكم أكثر مما نحتمل وأكثر مما يتحمل وطن يورث كل شئ ويرث كل حاجة لم يوفر الأمن ولا الأمان مخترق الحدود ومصر تصدر الغاز للأعداء ، ماذا ينتظر ليرحل النظام فاشل في الداخل والخارج ، خايب الصيف في خايب في الشتاء ثوار يوليو لم ينجحوا في الحفاظ علي استقلال الوطن واستعمرته إسرائيل حينا ، ولم يحفظوا استقلال مصر الاقتصادي فرعنوا الحاكم وقدسوا الرئيس لم يحموا مصر من الإرهاب فلماذا أنتم فاعلين علي قلب الوطن " . ونتحول إلى صحيفة " الأسبوع " المستقلة ، ورئيس تحريرها مصطفى بكري ، حيث أخذه الخيال بعيدا ، وحاول توظيف تلك التفجيرات في رسم سيناريو لنظرية " الفوضى المنظمة " التي يتبناها بعض المحللين الأمريكيين ، متسائلا " ماذا يجري صبيحة انتخابات الرئاسة في مصر؟ هل هناك من فكر في السيناريوهات المطروحة وكيفية التعامل معها هل يدرك صناع القرار والساسة في مصر حقيقية المخططات التي أعدتها واشنطن لها اليوم خاصة أن إصرارها علي إرسال مراقبين دوليين لن يكون هدفه هو مجرد النزهة والتمتع بالسياحة علي أرض ؟ . إن قراءة تجارب يوغوسلافيا وجورجيا وأوكرانيا علي وجه التحديد ترسم ملامح السيناريو القادم علي أرض مصر خلا الانتخابات الرئاسية القادمة حتى وإن اختلفت الآليات بعض الشئ . وهذا السيناريو الخيالي قد يصبح غداً أقرب إلي الواقع خاصة أن واشنطن ورغم كل التنازلات المقدمة ، يبدو أنها عازمة بجدية علي تغيير النخب السياسية الحاكمة العالم العربي لأنها تريد باختصار نخباً جديدة تحقق التغيير الجذري في السياسات بما يتواءم والمطالب الأمريكية من القواعد للتعاون العسكري المشترك مع إسرائيل إلي تغيير نمط الحياة ومنظومة القيم وإعادة كتابة التاريخ ورسم الجغرافيا . إن المطلوب باختصار هو نقل النموذج العراقي كاملاً إلي أرض مصر ، ولكن هذه المرة من خلال دفع الأوضاع إلي الاحتقان الداخلي وعبر ممارسة الضغوط الخارجية . وبدأ بكري في رسم مراحل هذا السيناريو " ** مرشح انتخابي ينافس علي منصب الرئاسة أعد العدة منذ البداية قال يجب أن ألفت الأنظار في هذا اليوم علي وجه التحديد جاء ببعض البلطجية طلب منهم اعتراض موكبه في الصباح الباكر والاعتداء عليه والهروب سريعاً قبل أن يصل البوليس الذي سوف يستنجد به . قال لهم سوف يكون معي عدد من المراسلين الأجانب والمراقبين الدوليين أرجوكم لا تترددوا في الاعتداء عليهم وكان الثمن مائة ألف جنيه لكل بلطجي . ** أحد أنصاره يتقدم نحوه يمسك بيده مات المرشح مات مات الشهيد مات ضحية النظام قولوا ورايا " نظام الحكم يا جبان قتلت المنافس وهو عيان " كانت الشلة تردد الهتافات وراءه بينما تقدم أحدهما ليحمله إلي السيارة ويتجه به إلي مستشفي المعادي القريبة من مبني المحكمة . ** وكالات الأنباء والفضائيات تبث الخبر وفاة المرشح المنافس بعد اعتداء حكومي عليه وعلي عدد من المراقبين والصحفيين الخبر ينتشر بسرعة البرق ادانات عالمية صدمة في الشارع وتساؤلات تطرح نفسها ، تلفزيونات تبث أفلاما تسجيلية أعدت علي عجل تحوي تصريحات وحوارات سابقة للمرشح المنافس وتعليقات من المحللين حول أرائه وأفكاره ومسيرة حياته . ** قناة الجزيرة تقرر نقل الوقائع مباشرة علي الهواء ، التلفزيون المصري يتريث في انتظار بيان وزير الداخلية بعد قليل يصرح