تشير الأحصاءات الرسمية الي أن13% من عدد السكان يعانون من الإعاقة وأن عدد المعاقين في سن العمل يبلغ3,5 مليون مواطن لا يزال60% منهم يبحث عن عمل وينتظر إعادة التأهيل. وذلك ليحصل علي فرصة توظيف ويتحول إلي شخص منتج... ورغم أن القانون ينص علي تعيين5% من القوي العاملة في المؤسسات والشركات والجهاز الإداري للدولة والقطاعين العام والخاص.. لكن لا أحد يلتزم بهذه النسبة لأنه لم يتم تفعيل القانون.. وكان رد الفعل هو اعتصام المئات من ذوي إعاقة لأكثر من70% علي رصيف مجلس الشعب للمطالبة بحقهم دون أن يستجيب أحد.. لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فقد بادرت مجموعة من الشركات وصفت نفسها بأنها صديقة للإعاقة لتشارك في تدريبهم وتأهيلهم وتشغيلهم وتلتزم بتوفير فرص عمل حقيقية لهم من خلال التوقيع علي عقود تلزمهم بذلك مع مؤسسة تتولي التنسيق مع الشركات ومتابعة التزامها. هذه المبادرة استطاعت تجميع أكثر من3 آلاف من ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين في لقاء بجامعة القاهرة في إطار الإحتفال بيوم الوفاء للدمج القومي الأول للشباب الذي عقد تحت شعار أنا قادر.. أنا منتج.. أنا شريك في المجتمع والذي نظمته مؤسسة ويانا الدولية للدمج والتوعية, وخلال اللقاء طالب الدكتور أحمد درويش وزير الدولة للتنمية الأدارية بالتوقف عن استخدام كلمة معاقين وإطلاق وصف ذوو المهارات والقدرات الخاصة وانه يجب علي المجتمع اكتشاف هذه القدرات والمهارات التي تؤهلهم للعمل والتفوق فيه ووضعهم في المكان المناسب. وقال د. عادل زايد نائب رئيس جامعة القاهرة إن الملتقي عقد للعام الرابع علي التوالي واستعرض النماذج الناجحة التي تحرص الجامعة علي التواصل معها ومنها طالب معاق بصريا حصل علي مجموع99,9% في الثانوية العامة والتحق بكلية دار العلوم ويحصل علي تقدير امتياز منذ ثلاث سنوات ونعتبره مثالا يحتذي به وغيره الكثيرون ممن حققوا إنجازات رياضية وثقافية ترعاهم الجامعة بإعتبار أن من أولوياتها. الأرتقاء بمستوي الطلاب الاجتماعي والرياضي والثقافي والعلمي وتبني الطاقات من ذوي الإعاقات. مميزات للمعاقين وأكد د. حسام كامل رئيس جامعة القاهرة أن الجامعة في إطار الاهتمام بهذه الفئة أعدت قاعات مجهزة لخدمة أبناء الجامعة المكفوفين, بالإضافة إلي تحديث وحدة الحاسب الآلي وتقديم تدريب مجاني لجميع الطلاب من ذوي إعاقة وزيادة المخصصات المالية للأنشطة الطلابية لهذه الفئة وصرف مكافآت تميز للحاصلين منهم علي تقدير جيد جدا. وتحويل المنشآت بالجامعة الي منشآت صديقة للإعاقة والألتزام بتطبيق كود الأتاحة الخاص بهم. وفي لقاء مع بعض ذوي إعاقة قال أحمد أنا حاصل علي مؤهل جامعي وأعاني من أعاقة حركية وحينما تقدمت لأحدي الشركات للعمل بشهادتي قيل لي اجلس بالمنزل ولا داعي للمجيء وسوف نرسل اليك مرتبك كل أول شهر..!! وقالت دينا إعاقة بصرية خريجة كلية آداب قسم لغة انجليزية وحاصلة علي دبلومة من أمريكا في اللغة الإنجليزية حينما تقدمت لوظيفة بإحدي الشركات الخاصة بعد رجوعي من أمريكا رفضت لمبدأ أنني كفيفة..!! ولم يسألني أحد عن مؤهلاتي.. شركات صديقة للإعاقة وقالت هالة عبدالخالق رئيس مجلس أمناء مؤسسة ويانا أن المؤسسة لها دور في المجتمع وهو مساعدة شباب المعاقين في شغل وظائف تتناسب مع إعاقتهم ولهذا أعلنت إطلاق مبادرة الشركات الصديقة للإعاقة مع مجموعة من الشركات لتمكين الأشخاص ذوي الأعاقة من الأندماج في مؤسسات المجتمع ومساعدتهم علي تحقيق أهدافهم وأن يكونوا اشخاصا منتجين وفاعلين وليس فقط من باب الشفقة والعطف عليهم وإنما من منطلق حقوق الإنسان كما نصت كل المواثيق والمعاهدات الدولية. وأضاف أن المبادرة تهدف إلي: * قيام الشركات الصديقة للأعاقة بتوفير فرص عمل للأشخاص ذوي الإعاقة بعد تأهيلهم بما يتناسب مع الوظائف المتاحة داخل الشركات وقدرات هؤلاء الأشخاص. * تفعيل نسبة5% التي نص عليها قانون العمل. * ترسيخ عدة مباديء ومفاهيم لا يدركها جزء كبير من المؤسسات وهي أن الإعاقة مصدر للطاقة ويجب استغلالها وليس تهميشها, وكود الأتاحة لتيسير وصول ودخول الأفراد المعاقين إلي فروع الشركات المختلفة بسهولة حتي يتسني لهم مباشرة أعمالهم. وأضافت هالة عبدالخالق أن دور هذه الشركات لا يقتصر علي دعم القضية داخل مؤسساتها فقط لكن يجب أن يمتد لشمل مساهمة الشركة في رفع الوعي داخل المجتمع من خلال مصنع( لوجو) شركات صديقة للإعاقة علي منتجات وعبوات الشركة وسياراتها. وأوضحت أن ويانا وقعت اتفاقات ملزمة مع عدة شركات لتوظيف المعاقين وتوفير فرص عمل حقيقية لهم بعد تأهيلهم بالمؤسسة وقامت بتعيين أكثر من150 شخصا معاقا في وظائف مختلفة خلال العام الماضي بمركز تلقي الاتصالات بمدرسة الأورمان ممن لديهم إعاقات بصرية, وتوظيف عدد من ذوي الإعاقات السمعية بإحدي الشركات الكبري, وعدد من الإعاقات الحركية بشركات أدوية ومواد غذائية. وأختتم يوم الوفاء بالجامعة بعرض6 من المشروعات المقدمة من الشباب ذوي الأعاقة تم اختيارها من بين مجموعة كبيرة من المشروعات وقام مجموعة من رجال الأعمال بالتحكيم لاختيار أفضل المشروعات لتوفير الدعم اللازم لها. وسعيا لتحقيق هدف المؤسسة في دمج المعاقين شارك عدد كبير من المشاهير والفنانين والشخصيات العامة ومؤسسات المجتمع المدني في هذا اليوم وشارك بعض المعاقين في مسابقات رياضية في كرة الجرس لذوي الأعاقة البصرية وكرة السلة علي الكراسي المتحركة وكرة الطائرة بالتعاون مع اللجنة الباراليمبية المصرية والتي تأسست تحت رعاية السيدة الفاضلة سوزان مبارك, بالإضافة إلي إقامة المسابقات الترفيهية والفنية والثقافية وتم توزيع الهدايا علي الفائزين في الأنشطة المختلفة وتكريم المتفوقين من ذوي الإعاقة.