أب يقتل أطفاله.. أم تحرق ابناءها.. مواطن يذبح جاره.. عامل يقتل عجوزاً.. عاطل يقتلها سائقاً.. بلطجي ينهي حياة جزمجي.. ملثم يذبح موظفاً.. سائق توك توك يخطف طفلة ويغتصبها ثم يقلتها.. أب يفصل رأس أولاده وزوجته.. تحرش ينتهي بقتل.. زوجان يعرضان طفلهما للبيع.. ظواهر خطيرة وجرائم وحشية في مجتمعنا اليوم لم نسمع عنها من قبل ولعل أخطر ما في هذه الظواهر انها تتسع كل يوم ويزداد عدد الضحايا والقضية تحتاج لمواجهة شاملة من الأجهزة الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والبيئية والاعلامية. من هنا يثور سؤال مهم... ما الأسباب التي أدت لانتشار هذه الجرائم المأساوية في مجتمعنا الآن؟!. اعتقد أن أهم الأسباب: أولاً ما شهدته الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية من متغيرات شملت متطلبات الحياة والسلوكيات وغياب الالتزام بالقيم الدينية والاخلاقية وكذلك صعوبة الحياة المعيشية نتيجة ضغوط نفسية يترتب عليها فقدان البعض للتوازن العقلي. ثانياً المخدرات: دعونا نعترف أن دمار أي دولة يبدأ من تدمير شبابها حتي تموت العقول ومن بعدها الأجساد. الدول المتقدمة تستورد وتصدر التكنولوجيا.. والدول النامية دائماً مستهدفة لأن الدول المصدرة للمخدرات لا ترغب في أن تستفيق العقول لتظل الشعوب في حالة سكون. وبالتالي فإن خطر الإدمان مثل خطر الإرهاب. ثالثا انتشار أفلام العنف ومسلسلات القتل والبلطجة وراء هذه الجرائم. إن عشرات والمسلسلات الهدامة التي اقتحمت البيوت دون استئذان وأغرقتهم في بحار من الدم حتي جعلت قضايا القتل شيئاً عادياً فكيف نبني إنساناً طبيعياً أمام هذه النماذج. وهناك عشرات الأفلام التي نشرت الرعب والخوف بين الناس واخرجت لنا أجيالاً من حملة السيوف ومهدت الشارع لكل انواع العنف. لهذا لم يكن غريباً أن تنتشر هذه الأنواع من الجرائم في أكثر من مكان ابتداء بالاحياء الفاخرة وانتهاء بالعشوائيات إنها حروب العصر.