متحدث رسمي باسم المرشح أن العناية الإلهية أنقذت المرشح من موت محقق وأن عمليات تنفس صناعي قد أجريت له أنقذت حياته بمعجزة ويعد بأن المرشح سيدلي ببيان بعد قليل . ** " السي إن إن " تبث خبراُ عاجلا تنقله عنها وسائل الإعلام المختلفة تشير فيه إلي أن الرئيس الأمريكي جورج بوش اجري اتصالا عاجلا بالرئيس مبارك ابدي فيه غضبه الشديد من اعتداء أجهزة حكومية مصرية علي المرشح المنافس والفريق المصاحب له وتؤكد فيه أن بوش هدد أن بلاده لن تسكت أمام الحكومة المصرية في شئون الانتخابات الرئاسية وتهديد حياة المنافسين . ** بعد قليل تعلن أجهزة استطلاع الرأي الأجنبية عن النتائج المتوقعة لانتخابات الرئاسة في مصر وتأتي النتائج علي الوجه التالي وفقا لما أذيع قبيل اعتداء علي المرشح المنافس كانت النتائج تشير إلي أن النتائج كانت متساوية بين الطرفين 45% لكل منهما و 10% للمرشح المنافس إلي 60% بينما انخفضت نسبة مرشح الحزب الحاكم حسني مبارك إلي 30% . استطلاعات أخري تعهدها جهات مختلفة تؤكد هذه النسبة وتختلف عنها بقليل لجنة مصرية جري تشكيلها من منظمات المجتمع المدني الممولة من الخارج تؤكد هي الأخرى أن نسب احتمال فوز المرشح المنافس هي المؤكدة . ** وبعد قليل أنباء ترد من المراقبين الدوليين الذين فرضتهم واشنطن تؤكد أن هناك عمليات تزوير واسعة النطاق تجري في الوقت الراهن لصالح مرشح الحزب الحاكم وان ذلك يهدد سلامة العملية الانتخابية ونزاهتها . ** السفارة الأمريكية تصدر بيان تؤكد فيه أن مبعوث الرئيس بوش أتي لمتابعة الانتخابات قرر رفع تقرير عاجل إلي الادارة الأمريكية في ضوء التقارير المقدمة والوقائع والأحداث التي شهدتها العملية الانتخابية منذ الصباح الباكر . ** البيانات تتعدد والادعاءات تبدو منظمة جيدًا بيان جديد يصدر يؤكد أن وزارة الداخلية قامت بطرد المئات من مندوبي المرشح المنافس حتى تسهل عملية التزوير على نطاق واسع ، جهات دولية عديدة تبحث باحتجاجات عاجلة للحكومة المصرية البيان يحذر من تعرض مؤيد المرشح المنافس للاعتقال ويبدي مخاوفه على حياة المرشح المنافس الذي لا يزال مريضًا بالمستشفى . ** واشنطن تهدد ، تطلب من الأمم المتحدة فرض حظر سياسي واقتصادي وعسكري على النظام الحاكم في مصر ، تقدم صيغة قرار إلى مجس الأمن لإرسال قوات لحفظ السلام وحماية الأقباط . ** واشنطن تشكل مجلسًا انتقاليًا يضم عددًا من الأصدقاء والعملاء وتعين المرشح المنافس رئيسًا لهذا المجلس وتطلب من الرئيس الفائز مغادرة البلاد ، الرئيس يرفض ، الجيش يحذر من المساس بسيادة البلاد ، وقوى بالداخل تصر على الانتظار وترحب بالتدخل ، المرشح المنافس يصدر بياناته من داخل السفارة الأمريكية التي يحتمي بداخلها . ** مجلس الأمن يقر بإرسال القوات ، إنها تتدفق ألآن على البلاد ، حالة من الفوضى تعم ،يسقط عشرات الألوف قتلى وجرحى ، الخراب يحل بالبلد سريعًا عمليات النهب للممتلكات تطال كل الأماكن بلا استثناء .. الآن يبدو أننا دخلنا إلى مرحلة الفوضى الخلاقة التي ستقود حتمًا إلى الموت والدمار والتقسيم . ** كونداليزا رايس تعقد مؤتمرًا صحفيًا عاجلاً تعلن فيه انتصار الديمقراطية وسقوط الديكتاتورية ودعمًا للحرية تقرر تقل خبراء سجون أبو غريب جوانتانامو إلى سجون طره