أتمني ألا تطعن د.غادة والي وزيرة الشئون الاجتماعية علي قرار المحكمة الادارية بحق أصحاب المعاشات في 80% من خمس علاوات دورية لأسباب كثيرة. أولها الحالة التي يعيشها أصحاب المعاشات بعد أن تدهور دخلهم وزادت أعباءهم من علاج وغلاء وأشياء أخري كثيرة تعرفها وزيرة الغلابة جيدا. تعرف الوزيرة أن عددهم يزيد علي 9 ملايين أسرة يعيش معظمهم تحت خط الفقر رغم انهم أدوا دورهم كما يجب في عملهم وأعطوا الوطن زهرة شبابهم ولم يمدوا أيديهم لحرام وإلا كانوا الآن في حالة استغناء عن جنيهات العلاوات المتأخرة. أتمني أن تتذكر د.غادة والي أنهم نفس الأباء والأمهات الذين زحفوا رغم مرضهم وعجزهم للجان الانتخابات. حشدوا الابن والحفيد لأنهم شعروا أن عليهم مسئولية تجاه مصر فلم يتأخروا ثم في النهاية هذا حقهم ولن يرضي الله عن أي اجراء يتبعه رفض تنفيذ الحكم أو اللجوء للمحكمة الادارية العليا للتسويف والتأجيل لأنها ستحكم بالتأكيد بأحقيتهم فلماذا تعذب آباء وأمهات بلغوا من الكبر عتيا ولماذا نصر علي أن يختموا حياتهم وهم عاجزون.. يمدون أيديهم وربما لا يجدون قوت يومهم أو نفقات علاجهم!! لن أتحدث عن أموال التأمينات الضائعة والتي تقدر بالمليارات.. ولن أحمل وزيرة التضامن مسئولية ضياعها ولكنها بحكم منصبها مسئولة عنها أدبيا لكن سأذكر الوزيرة بما قاله أصحاب المعاشات بعد الحكم الصادر لهم وبعد سنوات من المعاناة أصحاب المعاشات قالوا إنهم مستعدون للتفاوض.. هل أدركت وزيرة الغلابة إلي أي مدي هم وطنيون ويستحقون أن تقف بجوارهم؟ وضعوا في اعتبارهم الظروف الاقتصادية ورفضوا توريط الدولة في مليارات كثيرة دفعة واحدة. آباؤنا وأمهاتنا من أصحاب المعاشات لا يتعنتون لانهم لا يريدون الهدم والخراب بل لانهم في حاجة حقيقية وهم مستعدون للتفاوض فعليا ان نخفض لهم جناح الذل من الرحمة كما قال الله في كتابه العزيز.. لا نريد أن تشعر فئة كبيرة من المجتمع بالغبن أو أنها خارج الحسابات خاصة إذا كانوا من كبار السن ولا نريد أن نراهم يقفون في الشمس علي الأرصفة رغم مرضهم وعجزهم عندما تضيق الدنيا عليهم. أصحاب المعاشات لهم حق علينا جميعا.. حق الحماية والرعاية والشكر والانصاف والرحمة فالرحماء يرحمهم الله.