أكدت ايساتا ايسوفو سيدة النيجر الأولي أهمية تناول المنتدي ملف تمكين المرأة في أفريقيا كمحور أساسي من محاور المنتدي وأهمية تمكين المرأة في تحقيق النمو المنشود للقارة الأفريقية. أكدت خلال جلسة "المساواة بين الجنسين: معاً ننطلق إلي الأمام" ضمن فعاليات اليوم الأول للمنتدي واهتمام بلادنا بملف تمكين المرأة بوصفه إحدي الأدوات الفاعلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ..2063 قائلة: إن تمكين المرأة في النيجر تم من خلال وضع استراتيجيات وتفعيل مبادرات وبرامج لاقت نجاحاً علي المستوي المحلي والإقليمي وأن النيجر تركز علي تنمية وتمكين المرأة في المناطق الريفية والمناطق التي تعاني من سوء التغذية كما عملت علي تقليل الأعباء المنزلية عن المرأة خاصة في المناطق الفقيرة من خلال توزيع أسطوانات البوتاجاز وتوفير المياه إلي جانب تنظيم العديد من ورش العمل التي تركز في المقام الأول علي تعليم المرأة. أضافت أنه تم تنظيم العديد من المسابقات في النيجر لاختيار أفضل 5 فتيات يعملن في مجال تمكين المرأة كما أقيمت العديد من المعارض للمنتجات الحرفية للمرأة والتي كان لها مردود وعائد اقتصادي كبير. من جانبها.. قالت بينيتا ديوب المبعوثة الخاصة للاتحاد الأفريقي المعنية بالمرأة والسلام والأمن إن الاتحاد الأفريقي بالتعاون مع الأممالمتحدة وبنك التنمية الأفريقي يسعي إلي تنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2063 وأن أحد أهم أهداف التنمية هي المساواة بين الرجل والمرأة. أضافت: لدينا السياسات والأدوات القانونية والإعلان الخاص بالمساواة بين الجنسين ولكن هناك صعوبة في التنفيذ ونسعي للتغلب عليها لتستطيع أفريقيا أن تنهض وتتقدم من خلال مشاركة النساء اللاتي يشكلن نحو 51% من حجم السكان.. مؤكدة أهمية دعم البنية التحتية لمساعدة السيدات الأفريقيات وتقديم خدمات الصرف الصحي للإسراع في التنمية وتوفير التمويل اللازم لهن لمساعدتهن علي التمكين الاقتصادي. وبدورها.. قالت دافني نكوسي المديرة التنفيذية لشركة كالاجادي منجنيز إن خطة أفريقيا 2063 لن تحقق دون تمكين المرأة الأفريقية ويقدر عددهن بالقارة 1.2 مليار نسمة.. مضيفة أن التنمية الاقتصادية المأمولة لأفريقيا تحتاج إلي تعظيم دور المرأة علي الساحة الاقتصادية خاصة أن المرأة تساهم في هذه التنمية بشكل كبير دون أن تحظي بالحد الأدني من حقوقها. أوضحت أن النساء في أفريقيا يقمن بزراعة 70% من الطعام لكنهن محرومات من حق تملك الأراضي في كثير من دول القارة. وبالقياس علي ذلك في مختلف المجالات نجد أن المرأة الأفريقية تقدم إسهاماً كبيراً في تنمية القارة وتحقيق الرخاء لها دون أن تحصل علي أبسط حقوقها في التعليم والحماية الاجتماعية والتملك وإقامة المشروعات. وأكدت أن التحول المطلوب في أفريقيا علي مختلف الأصعدة لن يمكنه السير علي قدم واحدة بالاعتماد علي الرجال فقط ومن ثم فإن الأمر يتطلب وضع استراتيجية طويلة المدي لتمكين المرأة الأفريقية والاستثمار في قدراتها وأن وضع آليات لتنفيذ هذه الاستراتيجية أمر هام. فقد عملت بعض الدول الأفريقية مؤخراً علي تعديل التشريعات الخاصة بالمرأة لكن غياب آليات جادة للتنفيذ حال دون تحقيق التقدم المطلوب علي هذا الصعيد. أكدت مني ذو الفقار الشريك المؤسس لمكتب ذو الفقار وشركاه للمحاماة رئيس المجموعة المالية هيرميس أهمية القانون كأداة للتغيير خاصة في ظل وجود تقاليد ثقافية ذكورية وأن وجود قانون قوي يحقق المساواة بين الجنسين ويعاقب المخالفين ويعطي حوافز يساعد بشكل كبير علي تحقيق المساواة. قالت إنه لابد من وجود إرادة سياسية بجانب القانون تمكننا من كسر الثقافة الموجودة ومساعدة المرأة علي تقلد أعلي المناصب في مختلف الدول الأفريقية وأن الاقتصاد الرسمي يسهم في تمكين المرأة أكثر من القطاع غير الرسمي لأن النساء في القطاع غير الرسمي ليس لديهن أي تأمين صحي أو مساواة في الأجور. بينما أكدت فانيسا مونجار المديرة المعنية بشئون المجتمع المدني لدي بنك التنمية الأفريقية أن البنك يعمل من جانبه علي إيجاد أكثر من وسيلة لتمويل المشروعات التي تقودها النساء في أفريقيا وتعزيز الخدمات الائتمانية المقدمة لهن. قالت إن الدراسات الحديثة أوضحت وجود فجوة ضخمة في حجم التمويل المقدم للمشروعات التي يقودها الرجال والنساء في أفريقيا ووصلت هذه الفجوة إلي نحو 40% في قطاع الزراعة رغم الإسهام الكبير للمرأة الأفريقية في هذا القطاع وأن كثيراً من الأفريقيات لديهن مشروعات طموحة وناجحة يمكنها المساهمة بشكل فعال في النمو الاقتصادي في أفريقيا لكن عدم وجود التشريعات التي تضمن حصولهن علي الكثير من الحقوق يمنع إضفاء صفة الرسمية علي هذه المشروعات. أضافت أن المرأة العاملة في أفريقيا تنفق ما يقرب من 90% من داخلها علي أفراد أسرتها وتوفير حياة كريمة لهم وهو أمر جليل يتطلب من الحكومات والمنظمات الأفريقية العمل علي دعم المرأة بكل الوسائل المتاحة وتعديل التشريعات بما يضمن لها الحصول علي حقوقها وأن بنك التنمية الأفريقي قام بوضع برنامج التمويل المؤكد للنساء الذي يعمل علي 3 محاور الأول توفير التمويل للمرأة من البنوك أو عبر وسطاء تتعامل معهم البنوك لضمان حصول المرأة علي التمويل اللازم لمشروعها ويركز المحور الثاني علي دعم وتعزيز قدرات المرأة العاملة وسيدات الأعمال حتي يتمكن من لعب دور كبير في التنمية الاقتصادية للقارة فيما يركز المحور الثالث علي مناقشة السياسات والتشريعات المتعلقة بالمرأة وتعديلها بما يضمن تمكين المرأة علي النحو المطلوب.. مشيرة إلي أن الاستثمار في المرأة الأفريقية هو استثمار في مستقبل القارة فأفريقيا لا يمكن أن تحلق عالياً بجناح واحد.