وأبو زعبل للإشراف على الضمانات المناسبة لحماية حقوق المسجونين السياسيين من أنصار الحزب الوطني البائد وعملاء ثورة يوليو والإرهابيين الإسلاميين والصعايدة الذين أثبتت كافة التقارير أنهم عملاء للإرهابي العقيد "خط الصعيد" الذي أشارت المعلومات إلى مسئوليته الكاملة عن أحداث سبتمبر وتفجيرات لندن " . سبحان الله .. السيد بكري يبدو مصرا على الاستمرار في مواصلة تلك اللعبة المكشوفة ، عبر تسميم أي مطلب إصلاحي وطني ب " مبيدات التدخل الأمريكي " ، بكري يضع معادلة مختلة مفادها أن الديمقراطية تعني الفوضى وحتى الاحتلال الأجنبي ، ويطالب أن نسكت على التزوير والاستبداد والظلم ، لان البديل هو الاحتلال ، ولا حل وسط بينهما . على نترك السيد بكري وسيناريوهات الكارثية ، ونعود مرة أخرى إلى صحيفة " المصري اليوم " ، حيث أكد محمد الغيطي أن " الدكتور نظيف رئيس الحكومة تصور وهم يحدثنا في برنامج حالة حوار أننا شعب من "الهنادوة" بتوع زمان وليتنا مثلهم هذه الأيام في دميقراطيتهم وشفافيتهم لقد ظهر الدكتور المدمج بأقوي " سوفت وير " صمم للضحك علي الذقون وقلب الحقائق وتسويق حكومة فاشلة بكل المعايير ، حكومة تمص دم الغلابة وهم أغلبية الشعب وتعمل ليل نهار لصالح رجال الأعمال أو الذين أطلق عليهم الدكتور " عقول البيزنس" وفي موضع آخر قال الذين سيصنعون مناخ الأستثمار ويخلقون فرص عمل . نفس العبارة التي نسمعها منذ 24 عاماً والله يلعن البيزنس للذين سيصنعون مناخه بهذه الطريقة إذا كانوا هم الذين تصعر لهم الحكومة خدها وتصب الشعب ومقدراته تحت أحذيتهم لقد صب الدكتور ومن معه من حاشيته جام غضبهم علي القطاع العام وقال :إن المستقبل للقطاع الخاص في
العالم كله وهو نفس الكلام الذي نسمعه منذ سنوات أيضاً فما جديدكم ؟ . ومضى الغيطي في هجومه الحاد " لقد دمرتم القطاع العام وبعت أًصوله للمحاسيب والراشين وبطرق ملتوية ضيعت علي البلد مليارات ولو فتحت الملفات ستعدمون وورثتكم وأتباعكم في ميدان التحرير ، ومعروفة صفقات البيع كيف كانت تتم وكيف كان يتم تحويل الملايين لحساب سرية في بنوك الخارج بأسماء الأبناء والأقارب ، افتحوا ملفات مصانع الغزل والنسيج والمراجل وحديد الدخيلة والأسمنت وقها للأغذية وغيرها غيرها ...ستجدون ما يشيب له شعر الكتكوت . لقد بيعت بعض المشاريع بربع سعرها أو بأقل من نصف أصولها أو بأقل من ربع ثمن الأرض فقط وهلم جراً ، ولم يفكر أحد في إصلاح أو تطوير أو تجديد وإنما جاءت الحكومة المتعاقبة لتنفيذ سياسة البنك والصندوق الدوليين وتخرب مصر وأحلام أجيالها ونفذت أمريكا سياستها الاقتصادية التي فشلت في تطبيقها في الهند وماليزيا وكثير من دول العالم وذلك فقط لتربط قرارنا السياسي بها وبتل أبيب والكويز آخر جبل وهمي تمخض عنه فأر التبعية والتيجة أن هناك حفنة من رجال الأعمال تتحكم بمصالحها ورغباتها في السبعين مليون ولتغمض عينك يا دكتور .. وأنت وكل المشتاقين في الحزب الحاكم عن دور الدولة والقطاع العام في توفير حياة كريمة للمواطن . هذا الحق توفره الدولة حتى في أعتي الدول الرأسمالية لمواطنيها بما فيها أمريكا ، طرق نظيفة مياه شرب نقية مدارس وتعليم مضبوط مدارس ودور رعاية للأطفال لبن مدعم وحدائق وملاه ومستشفيات صح وكتب وثقافة ..