** مازلنا نحاول إلقاء الضوء علي كنوز مصرية نمتلكها ولكنها غير مستغلة وحان الوقت للاستفادة منها لأنها قادرة علي زيادة موارد الدولة والخروج بالاقتصاد من عنق الزجاجة والسير في طريق التنمية بخطي أسرع وإنهاء التشوهات المتراكمة عبر سنوات في الموازنة العامة واللحاق بركب الدول المتقدمة ووضع مصر في المكانة التي تستحقها بما تملكه من قدرات وإمكانيات وثروات أهملناها كثيراً ولم نحمد الله علي أنه وهبنا إياها. تناولنا الأسبوع الماضي كيفية الاستفادة من نهر النيل وقد منح الله سبحانه وتعالي مصر شواطئ علي البحرين الأبيض والأحمر تصل إلي ألفي كيلو متر لم نعرف قيمتها حتي الآن.. وعندما أردنا استغلالها أنشأنا قري سياحية عشوائية شوهت جمال الشواطئ وتحولت إلي غابات من الأسمنت تعشش فيها الغربان طوال العام ولا يذهب إليها أصحاب الفيلات والشاليهات سوي بضعة أيام معدودة في الصيف وتظل خاوية في الشتاء والخريف والربيع.. وأصبحت في حاجة إلي إنشاء هيئة أو كيان يتولي الإشراف علي كل القري السياحية بالساحل الشمالي والعين السخنة وغيرهما وحل مشاكلها والعمل علي الاستفادة منها طوال العام كما في شواطئ الدول المطلة علي المتوسط في فرنسا واليونان واسبانيا وتونس والمغرب.. مما يدر عليهم المليارات من الدولارات سنوياً!! وبخلاف السياحة التي يجب أن يكون لها استراتيجية.. فقد أهملنا أسطول الصيد فلم نحصل علي حقنا العادل من الأسماك وخيرات البحرين التي تحتضنها مياهنا الإقليمية والحدود الاقتصادية البحرية التي انتبهنا إليها أخيراً. فكان "حقل ظهر" للغاز.. ولكن ما خفي أعظم!! الأهم أننا لم نستفد من الشواطئ في النقل سوي بالقدر القليل مع اننا يمكن بناء أسطول بحري تجاري دولي. خاصة بعد تطوير الموانئ ومع تدشين الصيد لطريق الحرير القديم الذي ستكون مصر وقناة السويس معبراً مهماً بين آسيا وأوروبا وأفريقيا وموقعنا يوهلنا لنكون حجر الزاوية في التجارة الدولية بشرط أن نستعد من الآن بتوفير الخدمات اللوجيستية في الموانئ وإعداد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس جيداً وعمل مناطق حرة تجارية وصناعية ومخازن متطورة. يمكن أيضا بناء أسطول نقل محلي للبضائع والركاب بصناعة بواخر غير عملاقة تسير ما بين شواطئ وموانئ السلوم وبورسعيد. ثم تتجه إلي البحر الأحمر من رأس محمد وشرم الشيخ إلي الغردقة وسفاجا ومرسي علم وحتي حلايب واستغلال ذلك في السياحة والتجارة المحلية ونقل المواطنين. لنترك الشواطئ النيلية والبحرية ونذهب إلي الصحاري الشرقية والغربية وجبالها وهي مليئة بالخيرات والخامات التي نهدرها بل نتركها لمن ينهبها.. فنادراً ما تجد دولة غنية بثرواتها من المعادن مثل مصر.. وكشف المؤتمر العربي للثروة المعدنية الذي شهده الرئيس عبدالفتاح السيسي في نهاية الشهر الماضي عن بدء تطوير هذا القطاع والحفاظ علي هذه الثروة وحسن إدارتها لصالح الأجيال القادمة. للأسف يوجد تجريف متعمد للمناجم والمحاجر ولألواح الرخام والجرانيت وبيعها كخام في الأسواق العالمية بأسعار زهيدة.. بينما تعود إلينا في صورة منتج نهائي من الصين وايطاليا واسبانيا بعشرات الأضعاف.. وذلك بخلاف ما يوجد لدينا من "الطفلة" التي لا غني عنها في صناعة الأسمنت. أو الرمال البيضاء التي تحتاجها مصانع الشرائح الكهربائية والزجاج.. وهناك الكبريت والكوارتز والحديد والذهب والمنجنيز.. إضافة إلي امتلاك مخزون كبير من الفوسفات في أبوطرطور والمحاميد.. وهذه الثروة لو وفرنا الاستثمارات لوضع قيمة مضافة إلي خاماتها لحصدت خزينة الدولة عشرات المليارات من الدولارات بسهولة. هل يمكن أن ننسي الواحات البحرية والداخلة والخارجة بما تحتويه من آثار ومياه معدنية وأماكن سياحية؟!.. وهناك الأقصر وأسوان وما تحتضناه من آثار وثروة شمسية.. بدأنا بالكاد استغلالها في استخراج الطاقة النظيفة.. ونستطيع أن نحقق أرقاماً قياسية في السياحة لامتلاكنا العديد من المقاصد في السياحة الثقافية والترفيهية والشاطئية والعلاجية ورحلات السفاري والغطس ومشاهدة الشعب المرجانية والأحياء البحرية التي لا توجد إلا في بلادنا ويعرفها الأجانب ويأتون من أجلها لكننا لا نجيد تسويقها ولا الترويج لها!! كنوز