نجحت مصر خلال الفترة الماضية من عمل شبكة طرق حديثة ومتطورة ساهمت بشكل واضح في الحد من نزيف الأسفلت الذي لا يزال مستمراً وتواصل حوادث الطرق تحصد أرواح الآلاف في مصر.. المشكلة الرئيسية في حوادث الطرق تعود في المقام الأول لرعونة وإهمال السائقين وخاصة الذين يقودون سيارات النقل ويتسببون في كوارث حقيقية تودي بحياة الأبرياء. لاشك أن أعداد المصابين والمتوفين من حوادث الطرق تراجعت حيث كشفت آخر احصائيات مركز الإحصاء أن عام 2017 شهد تراجعاً في أعداد المتوفين لتصل لحوالي 3700 ضحية وأكثر من 14 ألف مصاب فيما كانت الأرقام في عام 2016 أكثر من 5 آلاف متوفي وحوالي 18 ألف مصاب.. الأرقام تكشف أننا نسير علي الطريق الصحيح وأن هذا التراجع يجب أن يستمر ويتضاعف لكي نوقف هذا النزيف. أكثر من 11 ألف حادثة وقعت خلال عام 2017 في حين شهد عام 2016 أكثر من 14 ألف حادثة.. أكثر من 70% من هذه الحوادث كان بسبب رعونة السائقين وسلوكياتهم غير المسئولة خاصة سيارات النقل التي تحصد أرواح العشرات في معظم حوادثها.. معظم سائقي النقل الثقيل ينقصهم الوعي ويسيطر عليهم الاستهتار والإهمال ويتفننون في طرق التحايل علي القانون. تعتبر مصر من أكثر الدول التي تعاني من حوادث الطرق وبدأت في تطبيق الكثير من الإجراءات للحد من ذلك ولكن يجب تكثيف الإجراءات وتطبيق القانون بكل حزم وحسم للضرب بأيد من حديد علي السائقين المستهترين وتشديد الرقابة علي الطرق خاصة السريعة.. لا أحد ينكر المجهود الكبير الذي يقوم به رجال المرور في كافة المحاور المرورية والطرق داخل المدن وخارجها وهذا المجهود ساعد بالفعل في تقليل أعداد الحوادث ويجب أن يواصلوا تشديد الإجراءات وزيادة المراقبة في ظل قانون المرور الجديد الذي يحتوي علي عقوبات رادعة تعتمد علي نظام النقاط ويمنع تكرار المخالفات والكثير من العقوبات التي ستخفض أعداد الضحايا بشكل حقيقي وأيضاً الاعتماد علي التكنولوجيا الحديثة في مراقبة كافة الطرق والمحاور الرئيسية. المسئولية تقع علي عاتق الجميع مواطنين وإعلام ورجال المرور.. كل الدول المتقدمة استطاعت التغلب علي هذه المشكلة بقوانين صارمة ومراقبة إلكترونية لا تنقطع لكافة الطرق.. لا بديل عن تضافر الجهود لكي نوقف هذا النزيف وعلي جميع وسائل الإعلام بالتعاون مع رجال المرور بتكثيف برامج توعية المواطنين بالسلوكيات الصحيحة للقيادة والإرشادات العامة التي تمنع الكثير من الحوادث بالإضافة إلي التوعية بعقوبات قانون المرور الجديد والذي يحمل بنوداً صارمة قد تمنع من القيادة مدي الحياة إذا تكررت المخالفات.. ويبقي الحل في التطبيق الصارم للقانون والالتزام بتعليماته ومساعدة رجال المرور والتعاون معهم لتنفيذ مهمتهم خاصة أن "القيادة أدب وفن وذوق" وإذا تمسك السائقون بهذا المبدأ فسنواصل التقدم علي الطريق الصحيح ووضع حد لنزيف الأسفلت وبناء مصر الحديثة التي تحتاج لجهود كل أبنائها.