أشاد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بالتجربة الهندية فى استغلال التنوع والتباين الثقافى والدينى لتحقيق نهضة اقتصادية تمكنت من خلالها من الانتقال من كونها إحدى دول العالم الثالث، إلى أن تكون أحد أقوى الاقتصاديات العالمية، حيث حققت تقدمًا شهد له العالم أجمع فى شتى المجالات. وقال السفير الهندى بالقاهرة نافديب سورى، إن مصر دولة بها كل مقومات التقدم، فشعبها واحد ولغتها واحدة وبها دينان يعيش أفرادهما فى حب وسلام منذ فجر التاريخ، بما يمهد أن تكون هذه الوحدة دافعًا لنهضة شاملة. جاء ذلك خلال استقباله اليوم نافديب سورى سفير جمهورية الهند بالقاهرة، لتوديعه قبل مغادرته مصر بعد انتهاء مدته الدبلوماسية بها، وفى بداية اللقاء، رحب الإمام الأكبر بالسفير الهندي، وشكره على الجهود التى بذلها لتعزيز التعاون بين مصر والهند، متمنيا له المزيد من التوفيق والنجاح فى مسيرته المهنية والدبلوماسية. وأوضح أن السفير نافديب سورى قد عايش خلال مدته الدبلوماسية فى مصر فترة من أهم فترات التاريخ المصري، خاصة فى ظل ما واجه مصر والعالم العربى من الأخطار والتحديات خلال تلك الفترة، وهو ما يجعل لديه دراية كبيرة بالواقع المصرى والعربى . من جهته قال سفير الهند بالقاهرة: إنه قضى أفضل ثلاث سنوات له فى عمله الدبلوماسى خلال وجوده بمصر على المستويين الرسمى والشخصي، مضيفًا أن علاقات بلاده بمصر والأزهر الشريف هى علاقات قديمة ومتينة، وسوف تستمر لأنها تستند إلى عمق تاريخى وثقافي. وأضاف "سوري": أن الهند تتابع باهتمام بالغ تصريحات الإمام الأكبر، وتستفيد منها وتحاول أن تطبقها، حيث إنها تمثل رسالة للتسامح والتعايش بين مختلف الأديان والمذاهب، مشيرًا إلى أن الهند بها أكثر من 180 مليون مسلم، وهو أكبر تجمع للمسلمين فى العالم، ومع ذلك نادرًا ما يسمع أحد أن هنديًّا مسلمًا انضم الى أى من التنظيمات الإرهابية. وأشار "سوري" إلى أن الهند اشتركت فى المؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ، كما أن لبلاده عديدًا من الاستثمارات فى منطقة قناة السويس التى تعمل بالفعل، مضيفًا أن بلاده تنسق مع وزارة السياحة لتشجيع السياح الهنود على زيارة مصر، حيث نظمت الهند بالتعاون مع مصر مؤخرًا مهرجان "الهند على ضفاف النيل"، وذلك بهدف تشجيع السياحة الهندية إلى مصر.