كل جريمتهم انهم بلا أب او ام.. ذنبهم انهم ظهروا في ظروف حالكة السواد.. ولذلك ليس من العجب أن تجد حكاياتهم مليئة بالمآسى.. هم فساد وعورة المجتمع. نجدهم فى كل مكان.. مادة خصبة للمجرمين والاشرار.. أداة رخيصة وسهلة لارتكاب الجرائم.. نعومة اظافرهم تحولت مع حياة الشارع إلى خناجر مسمومة تطعن المجتمع.. وتصيبه فى مقتل.. نعم.. نعرفهم جميعاً.. لكن كما نعرفهم نتجاهلهم وبدون خجل.. إنهم أطفال الشوارع المعرضين لكافة انواع الفضائح.. والتى كما يؤكدها المتخصصون أن اجسادهم اصبحت سلعة رخيصة فى ايدى تجار الجنس الحرام.. "اخبار الحوادث" نظرت إلى اطفال الشوارع نظرة مختلفة من خلال هذا التحقيق.. فماذا كشفنا!.. وماذا فجر المتخصصون من مفاجآت؟!.. هذا ما سنعرفه الآن.. نجدهم غالبا بملابس رثة.. ورائحة كريهة.. يتعامل البعض معهم كالحيوانات.. اما المتخصصون الذين يتعاملون فى المكاتب المكيفة.. يكتفون بكتابة التقارير.. وعمل الدراسات والبحوث.. وفى لقاء صحفى يؤكدون أنهم يحذرون.. لكن كل هذه الدراسات والابحاث وبكل اسف لا تجد الا للادراج مكانا.. لا أحد يتحرك.. ولا أحد ينتبه إلى هذا الخطر الذى ينتشر فى السرطان مع كل دقيقة ولحظة تمر بأعمارنا.. فلم نجد باحثاً او باحثة أو احداً من المختصين سوى مباحث الاحداث تهتم بهم.. أو تتفاعل من اجل حل مشاكلهم.. انتهاكات جنسية يقول اللواء معز السبكى النائب "مدير عام الإدارة العامة لمباحث رعاية الاحداث" هناك العديد من الجرائم ترتكب ضد اطفال الشوارع.. منها من يستغلهم فى النشل والسرقة بمختلف أنواعها.. لكن اخطر تلك الجرائم التى ترتكب ضدهم هى الانتهاكات الجنسية التى تمارس على اجسادهم.. واستخدامهم فى أعمال الدعارة وبيع المخدرات أما الجرائم التى ترتكب ضد النائمين فى الشارع.. فان البنات والنساء هن أكثر عرضة لانتهاكات جنسية أثناء نومهن فى الشارع ، أو التعرض لسرقة حصيلة التسول تحت تهديد السلاح الأبيض أو الضرب . ويستطرد اللواء معز السبكى أن عقوبة التسول شهر ويصدر الحكم غيابيا ومن أغرب حالات التسول أم تكره أبناءها السبعة على التسول بمساعدة اثنين من أبنائها الكبار لاجبار باقى اخواتهم على التسول وتم ضبطهم جميعاً بحى العجوزة . لا علاج! ويرى الدكتور عارف خويلد أستاذ الطب النفسى جامعة القاهرة أن فئة النائمين فى الشارع مصابين بمرض نفسى مزمن وجزء من هذه الأعراض التدهور فى الحالة الذهنية العاطفية حيث يفقدون القدرة على تولى ابسط امور حياته اليومية من نظافة واهتمام بنفسه وهذا ما ترفضه الأسرة والمجتمع . هذه الحالات لا تحتاج لمستشفى بالمعنى المتعارف عليه بل تحتاج لمكان للايواء لإعادة تأهيلهم وهذا غير متوافر فى مصر . أيضاً الطبيب النفسى دوره محدود فهذا المريض يحتاج لفريق مدرب لمساعدته لاستعادة قدرته على ادارة حياته فهذه الفئة الغالبية منهم مصابين بانفصام يؤثر على قدراته الفعلية تؤدى الى التدهور وطبقاً للدراسات وجد أن نسبة الحالات المزمنة 35% منهم يشفى و35% قادرة على أن تستمر وتمارس حياتها و30% منعدمة وليس لديها الاستعداد للشفاء لتمكن المرض منها وانتهاء الجانب الايجابى الذى يمكن علاجه . فضح الدولة وتوضح الدكتورة انشاد عز الدين أستاذ الاجتماع جامعة المنوفية أن التسول مظهر سيىء يفضح الدولة وهو سلوك يمثله فئة مهمشة يتكرر ظهورها باستمرار يتناولها الاعلام المرئى أو المسموع فى أوجه عدة كتعرضهم لانتهاكات أو فى صورة شخص ضعيف أو هارب من أولاده لفضحهم لأنهم لا يرعونه أو هارب من دار رعاية نتيجة سوء المعاملة . وأضافت أن المتسول يتخذ من مظهره وسيلة لجذب المارة نحو حالته السيئة وفى نفس الوقت المجتمع يساعده على التسول طالما أن رد الفعل للناس العطف فى صورة مد المتسول بالمأكل والملبس أو النقود وهذا بمثابة دعوة لانتشارهم بالشوارع والخروج عن القانون ولكل ظاهرة أدعياء ولكن هذا لا يمنع أن هناك حالات مريضة نفسياً نتيجة تعرضها للظلم . عالم المجاذيب اما الشيخ أحمد المهدى نفى علاقة المتسولين بالزهد أو التصوف ، ويوضح قائلاً: يقصد بالزاهد شخص متيسر مادياً وزاهد فيما لديه أما وصفه بالمتصوف لا يصح شرعاً ولا ديناً ، فهم متسولون وفيهم نوعين إما متسولين بالفعل أو مدعين الزهد وفى كلا الحالتين يعتبرون التسول مهنة . أما المجذوب مجنون وفى بعض الحالات قد يكون مريضاً نفسياً . مكافحة ظاهرة التسول واجب على كل مواطن والتعاطف مع فئة المتسولين دعوة لتشويه وجه الوطن ولاشك ان العقوبة القانونية غير كافية وضعيفة كما أن الحكم يصدر غيابيا وبعد فترة زمنية طويلة ، أما بالنسبة للحالات المريضة نفسياً فعلى الدولة توفير المكان الملائم لها حفاظاً على المظهر الحضارى للوطن . رد الصوفية! ويرد فضيلة الشيخ عبدالهادى القصبى شيخ مشايخ الطرق الصوفية قائلاً أن النواحى الروحية والبشرية والصحية تختلف من شخص لآخر فهناك شخص مكتمل العقل واضح من حكمته وتصرفاته وآخر له مشاكل وظروف صحية . والحكم على البشر أولاً وأخيراً من المولى عز وجل ومن الخطر أن يقيم البشر بعضهم لبعض وخاصة فى النواحى الروحية.. لأنه يضع نفسه فى مكانة المولى سبحانه وتعالى متجاوزاً حدوده مع رب العباد . ورب شخص بسيط جداً ويكون له مقام عند المولى عز وجل نتيجة صدقاته أو قيام الليل أو الصيام أو عطف على حيوان.