15 مليون معاق يمثلون ما يزيد علي 35 مليون أسرة. أي ثلث الأسر المصرية التي تحيا علي أرض مصر.. لسنوات طويلة ظلت هذه الفئة مهمشة. تعيش بعيداً عن المجتمع. فالبيت الذي به "معاق" كان يحرص علي أن يخفيه عن الآخرين. فيقضي عمره بين جدران باردة لا يملك حق أن يعيش الحياة. ذرا للرماد في العيون كانت تلجأ الحكومات السابقة لإصدار قرارات بين الحين والآخر. لكنها لا تنفذ. وأهمها نسبة ال5% التي لم يحصل عليها المعاقون علي مدي أكثر من ثلاثين عاماً. وكانت خطط الدولة تتم بمعزل عن هذه الفئات حتي سبقتنا دول العالم كله. ومنها الدول العربية في العناية بهذه الفئات. وجعل المجتمع بيئة صديقة لهم. حتي جاء عام 2018 فأعلن الرئيس أنه سيكون "عام المعاقين" وتوقعنا أن يكون شعاراً ولم يصدق المعاقون أنفسهم ما أعلن. لكن بعد شهور قليلة صدر أول قانون للمعاقين في مصر. ويضم الأقزام وبعدها بأيام صدر قرار تشغيل ما يقرب من 4 آلاف من الأقزام. وأعلنت وزارة التربية والتعليم عن "الدمج" في المدارس والجامعات. وفتح كثير من الكليات لأول مرة أمام أنواع متعددة من الإعاقة. أكد الرئيس السيسي علي تفعيل نسبة ال5% في الشركات وقطاع الأعمال. ومنحهم حق الجمع بين المرتب والمعاش وخفَّض لهم ساعات العمل. وخصص 5% من الوحدات السكنية. .. وتأتي المفاجأة بتعيين 7 نواب من ذوي الإعاقة لأول مرة في تاريخ مجلسنا النيابي مع الإعفاء الضريبي والجمركي لسياراتهم أياً كان نوع الإعاقة. ومن أجل مجتمع صديق للمعاق. كان قرار مسئولي المرافق العامة بتجهيز كل المباني الجديدة ومحطات المترو. ليستخدمها المعاق بيسر وسهولة. .. واليوم وبعد أن قارب عام 2018 علي الرحيل. أصبح لكل معاق الحق في معاش "كرامة وتكافل" وأن يستخدم وسائل المواصلات بتخفيضات تتراوح بين 50 - 75%. تم تخصيص 5% من الإسكان الاجتماعي لهم و10% من الأماكن في المدن الجامعية. وأول أمس حين أصر الرئيس أن يكون حاضراً في افتتاح الملتقي العربي لذوي الاحتياجات الخاصة.. وقف بينهم يشعل الأمل فيهم بروح الأب والقائد الرحيم. ويعد بمزيد من الرعاية والاهتمام. فبعد اليوم لن يصبح ذوي الاحتياجات الخاصة كما مهملاً. بل جزءاً من هذا المجتمع. قادرا علي العطاء.. ولكن باختلاف.