في يونيو شهر الانتصارات والإنجازات الكبري تتوالي الأحداث الدولية والإقليمية الجسام علي أرض مصر.. منتدي مكافحة الفساد في أفريقيا بختتم أعماله في شرم الشيخ.. وخلال أيام تنطلق فعاليات بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم وهي البطولة المحببة للمصريين وقد ارتبط اسمها وتاريخها بمصر منذ تحقيق معجزة حسن شحاتة وفريقه الذهبي بالتتويج ثلاث مرات متتالية في إنجاز غير مسبوق في تاريخ البطولات الأفريقية.. وخلال أحداث البطولة ومع زيادة سخونة المباريات والمنافسات تهل علينا الذكري السادسة لثورة 30 يونيو المجيدة التي غيرت مجري الأحداث في المنطقة بل ولا نبالغ إذا قلنا في العالم بأسره لأنها عطلت أكبر مؤامرة في العصر ولو أنها مرت ونجحت لا قدر الله لكانت المنطقة تحولت إلي جحيم مستعر يأكل فيه القوي الضعيف وتتشرذم الدول إلي ولايات وجماعات وعصابات الآن ومع توالي الأحداث الجسام فلا صوت يعلو فوق صوت مصر.. علينا أن ننسي أهواءنا الخاصة والضيقة ونرفع شعار "مصر فوق الجميع".. ومع دخول منتخب مصر معترك المنافسة علي لقبه الغائب منذ تسع سنوات عجاف كروياً لابد أن نلقي بكل انتماءاتنا المحدودة وراء ظهورنا.. لا وقت للأهلي أو الزمالك أو الإسماعلي أو المصري أو الاتحاد.. ولتتوقف نعرات التعصب للأندية وننسي منافسات الدوري والكأس ولنزحف جميعاً خلف منتخبنا الوطني في كل مواجهاته السهلة والصعبة إلي آخر المشوار وحتي يصعد الأبطال من جديد إلي منصة التتويج لاسترداد اللقب القاري الغالي.. وأتمني أن يتكرر المشهد العظيم في 30 يونيو حين هتفت الملايين في الشوارع والميادين.. مصر مصر مصر.. نتمني أن تمتلئ ملاعبنا بعشرات الآلاف من المصريين ويهتفون بصوت واحد ونفس واحد.. مصر مصر مصر.. أتمني أن تعلن إدارات الأهلي والزمالك وبيراميدز والجبلاية هدنة مؤقتة وليتوقف الجميع عن إصدار البيانات العنترية والتهديد بالاستقواء بجهات خارجية لفرض أسلوب الأمر الواقع دون اكتراث بمصلحة البلد وبعيداً عن إلغاء أو نسف المسابقات المحلية من عدمه.. كل هذا لا يهم مادام كل طرف يرفع شعار "المصلحة الخاصة فوق الجميع" ولتذهب مصلحة البلد إلي الجحيم.. أتمني أن تتوقف الحرب الكلامية بين القطبين الكبيرين وتبادل البيانات والتصريحات والتهديدات ويستمع قادة المعسكرين الأحمر والأبيض لصوت العقل والمنطق وينخرطوا فوراً في صفوف الجماهير العاشقة للمنتخب والمشجعة للاعبيه والحالمة بالتتويج القاري من جديد. دعونا نسعد ونفرح بوجود نجمنا العالمي محمد صلاح في بلده وبين زملائه في معسكر المنتخب بعد نزهة قصيرة قضاها علي شواطئ الغردقة الساحرة.. كثرون استكتروا علي صلاح إجازته الطويلة وهاتك يا نقد وتجريح وتقطيع في نجمنا الغالي فخر مصر والعرب بطل أبطال أوروبا واتهموه بالتعالي والكبر والغرور ونشروا صور صلاح وفيدوهاته علي البحر وفوق اليخت وهو يصطاد السمك دون أن يفهموا أن اللاعب قضي موسماً صعباً وشاقاً ما بين الدوري الإنجليزي وبطولة أوروبا ومن حقه الراحة والاستجمام مثل أي نجم عالمي.. ثم إن صلاح لم يذهب إلي شواطئ أوروبا أو أمريكا وفضل قضاء إجازته في بلده ليقدم صوراً رائعة وساحرة للشواطئ المصرية في أكبر دعاية مباشرة ومؤثرة لكنوزنا السياحية ربما كانت تكلفنا ملايين الدولارات لو استعنا بنجوم عالميين.. وقبل أن نغلق باب الجدال حول صلاح نؤكد أن نجمنا العالمي استأذن الجهاز الفني للمنتخب وحصل علي موافقته في كل خطواته وتحركاته وقد انضم للمعسكر في الموعد المحدد المتفق عليه وظهر صلاح علي الدكة في مباراة تنزانيا الودية وسيخوض مواجهة غينيا القادمة أساسياً وهي بروفة نهائية استعداداً لمباراة زيمبابوي الرسمية في افتتاح البطولة الجمعة القادمة علي ملعب ستاد القاهرة الدولي في ثوبه الجديد. كل التوفيق لمنتخبنا الوطني في مشواره القادم وأتمني أن يخوض الفريق مواجهات الدور التمهيدي بحماس وجدية وبدون استهتار بالمنافس حتي نتصدر مجموعتنا ونظل في ستاد القاهرة حتي نهاية المنافسات والصعود لمنصة التتويج وتسطير تاريخ جديد في سجلات الكرة الأفريقية والعالمية وبذلك يقدم اللاعبون أغلي هدية للشعب وهو يحتفل بثورة 30 يونيو المجيدة ويضاف إنجاز جديد لشهر يونيو أيقونة الإنجاز والانتصار.