احساس رائع ان اكتب عن تجربتي في الهند بعد قرابة عشر سنوات من رجوعي من رحلة دراسية دامت قرابة السبع سنوات. تجربة ساحرة تأخذك في رحلة عبر الأماكن والأزمنة.. انها التنوع بمعني الكلمة. معايشة التجربة الأكاديمية جعلتها اكثر ثراء فهي ليست نتاج محاضرات الجامعات فحسب بل تجاوزت الفائدة المجتمع الأكاديمي ليستفيد الدارس من كل مكونات البيئة من حوله. عدت من الهند بمكتبة ضخمة تحوي أرففها علي العديد من الكتب ليس معظمها في تخصص العلوم السياسية والذي ركبت الطائرة لأول مرة في حياتي متجها إلي دلهي لاستكمال دراستي العليا بمنحة من برنامج التبادل الثقافي المصري الهندي بالمجلس الهندي للعلاقات الثقافية. تخطي التأثير مكتبتي واطروحتي للدكتوراة لمجموعة من الخبرات والمواقف والتجارب التي يحويها العقل والقلب والتي ربما اتاحت لي هذه السطور فرصة التحدث عن بعضها وسرد بعض هذه المواقف. لا شك ان هناك اختلافات عدة بين مصر والهند لكننا بعد ارهاق المقارنة سنجد تشابها حضاريا وتاريخيا وثقافيا يكاد يتطابق وهذا ما اكسب المواطن المصري والهندي العديد من سمات التشابه في الشخصية والتراث. نجحت الهند في تحقيق نقلة ديمقراطية واقتصادية كبيرة في ظل تنوع كبير في مواردها الطبيعية والبشرية.. مما جعل دراسة التجربة الهندية ثرية بالخبرات المفيدة للدول النامية حول العالم. ولا شك ان ما شهدته مصر من تطورات تاريخية مهمة وما دار من احداث وتحديات في منطقة الشرق الأوسط جعلت تجارب الدولة المصرية في هذه المنطقة الملتهبة من العالم ودورها التاريخي في مواجهة العديد من المخاطر والتحديات والتهديدات الدولية جديرة بالدراسة واستيعاب العبر والدروس المستفادة. وهنا تظهر أهمية الاستفادة من الخبرات والتجارب والدروس المستفادة بين البلدين وزيادة التعاون بشتي اشكاله في مختلف المجالات. اتذكر اصدقاء اعزاء وزملاء كانوا بالفعل نموذجا للأخلاق الكريمة والصفات الطيبة استطيع ان اقول ان هناك منهم من حفر بذاكرتي أنبل الأخلاقيات وعظيم الاثر.. اتذكر منهم الدكتور كريشنا موراري الذي يقوم حاليا بتدريس العلوم السياسية في جامعة دلهي وغيره من الشخصيات الرائعة الذين قدموا لي يد العون وكانوا بالفعل الصحبة الطيبة التي تعين علي انجاز المهمة الأكاديمية بكل ما تحمله من تفاصيل راقية. ..و"للحدث بقية".