أصبحت قضايا الإعاقة واندماج المعاقين في المجتمع تحظي باهتمام ملحوظ في الراي العام0 وان كان هذا الاهتمام لم يتطور بعد علي نحو كاف لينعكس في صلب اولويات اجندة العمل الاجتماعي والاقتصادي0 وبلورة سياسات محددة تجاه الاحتياجات التي يجب الوفاء بها لتحقيق المزيد من الاندماج الاجتماعي في المجتمعات العربية بوجه عام0وفي مصر بشكل خاص التي يوجد فيها نحو 7 ملايين من المعاقين0فالاعتراف بحقوق المعاقين لايمكن الوصول اليه من خلال السياسات التي تسنها الحكومة فقط بل يتطلب جهدا متصلا من الاشخاص المعاقين انفسهم وجميع اصحاب المصلحة0هذا ما اكدته دراسة علمية حديثة للدكتورة نرمين زكريا المدرس بقسم العلاقات العامة بكلية الاعلام جامعة القاهرة حول استخدام الانترنت وعلاقته بالتفاعل الاجتماعي والسياسي لذوي الاحتياجات الخاصة في مصر0 فيعتبر القرن العشرين هو البداية الحقيقية للاهتمام العالمي بقضايا ذوي الاحتياجات وارساء قواعد ثابتة لرعاية تلك الفئة. وقد توالت الجهود العالمية من اجل تحقيق مزيد من الاهتمام والرعاية لهم منذ اعلان الاممالمتحدة عام 1981عاما دوليا للمعاقين واطلاق عقد الاممالمتحدة للمعاقين "1983 1992" فضلا عن اهتمام المواثيق الدولية بذوي الاحتياجات الخاصة واقرار حقوقهم واهمها الحق في الحياة الكريمة وتوفير كافة اشكال الرعاية والاهتمام مؤكدة ان الاعاقة ليست مرادفا للعجز او الضعف بل هي في كثير من الاحيان حافز ومولد لطاقة كامنة تظهر لمواجهة التحديات. وشهدت السنوات الاخيرة منذ عام 2000 وحتي الان جهودا دولية واسعة النطاق استهدفت معالجة مشكلات ذوي الاحتياجات الخاصة في سياق التنمية الشاملة وفي الاطار الاوسع بحقوق الانسان0 وتشير دكتورة نرمين إلي ان مصر من الدول العربية السباقة في اصدار قوانين وتشريعات خاصة بهم. ووضع الاستراتيجيات الهادفة للتصدي لقضية الاعاقة0 وعلي المعاقين انفسهم ومن يهمه امورهم بذل الجهود المتصلة ليكون لهم دور في وضع السياسات والاستراتيجيات التي تستهدفهم كمستفيدين.. ويجب استغلال الامكانيات التي تتيحها تكنولوجيا الاتصال والمعلومات لاعطاء الاشخاص ذوي الاعاقة فرصة اكبر للاسهام في وضع السياسات التي تخصهم0 والتي سيكون لها اثر فعال ومباشر في المستقبل. ومن هنا تتضح اهمية عملية ادماج وتفعيل ذوي الاحتياجات الخاصة داخل المجتمع. حيث تكمن مشكلة المعاق والاعاقة في الظروف والسياقات الاجتماعية المختلفة والمهياة للاعاقة. والتي تضع قيودا وعقبات غير مبررة ولا تستند الي رؤي علمية امام مشاركة المعاق في فعاليات الحياة الاجتماعية0 وتشير العديد من الابحاث الي ان مشكلات المعاق الحياتية والتوافقية لا ترجع الي الاصابة او الاعاقة في ذاتها بل تعود بالاساس الي الطريقة التي ينظر بها المجتمع اليهم. وتضيف دكتورة نرمين ان شبكة الانترنت احدثت تحولات جوهرية في طبيعة الاتصال الانساني الجماهيري. باعتبارها تخطت حواجز الزمان والمكان والقيود الرقابية. واضعفت من وظيفة مراقبة البيئة للوسائل التقليدية فلم تعد المعلومات تتدفق من اعلي الي اسفل اي من مؤسسات الاعلام الي الجمهور. ولكن اصبح بامكان اي فرد ان يكون مصدرا للحدث الهام. حيث تقدم شبكة الانترنت شكلا جديدا لوسائل الاتصال الجماهيرية في اطار دورها كمصدر للمعلومات يتسم باللامركزية ويمتلك القدرة علي توسيع وتنويع وتوظيف السيطرة علي هذه المعلومات. اذ يستطيع ال 7 ملايين معاق في مصر بحسب الاحصائيات التعبير عن افكارهم واحلامهم والامهم بكل حرية علي الانترنت من خلال ما يعرف بالمدونات والمنتديات وموقع الفيس بوك . والتي تمثل جزءا من محاولات اختراق الصمت ووسائل المنع التي يعيشها المعاقون مع انفسهم وداخل المجتمع.