مصرية في كل مكان وهبنا الله إياها وإلي الآن لم نستطع اكتشاف أسرارها ولم نحسن إدارتها مع أنها قادرة علي زيادة مواردنا وتحقيق طفرة اقتصادية تؤهل مصر للمكانة التي تستحقها!! أما عما نمتلكه من صادرات زراعية وصناعية فتلك حدوتة أخري إذا كان في العمر بقية!! معايشة طلبة الجامعات والشرطة ** قبل وبعد ثورة يناير 2011 دفعنا ثمناً باهظاً لمؤامرات داخلية وخارجية استهدفت زعزعة الاستقرار عن طريق إحداث وقيعة بين أبناء الشعب وضباط وجنود الجيش والشرطة إلي أن أيقن الجميع أن التلاحم بين المواطنين من مدنيين وعسكريين هو الضمان لبقاء الأمة وترابطها ووحدتها.. وأن الكل سواء.. لا يتعالي أحدهم علي الآخر.. ولا يتربص بعضهم ببعض.. فإنتماء الجميع لمصر. قامت أكاديمية الشرطة بدعوة 200 طالب وطالبة من 23 جامعة مصرية ليعيشوا يوماً مع أقرانهم من طلبة الشرطة و100شاب من طلبة الحربية لزيادة الترابط بينهم وتبادل الآراء والأفكار والاشتراك في أنشطة ثقافية ورياضية واطلاع طلبة الجامعات علي التدريبات والطوابير الشاقة التي يقوم بها طلبة الكليات العسكرية لتأهيلهم وتخريج ضباط المستقبل الذين سيحملون لواء الدفاع عن الوطن في الداخل والخارج.. وأن الأمم لا يمكن أن تستمر بدون الأمن والأمان. سيظل التواصل المستمر بين أبناء الشعب وجنوده هو الحصن الذي تتحطم علي جدرانه محاولات التفرقة.. والدرع الواقية الكفيلة بصد موجات الشائعات المتلاحقة التي يروجها من لا يريدون الخير لهذا الوطن ويسعون بكل الطرق للوقيعة بين المواطنين سواء بإذكاء النعرات العنصرية أو الطائفية بين المسلمين والمسيحيين أو بالوقيعة بين المدنيين وأفراد القوات المسلحة والشرطة وغرضهم أن يتفرق كل من يعيشون علي هذه الأرض. مطلوب تكرار هذه التجربة.. بل ليت القوات المسلحة ووزارة الداخلية بالاتفاق مع الجامعات الحكومية والخاصة يقومون بتعميم "أيام المعايشة" علي شباب الجامعات وأقرانهم من طلبة الكليات العسكرية "حربية وبحرية وطيران وشرطة وغيرهم".. واقامة مسابقات ودورات ثقافية ومهرجانات رياضية وفنية مشتركة لزيادة التلاحم وعدم حدوث فجوة بين الأجيال القادمة من مدنيين وعسكريين. طقاطيق ** وفقاً لبيانات جهاز الاحصاء فإن نسبة الأمية بلغت 26% وأن هناك 6ملايين طفل تسربوا من التعليم عام 2017.. وتوجد بالصعيد 4 محافظات بلغت فيها نسبة الفقر 50% بينما المتوسط في المحافظات الأخري 22%.. والأهم أن الخدمات الصحية في قري ونجوع الوجه القبلي متدنية.. مما يعني أن مثلث الرعب "الجهل والفقر والمرض" مغلق بإحكام علي "الصعايدة" رغم كل الجهود المبذولة لتنمية محافظاتهم.. مازال الوضع يحتاج إلي مبادرات وخطط عاجلة ومدروسة وضخ استثمارات وتوفير ميزانيات ومشاركة جميع الجهات الحكومية والمنظمات الأهلية والإعلام لانتشال أبناء "مصر العليا" من هذا المثلث وتوفير التعليم ولقمة العيش والعلاج بصورة كريمة لهم!! *** ** خلال فترة وجيزة.. ألقي عدة مواطنين بأنفسهم طواعية تحت عجلات مترو الأنفاق.. آخرهم السيدة التي سقطت أول أمس أمام القطار في دار السلام.. وقبها انتحر شاب في محطة جامعة القاهرة وآخر في شبرا الخيمة.. وقفزت فتاة في محطة جمال عبدالناصر لتسيل دماؤها علي القضبان.. وقبل أن يتحول "الانتحار الانفاقي" إلي ظاهرة لابد من دراسة أسباب تكرار هذه الحواث التي تدفع الشباب والفتيات للتخلص من حياتهم بهذه الطريقة البشعة القاسية مع أن الثقافة الشعبية تحذر الناس من الوقوف أمام القطار حتي لا يدهسهم.. فما بالنا بمن يلقي بنفسه بإرادته تحت عجلاته هل هو اليأس؟! *** ** البرازيل تنقل سفارتها إلي القدس فور تولي رئيسها الجديد "جايير بولسونارو" في يناير القادم.. وتمر طائراتها المدنية قريباً فوق الأجواء العمانية.. وأعلن بنيامين نتنياهو أنه لن يربط إعادة العلاقات مع دول عربية بتحقيق السلام مع الفلسطينيين.. وامتلأت حوائط شوارع عدة مستوطنات يهودية بملصقات تدعو إلي قتل الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن".. كل يوم يكسب الأعداء أرضاً جديدة ويحققون نصراً دبلوماسياً.. والعرب مازالوا في حروب أهلية وكلامية ويقتلون بعضهم.. ويستعدون الدول الأخري علي أشقائهم.. فماذا ننتظر؟!