جانب من الندوة دعا الدكتور مصطفى الفقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب إلى ضرورة فتح آفاقا جديدة للعلاقات بين مصر والهند خاصة وأن مصر دولة محورية وكبرى فى الشرق الأوسط كما أن الهند هى الدولة الكبرى فى شرق آسيا لا. جاء ذلك خلال اللقاء الذى عقد بالمركز الثقافى الهندى بالقاهرة مركز "مولانا آزاد" بالتنسيق مع جمعية الصداقة المصرية الهندية برئاسة الدكتور على الدين هلال أستاذ العلوم السياسية وأمين الاعلام بالحزب الوطنى الديمقراطى. وأكد "الفقى" على ضرورة النظر للهند على أنها حليف.. مشيرًا إلى أن الرئيس حسنى مبارك "متفهم تماما" لأهمية الهند حيث دعمت مصر قبول عضوية الهند فى منظمة المؤتمر الاسلامى إيمانا منها بأهمية الدور الذى تقوم به الهند على الصعيد العالمى. وأشار الفقى إلى تجربته فى الهند حيث عمل بالسفارة المصرية بدلهى فى الفترة ما بين عامى 1979 و1983.. وقال: إن مصر والهند يتقاسمان العديد من العوامل المتشابهة وخاصة على المستوى الاقتصادى بالاضافة الى التشابه السكانى الكبير. ووصف رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب الهند بأنها "متحف للزمان والمكان" إذ تجمع بين جميع التناقضات مما جعلها "التجربة الكبرى للتعايش بين الديانات والثقافات المتعددة" علاوة على كونها أكبر نموذج للديمقراطية فى العالم فى ظل وجود ما يقرب من 700 مليون ناخب. وقال إن الأمة الهندية استطاعت أن تضرب مثلا للتعايش المشترك بين الديانات وهناك احترام للإسلام حيث وجد على مدار العقود عدد من رؤساء الجمهورية من المسلمين. وأضاف الفقى: إن تاريخ الهند وحضارته وتعدديته نجحت فى نسف كل محاولات الغزو الثقافى إذ يتمسك الشعب الهندى بكافة مقوماته وتقاليده " حيث ما زال الشعب الهندى يتميز بزيه وموسيقاه ورقصاته الشعبية علاوة على الأكلات الشعبية المعروفة". وتوقع الفقى أن تتقدم الهند بشكل سريع وكبير فى المجال العلمى وخاصة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات ولابد من استفادة مصر التجربة الهندية فى هذا القطاع. ودعا الفقى الجامعات المصرية والهندية إلى فتح بوابة للتبادل العلمى والتكنولوجى والثقافى بين الطلاب. من جانبه أكد الدكتور على الدين هلال أمين الاعلام بالحزب الوطنى ورئيس جمعية الصداقة المصرية- الهندية على أهمية العلاقات بين مصر والهند ووصفها بأنها "متميزة وتعود إلى عهد الزعيم الهندى الكبير غاندى". وشدد على ضرورة دفع العلاقات الثنايئة بين البلدين، مشيرا إلى أن مستقبل مصر الاقتصادى والتنموى يكمن فى الاتجاه نحو شرق آسيا. وبدوره أكد السيد راماشاندر سواميناثان سفير الهند لدى مصر على أن مصر والهند تواجهان تحديات مشتركة وعلى رأسها الزيادة السكانية وارتفاع معدلات البطالة وأزمة التغيرات المناخية، مشيرا إلى العلاقات التاريخية التى تربط بين البلدين فى جميع المجالات وهو ما يعكس عمق التعاون بين الجانبين قديما وحديثا. وأشاد السفير بالعلاقات السياسية "القوية" التى تربط القاهرة ودلهى، لافتا إلى أهمية الزيارة التى قام بها الرئيس حسنى مبارك للهند العام الماضى والتى ساهمت فى دعم التعاون المشترك فى مخنلف المجالات. ووصف العلاقات المصرية-الهندية بانها "متميزة" خاصة على المستويين الاقتصادى والتجارى إذ يبلغ حجم التبادل التجارى نحو 3 مليارات دولار سنويا بينما تصل اجمالى الاستثمارات الهندية فى مصر الى 2 مليار دولار.. وأوضح أن الجانبين اتفقا على ضرورة زيادة الاستثمارات لتصل الى 10 مليارات دولار خلال السنوات القادمة. وفى نهاية اللقاء قام سفير الهند بإهداء ميدالية المركز الثقافى الهندى الذهبية لكل من الدكتور مصطفى الفقى والدكتور على الدين هلال. كما تفقد الحاضرون معرض الصور الفوتوغرافية المقام بمقر المركز الثقافى الهندى ليؤرخ العلاقات المصرية-الهندية عبر العصور.