كلها أمور مجانية من الدولة لمواطنيها " . أما هذه الصورة السوداوية ، لم يجد الدكتور يحيي الجمل ، في صحيفة " الأسبوع " المستقلة ، سوى اللجوء للرئيس مبارك ، مخاطبا إيه " هل تدرك يا سيدي أنه بيدك وحدك ، وهذه مسئوليتك أمام الله وأمام تاريخ هذا البلد ، إن تنقذ مصر وأن تجنبها الكثير من الكوارث وأن تضع قديمها على بداية الطريق السليم ثم تتركها في ذمة من يأتون بعدك يواصلون طريق الصلاح . وبداية الأمر يا سيدي في أن تسمع للمخلصين من أبناء هذا البلد الذين لا يرجون مغنمًا ولا منصبًا ولا جاهًا وأن تنحي تلك الحاشية السيئة ، ثم تعلن بعد ذلك بوضوح أنك سترشح نفسك لمدة قادمة ، ولكن لن تمكث أكثر من عام واحد أو عامين على الأكثر تبدأ فيهما إصلاحا دستوريا حقيقيا يجعل من مصر جمهورية برلمانية تحدد فيها سلطات رئيس الجمهورية وتحدد فيها مدة ولايته بما لا يزيد عن عشر سنوات وتسترد فيها السلطة التشريعية عفيتها بحيث لا تكون مجرد ديكور سخيف ، وتصبح سلطة تشريعية ورقابة بحق ولن يتحقق ذلك يا سيدي الرئيس إلا بحياة سياسية وحزبية حقيقية ، حياة حزبية حرة من قيود اللجان الإدارية ومن المحاكمة المصطنعة ولا تخش يا سيدي الرئيس من كثرة عدد الأحزاب فكثير منها سيكون منها شأنه شأن العشرين حزبًا القائمة التي لا يشعر بها أحد وسيكون هناك أربعة أو خمسة أحزاب حقيقية فاعلة وسيجرى بينها تداول حقيقي للسطلة ، ذلك أنه بغير تداوللسطلة تصبح المياه راكدة والعقود عطنة والنفوس شرهة والزمم خربة وتزداد البلاد تخلفا وخرابا والعياذ بالله " . وأضاف الجمل " وهناك موضوع آخر موضوع حساس وشائك ، ولكن يشجعني الحديث فيه ما صدر عن سيادتك في تصريحات واضحة وأنا أصدق تصريحاتك يا سيادة الرئيس هذا الموضوع هو ما يثار عن الوراثة والتوريث وعن ترشيح نجلك جمال لرئاسة الجمهورية ، الآن أو غدا القريب ابنك جمال مواطن مصري له كل الحقوق المواطنة وكل حقوق المواطنين ومن هذه الحقوق حقه في أن يرشح نفسه لرئاسة الجمهروية من غير تلك القيود الغلاظ الثقال غير الديمقراطية بل وغير الدستورية التي جاءت بها المادة 76 بعد مسخها وتفريغها من مضمونها من حق جمال مبارك أن يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية ولكن ولا تزعجك كلمة لكن هذه يا سيدي الرئيس فهي كلمة حق في ظروف متكافئة بينه وبين غيره ولن يتحقق ذلك إلا إذا انتهت مدة ولايتك وعشت بين الناس رئيسًا سابقًا كما يحدث في البلاد المتقدمة أمريكا مثلا التي نعشقها ونتغنى بها ونتأمر بأمرها فترة من الزمن قد تكون خمس سنوات أو عشر سنوات يقضيها جمال مواطنًا عاديًا ويبذل فيها جهد عادي في حزبه أو حزب جديد ينشئه ويتخلص من كل أمراض وعلل وعورات هيئة التحرير والاتحاد القومي والاتحاد الاشتراكي وحزب مصر ووريثها جميعها الحزب الوطني ، ولا أريد أن أذكرك أنك في بداية عهدك فكرت في شيء من ذلك ، لا توافق يا سيادة الرئيس على رأي من يشيرون عليك بترشيح نجلك ، وأنت في قمة السلطة فإن ذلك سيكون أمرًا مخذولا وممجوجا ومكروها من الناس جميعا حتى وإن لم يخبر بذلك من هم حولك رغم أنهم يعلمون جيدا ويتحدثون به عندما يخلو بعضهم إلى بعض أو عندما يخلون إلى أصفيائهم لو كان لهم أصفياء " .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.