سجل المصريون في أكتوبر 73 ملحمة عظيمة في حب الوطن عبروا بها خط بارليف المنيع وهزموا أسطورة الجيش الذي لا يقهر ليستردوا الأرض والكرامة. وأثبتوا للعالم أجمع عراقة مصر وقدرتها علي تحقيق المستحيل ومواجهة التحديات مهما كانت الظروف والتضحيات واليوم مع افتتاح أنفاق قناة السويس الجديدة نحن أمام عبور جديد ينقل سيناء الغالية إلي مرحلة جديدة من البناء والتنمية لتكون بمثابة شرايين للحياة تضخ عبرها دماء جديدة علي أرض الفيروز تضعها علي خريطة الاستثمار والصناعة وتفتح أبواب التجارة والزراعة. وكذلك السياحة الدينية والترفيهية والثقافية. الأنفاق الجديدة إعجاز وإنجاز حققته أياد مصرية بإرادة من حديد تقف وراءها قيادة سياسية واعية ووطنية تقدر قيمة سيناء بموقعها المتميز ومواردها الطبيعية. وقد تم اختصار زمن تنفيذها من 7 سنوات إلي 3 فقط وتم تصميمها وفقا للمعايير العالمية وتضم 20 نقطة تفتيش بأشعة إكس كما ان الانفاق مجهزة بأنظمة إطفاء وإضاءة وكاميرات مراقبة وممرات للطواريء ويساهم بشكل كبير في تسهيل حركة النقل والتجارة من وإلي شبه جزيرة سيناء وتختصر زمن عبور قناة السويس من 5 أيام إلي أقل من 10 دقائق وبحد أقصي 20 دقيقة. البداية كانت مع صدور توجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي القائد الأعلي للقوات المسلحة بتنفيذ تلك الأنفاق بأموال وسواعد المصريين فتم تكليف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع "4" شركات وطنية مصرية لتنفيذ كافة الأعمال كما أمر الرئيس بتدبير ماكينات حفر الأنفاق لتكون مملوكة للقوات المسلحة لترشيد تكلفة التنفيذ وبالفعل قامت الهيئة الهندسية بدراسة ومقارنة مواصفات جميع ماكينات حفر الأنفاق المستخدمة عالميا حتي وقع الاختيار علي الشركة الألمانية "هنركرشت" وتمت المفاوضة لتخفيض التكلفة بنسبة 25% وتم التعاقد علي تصنيع وتوريد عدد 4 ماكينات حفر أنفاق كاملة بالمعدات المساعدة لمصنعي الحلقات الخرسانية - مصنعي تسليح الحلقات الخرسانية - محطتي توليد الطاقة - محطتي فصل وتنقية البنتونيت - محطتي خلط الخرسانة - محطتي الهواء المضغوط - محطتي خلط مادة الحقن وتدريب نحو 40 مهندسا بالإضافة لقيام الشركة بالمعاونة في الإشراف علي أعمال الحفر. وبدأ العمل الجاد والمتواصل في التخطيط والتنفيذ في توقيت متزامن لانجاز العمل والتغلب علي كافة المصاعب فقد تم استلام مواقع العمل ثم اكتمل وصول ماكينات حفر الأنفاق في مارس 2016 وتم تجميعها بمواقع العمل بأيدي المهندسين والفنيين والعمال المصريين بإشراف الشركة الألمانية علي عملية تركيب وقيادة الماكينات أثناء أعمال الحفر لمسافة 100 متر حيث بدأ الحفر في يونيو 2016 باستخدام الماكينات بسواعد مصرية 100% وقد تم التعاقد مع شركات عالمية لتقديم الاستشارات الفنية لتحقيق قيمة مضافة للمشروع وجري العمل علي قدم وساق بعزيمة فولاذية لإنجاز المشروع في وقت قياسي وهو ما تحقق منذ ايام بوضع اللمسات الأخيرة للأنفاق وافتتاحها. وكانت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة قد قامت بالتعاون مع الشركات الوطنية بإنشاء المصانع والمحطات المكملة لأعمال التنفيذ بكل موقع واشتملت علي مصنعين لإنتاج الحلقات الخرسانية لتصنيع حلقات تبطين جسم النفق .. مصنعي تسليح الحلقات الخرسانية ..محطتي توليد الطاقة قدرة المحطة 18 ميجا وات .محطتي فصل وتنقية البنتونيت قدرة المحطة 2800 م3/ساعة.. محطتي خلط الخرسانة.. محطتي الهواء المضغوط قدرة 11 بار.. محطتي خلط مادة الحقن قدرة المحطة إنتاج 30 م3/ساعة من الجروات بالإضافة إلي خزانات مياه أرضية عدد 4 خزانات كل سعة 6000 م3. ورغم حفر الأنفاق أسفل قناة السويس وتجمعات سكنية قائمة وأخري جار إنشاؤها. وكذا العديد من المرافق أهمها خط غاز طبيعي رئيسي إلا انه تم تنفيذ أعمال الحفر بكفاءة تامة دون التأثير علي أي منها أو إيقاف الحركة المرورية بأي منطقة أو التأثير علي حركة الملاحة في قناة السويس . تم التعاقد مع تحالف شركتي "بتروجت - كونكورد" للتنفيذ ويتكون المشروع من نفقي سيارات "كل نفق يخدم اتجاه مروري واحد" تمر أسفل قناة السويس بشمال الإسماعيلية علامة الكم 73.250 ترقيم قناة وإجمالي طول النفق الواحد 5820م "4830 م باستخدام ماكينات الحفر TBM-990 باستخدام الحفر المكشوف" متضمنة عدد 4 آبار للصيانة تشمل عدد 2 بيارة تهوية في كل بيارة صيانة عدد 4 ممرات هروب عرضية يتم ربط النفقين بمجموعة من الممرات العرضية المتكررة كل 1000م من طول النفق والتي تستخدم في عمليات إخلاء الأفراد في حالات الطوارئ. وقد تم إنشاء مصنع إنتاج الحلقات الخرسانية علي مساحة 14500م2 بطاقة قصوي 15 حلقة/يوم ومنطقة لتخزين المنتج علي مساحة 25900م2 تكفي لتخزين 928 حلقة خرسانية وتتكون الواحدة من 9 قطع Segments باجمالي كمية 45م3 خرسانة و4.5 طن حديد إجمالي وزن الحلقة 112 طنا.