القضية الفلسطينية.. قضية العرب الاولي منذ عام 1948.. ومنذ هذا التاريخ وحتي الآن تحمل مصر علي عاتقها لدورها القيادي في المنطقة وما تمثله من ثقل عالمي سبل حلها العادل بشتي الطرق بما يضمن حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته وعاصمتها القدس والعيش بسلام. ارتباط مصر بقضية فلسطين هو ارتباط دائم ثابت تمليه اعتبارات الأمن القومي المصري وروابط الجغرافيا والتاريخ والدم والقومية مع شعب فلسطين. لذلك لم يكن الموقف المصري من قضية فلسطين في أي مرحلة يخضع لحسابات مصالح شخصية. ولم يكن أبداً ورقة لمساومات اقليمية أو دولية. زعماء مصر وعبر أكثر من نصف قرن. منذ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والملك فاروق. ووصولا للرئيس عبدالفتاح السيسي لم يدخروا جهدا في حصول الشعب الفلسطيني علي كامل حقوقه. وتهدئة الأوضاع للوصول الي حلول شاملة وعادلة. واعتبار هذه القضية جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري. في 28 مايو 1946جتمع ملوك ورؤساء وممثلو 7 دول عربية في أنشاص للتباحث في قضية فلسطين ومواجهة هجرة اليهود للاراضي الفلسطينية وفقًا لميثاق جامعة الدول العربية. كما اعلن الملك فاروق عن مشاركة الجيش المصري في حرب 1948 لادراكه ان الرأي العام المصري والعربي لدية رغبة في الاسهام في انقاذ فلسطين. الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وضع القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماته لذا كانت دعوته لعقد مؤتمر الخرطوم الذي رفع فيه شعار "لا اعتراف. لا صلح. لا تفاوض" مع اسرائيل. والذي سمي بمؤتمر "اللاءات الثلاث" كما كان لمصر بقيادة عبدالناصر دور كبير في توحيد الصف الفلسطيني من خلال اقتراح انشاء منظمة التحرير الفلسطينية. كما ساندت مصر في القمة العربية الثانية التي عقدت في اسكندرية يوم الخامس من سبتمبر 1964 قرار المنظمة بانشاء جيش للتحرير الفلسطيني. وفي عام 1969. أشرف عبد الناصر علي توقيع اتفاقية القاهرة تدعيماً للثورة الفلسطينية. واستمر دفاعه عن القضية الي أن توفي عام 1970. أما الرئيس الراحل انور السادات فكانت نظرته ثاقبة في تقدير العلاقات العربية مع اسرائيل لذا اطلق عليه بطل الحرب والسلام بين المثقفين المصريين حيث خاضت مصر حرب أكتوبر بقيادته والتي توجت بالنصر فرفع شعار "النصر والسلام" . ولا يمكن ان نتجاهل مطالبات السادات بحقوق الشعب الفلسطيني خلال خطابه الشهير في الكنيست الاسرائيلي مطالبا بالعودة الي حدود ماقبل 1967. وخلال مؤتمر القمة العربي السابع الذي عقد 29نوفمبر 1973 في الجزائر اقر المؤتمر شرطين للسلام مع اسرائيل هما انسحاب اسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس. وفي أكتوبر عام 1975 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراها رقم "3375" بدعوة منظمة التحرير الفلسطينية للاشتراك في جميع المؤتمرات المتعلقة بالشرق الأوسط بناءً علي طلب تقدمت به مصر. خلال فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك شهدت القضية الفسيطينية تطورات كثيرة وحادة لذلك تطورت مواقف وادوار مصر لتحقيق الاستقرار في هذه المنطقة الملتهبة من حدود مصر الشرقية. وكانت البداية مع سحب السفير المصري من اسرائيل بعد وقوع مجزرة صبرا وشاتيلا 1982. وفي عام 1989 طرح مبارك خطته للسلام حيث تضمنت ضرورة حل القضية الفلسطينية طبقاً لقرار مجلس الأمن. ومبدأ الأرض مقابل السلام. مع وقف الاستيطان الاسرائيلي. وفي سبتمبر عام 1993 شارك الرئيس الأسبق في توقيع اتفاق أوسلو الخاص بحق الفلسطينيين في الحكم الذاتي. وفي 2003 أيدت مصر وثيقة "جنيف" بين الاسرائيليين والفلسطينيين باعتبارها نموذج سلام لتهدئة الأوضاع في المنطقة. في عام 2010 عندما تجدد القصف الاسرائيلي علي قطاع غزة استمرت القيادة المصرية في دعم الشعب الفلسطيني. بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي ظلت القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لمصر وبذلت القاهرة العديد من الجهود لوقف اطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء الأبرياء. وتأكيدا لدور مصر الثابت عبر التاريخ في دعم الفلسطينيين. وجدنا الرئيس عبدالفتاح السيسي يعلن خلال لقاءاته مع المسئولين الفلسطنيين وعلي رأسهم الرئيس محمود عباس وقوفه مع الشعب الفلسطيني. وأكد علي أن مصر ستواصل مساعيها الدؤوبة لاقامة دولة فلسطينية علي حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وعد بالعمل علي التوصل الي تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية لتحقيق استقرار المنطقة. شدد علي ضرورة الحفاظ علي الثوابت العربية الخاصة بالقضية الفلسطينية. رغم نجاح القيادة المصرية في تحقيق المصالحة بين فتح وحماس بعد غياب طويل. الا ان البعض حاول المزايدة علي دور مصر واتهمها بأكاذيب لا أساس لها من الصحة وهو ما يؤكده مشروع القرار المصري الذي تقدمت به القاهرة أمام مجلس الأمن حول نقل السفارة الفلسطينية للقدس المحتلة والذي لم تجد أمريكا سبيلا من مواجهته الا عن طريق استخدام حق النقض "الفيتو". هذه الاكاذيب التي تروج لها جماعات الظلام الارهابية مثل داعش والاخوان بعد هزيمة مشروعهم في العراقسوريا وليبيا ومصر. لن تجد صدي لدي المواطن الذي يستطيع أن يقرأ الحقائق التي لا يغفلها التاريخ.