ان فضل الله علي مصر وشعبها عظيم. هذه حقيقة. وواقع تؤكده الأيام علي مر الزمان.. ونعمه عليها كثيرة. تستعدي التأمل والحمد.. وفي الوقت نفسه العمل والاجتهاد من منطلق القاعدة الإلهية ساعد نفسك لكي تساعدك السماء. ولعل أعظم هذه النعم هي نعمة الأمن والاستقرار وهذه النعمة لا يدركها سوي من افتقدها سواء علي المستوي الشخصي أو العام حيث تنشر الجماعات والشعوب دائما هذا الهدف الغالي الثمين.. الذي من شأنه تحقيق العيش الكريم والرخاء. وقد اعتدت أن أري هذه النعمة أو الآية الكبري كل عام في مصر مع أعياد الربيع وخروج المصريين في يوم شم النسيم وهم ينطلقون في عفوية هادرة تتوحد فيها كل الأطياف والعقائد والطبقات الاجتماعية ويجمعها غرض واحد هو البحث عن المتعة البريئة وارضاء النفس. كل وفقا لقدراته وامكانياته المادية والمعنوية لكي يعودوا جميعا في المساء قلوبهم سعيدة ونفوسهم راضية بعدما "شحنوا" أنفسهم بتلك الطاقة الإنسانية التي تساعدهم علي الاستمرارية ومواجهة أعباء الحياة. يدرك كل المصريين الأسوياء نعمة الأمن والاستقرار وهم ينظرون لشعوب كثيرة حولنا بعد ثورات الربيع العربي. هي تعاني الصراعات والفوضي والدمار والخراب والتشرد والضياع في ظل مجتمع دولي مات ضميره وتصادمت مصالحه وعجزت منظماته ومبعوثوه عن نجدته ولا نري منه سوي اعلامه الناقل لأخبار الصراعات والنزاعات والحروب. *** عفوا .. لا نريد من أن نجرح جيراننا واخواننا بأفراحنا وأعيادنا وهي عديدة وممتدة هذه الأيام بدءا من عيد المشاركة المصرية الواسعة والواعية من أجل استكمال بناء دستور الدولة وخارطة الوطن الحافظة علي هذا الأمن والاستقرار الغالي.. ومن أجل استكمال منظومة الإصلاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ويشدني بالمناسبة هذا المحور الاجتماعي كثيرا.. وكم كانت سعادتي هائلة وأنا أري هذه الجموع الغفيرة من سكان حي "الأسمرات" الجديد بعدما نقل أبناء أعزاء علينا من هذا الوطن وقد انتقلوا إلي طبقة اجتماعية جديدة تفتح لهم أبواب العيش الكريم بعد ان ودعوا حياة كئيبة مزرية أمضاها أهلوهم وسط عشش من الصفيح أو مبان تغوص في العشوائية ومخاطر سفوح الجبال المتهدمة.. لقد نجح المصريون برؤية قائد انسان يملك الحلم والارادة لكي ينقل بعضا من أبناء هذا الوطن نقلة حضارية وانسانية تمثل شعاع أمل لكل المصريين أن يتغير إلي الأفضل والأجمل ممكن بالإخلاص والعمل والتجرد من أجل مصلحة عليا بتنفيذها في اكمال بناء دولة حديثة.. ليس فيها ضعيف يعجزه كلفة العلاج أو معاق لا يجد من يعينه أو طفل فقير في أسرة معوزة لا يلتفت لها تاجر أو رجل أعمال لا يرعي الله في هامش ربحه أو سداد ضرائبه أو كفالة غير القادرين في مجتمعه. *** أعياد المصريين ممتدة من عيد القيامة المجيد لإخواننا شركاء الوطن وهم يحتفلون بعيدهم في كنائس فخمة تليق بتاريخ ديانتهم يقوم علي حراستها وتأمينها من الأشرار وأعداء الوطن اخوة لهم من المسلمين من أبناء الجيش والشرطة ويتبادل المصريون التهنئة والفرحة بعيد تحرير سيناء وعودتها كاملة إلي أرض مصر وهي التي لازالت مطمعا للأعداء والأشرار وأرباب الفتن وطيور الظلام بعد الإرهابيين أدوات أجهزة الاستخبارات المجندة لتفكيك الدول وتمزيقها من أجل مآرب ومصالح اقليمية ودولية. وتكتمل أعياد المصريين بقدوم شهر رمضان خلال أيام حيث اعتاد أن يحتفل المصريون جميعا مسلمين وأقباطا بأيام وليالي هذا الشهر الكريم وسط مباهج وخصوصية مصرية جميلة تجعل من روحانية ومظاهر احتفالاته أعيادا في حد ذاتها ويميزها هذا التكافل الاجتماعي الرائع المعبر عن طيبة وعمق وتدين المصريين في تعاون ومحبة واخاء. ولكن تبقي كلمة نصارح بها أنفسنا جميعا.. ان هذه السعادة التي تحيط بنا لسنا وحدنا. رغم كل الأعباء والتضحيات صناعها ان هناك وراء هذا البناء الذي يعلو أرواح شهداء أبطال من رجال قواتنا المسلحة والشرطة جادوا بها دفاعا عنا ومن أجل أن تحيا وتمضي أيامنا وليالينا في أمن وسلام واستقرار. هؤلاء الشهداء الأبطال الذين ضحوا بأغلي ما يملكون وهو أنفسهم يرقبوننا من عليين ويتمنون من كل المصريين ان يكونوا علي قدر من التضحية والايثار.. وهمسات عتاب لعلنا نسمعها من متكاسلين عن العمل في هذا الشهر أو صناع دراما وفضائيات يتبارون في الاسفاف أو المتاجرة بأطفال مرضي أو تجار مستغلين يستغلون زيادة الطلب علي السلع في الأسواق لرفع الأسعار واستغلال الناس. باختصار .. أعيادنا وأفراحنا ليست صدفة..و لكنها نتاج عمل وجهد ومثابرة نأمل ان نكون عند مستواها جميعا.. واللهم أكثر من أعيادنا.