"يتشالوا من فوق وش الأرض بكل قوة وعنف.. يا محمد".. عبارة قالها الرئيس لرئيس الأركان الفريق محمد فريد الأحد الماضي خلال افتتاح مقر قيادة شرق القناة لمكافحة الإرهاب وللاطمئنان علي جاهزية واستعداد جنودنا البواسل لتنفيذ كافة المهام القتالية.. فماذا تعني؟ تعني ان الدولة "مش بتهزر" هذه المرة وانه لابد من دحر الإرهابيين والقضاء عليهم قضاء مبرما خلال الفترة التي تم تحديدها لعملية سيناء 2018 الشاملة وتطهيرها بالكامل حتي ولو كانوا في الجحور. لذا طالب رئيس الأركان بمد المهلة لأكثر من ثلاثة شهور لوعورة بعض المناطق شمال ووسط سيناء حيث يختبيء فيها الجرذان معتقدين ان أيادي رجالنا لن تصلهم ولكن خاب ظنهم بدليل الخسائر الفادحة التي يتكبدونها يوميا وأفقدتهم توازنهم وجعلتهم في حالة ذعر بعد حصارهم من كل جانب. الأمر الذي لم يمكنهم حتي من النجاة والهرب بسبب كثرة القصف الجوي والبري وهذا أيضا مدي الجاهزية والاحترافية لقواتنا في كيفية خوض حروب ضد عدو لا يراه كاللهو الخفي وهي أصعب بكثير من الحروب المنظمة بين الجيوش. وفي استجابة سريعة لدعوة السيسي المواطنين ورجال الأعمال بالتبرع لتنمية أرض الفيروز اطلق صندوق تحيا مصر مبادرة تنموية جديدة تتعلق بتنمية سيناء باسم "سيناء غالية علينا" وبادر بفتح حساب لتلقي التبرعات والمساهمات لمن يريد باعتباره الوعاء القائم بالفعل والذي يمكن من خلاله تقديم المساعدة في تمويل المشروعات بشكل عام وخصص الرقم 037037 لهذا الغرض القومي النبيل.. فهل من مجيب؟! أعتقد ان هناك الكثير من الغيورين والعاشقين لهذا الوطن سيبادرون بالتبرع دون تردد وفرع قناة السويس الجديد خير دليل وهو ليس ببعيد ولكن لأن الظروف المعيشية صعبة ولأن ما يمكن ان يدخل الصندوق من المواطنين لن يفي بالغرض خاصة ان المبلغ المطلوب وفق تصريح الرجل حوالي 275 مليار جنيه وهو رقم ضخم فالأمر يستلزم معه تكاتف الجميع خاصة رجال الأعمال.. والحقيقة دورهم ليس علي المستوي المطلوب. فلم نسمع عن رجال أعمال تبرع بمبلغ كبير رغم ان تعدادهم بمئات الألوف ولو تبرع كل واحد منهم مثلا بعشرة ملايين كحد أدني فمن الممكن تدبير هذا المبلغ. وممكن ألا يكون التبرع بالأموال وإنما ممكن ان يكون في صورة لوجستية كالمشاركة في البناء بالمعدات والخامات وغير ذلك. نعود ثانية إلي ما دار خلال الافتتاح والأقوال المرسلة للرئيس والتي تعد بمثابة رسائل يريد توصيلها للعدو وللحبيب وأهمها والذي من أجله هذا المقال هو عدم الخوف علي سيناء. وأن ما يتم تداوله بين النشطاء عن صفقة القرن وان سيناء ضمن هذه الصفقة حيث سيتم اقتطاع 740 كيلو بامتداد الساحل الموازي لغزة لإقامة دولة فلسطينية علي 1140 كيلو علي اعتبار ان مساحة مخطط يتم طهيه في قدور صهيوأمريكية باقتطاع نصف سيناء أي حوالي 31 ألف كيلو لإقامة دولة فلسطينية وترك أرض الميعاد الأم للصهاينة وذلك مقابل 700 مليار دولار من جيب دول الخليج دون تكليف أمريكا دولارا واحدا وفقد هذيان ترامب. المهم كلام السيسي يخرس الألسنة ولطمة علي وجه المشككين والمروجين للشائعات التي يسقط في فخاخها بعض السذج والمسطحين فكريا ويتعاطونها في نواديهم ومسامراتهم دون وعي لأن أغلب هذه الشائعات تكون مدسوسة ومخابراتية هدفها جس النبض وإشاعة الفوضي والبلبلة. ولكن اصرار الدولة علي تنمية سيناء ووضع جدول حتي 2022 بقطع الطريق أمام المشككين ويؤكد ان سيناء أرض مصرية لا يمكن التنازل عنها ولو بالدم.. وان مخطط تبادل الأراضي وهم وصفقة القرن خرافة.