* ساعات ويهل شهر الخير والبركات.. وبدأت نفحات رمضان تهل علينا.. فهل يكون رمضان شهراً لبداية عودة الروح للمصريين؟! لماذا رمضان؟!.. ولماذا عودة الروح؟!! رمضان هو شهر الخير والبركات والقرب من الله والعودة لله.. هو شهر الصوم وفيه السباق الإيماني للاستغفار والتوبة والعمل الصالح.. في رمضان تظهر الروح المصرية الحقيقية من شهامة وحب وصدق وإيمان فطري وقوة إنسانية.. ورمضان مظهر حقيقي لمصر الإسلام ومصر الوحدة الوطنية. حيث يتعانق الهلال والصليب في احتفالات المصريين بالشهر الكريم. وفي رمضان مصر بالذات تظهر البهجة والفرحة بعبادة رائعة هي لله وهو الذي يحاسب عليها وحده. فتجد الفرحة المصرية والمظاهر المصرية بالشهر الكريم دلالة علي رمضان وعلامة قوية علي الروح المصرية. وفي رمضان كان انتصار أكتوبر "عام 1973" الذي أعاد لمصر وللعرب الروح. وكسر الهزيمة وتحقق النصر واستعاد العرب مجدهم وشرفهم. وفي رمضان هذا العام تحديداً تتوافق انطلاقة السنة الرابعة في حكم الرئيس السيسي.. وهي علامة فارقة في تاريخ مصر بعد ثورة 30 يونيه 2013. حيث يبدأ حصاد أو ختام المشروعات الكبري التي بدأها الرئيس السيسي منذ 3 سنوات. وتأتي السنة الرابعة مع إعلان نجاح تلك المشروعات إن شاء الله. شهر رمضان بالنسبة لمصر والمصريين له رونقه وروحه وأحاسيسه. ومظاهره التي ترتبط مع كل مرحلة بمظاهر جديدة لكنها في المحصلة تؤكد علي وسطية الإسلام وبهجته وجماله وكماله.. وأن الروح المصرية الحقيقية هي روح تتفق مع كمال وجمال الدين ومظاهره وعباداته. لماذا عودة الروح؟! لا يستطيع أحد أن ينكر أن الروح المصرية والشخصية المصرية قد تغيرت.. أو لنقُل غابت. ولن تعود مصر الحقيقية إلا بعودة الروح المصرية.. قد تعود مصر اقتصادياً بالمشروعات.. وقد تنجح سياسياً في إثبات مكانتها كقوة إقليمية.. وقد تنجح في أكثر من مجال.. لكن كل النجاحات لا يمكن أن تكتمل إلا بعودة الروح المصرية. تتغير المظاهر من زمن لآخر.. لكن الروح لا تتغير.. وفجأة نجحت محاولات التأثير علي الشخصية المصرية والروح المصرية.. قد تكون مؤامرة. لكن المؤكد حتي لو كانت مؤامرة. أننا ساعدناها علي ذلك.. وبحثنا داخلنا عن الأسوأ لنبرزه. الأنانية.. وشعار أنا ومن بعدي الطوفان.. أنا مصلحتي فقط هي الأساس.. أنا وفقط.. كلها شعارات أصبحت تعبيراً عن روح مصرية كنا قد نجحنا منذ زمن الفراعنة في طردها.. لكنها تعود حتي أصبحت علامة مسجلة في تصرفات البعض.. وتطور الأمر وأصبحت الأنانية هي المحرك الرئيسي للبعض. حتي لو علي حساب المصلحة العامة. بل والمصلحة الوطنية. وهنا تأتي أهمية رمضان. حيث تعود الروح الرمضانية وهي جزء من الروح المصرية من حب الخير والعودة إلي الله والصدقة بكل مظاهرها. والتراحم والتكافل الاجتماعي.. فيتخلي المرء عن أنانيته ويعود إلي الله بفعل الخير. في رمضان نصوم عن الأكل والشرب والسيئات وأعمال الشر تقرباً إلي الله.. وهي فرصة لعودة الروح المصرية الحقيقية الداعية للخير. الناهية عن المنكر. المؤمنة بالله.. التائبة عن كل شر. المستغفرة عن كل ذنب.. ففي الاستغفار والتوبة عودة وإنابة وقرب من الله. فتصفي النفس وتعلو الروح.. وتعود الروح المصرية الأصيلة. في رمضان نستمع لأهل الذكر دينياً.. طبياً.. اجتماعياً.. ونتخلي بعض الشيء عن العادة الجديدة التي أصابت الروح المصرية وهي "الفُتيا في كل شيء". فقد أصبح كل منا خبيراً في الدين والصحة والرياضة والسياسة والاقتصاد.. وكل شيء.. وهي تعبير عن روح لم تكن فينا من قبل وسيطرت علي أرواحنا في نهاية التسعينيات من القرن الماضي. وأصبحت داءً حقيقياً بعد ثورة .2011 رمضان شهر الخير والبركات.. شهر العبادة والقرآن.. شهر نقترب فيه من الله بكل ما نستطيع.. فنبتعد عن الشياطين. أقصد شياطين الإنس والجن. قدر ما نستطيع.. فالمرء علي دين خليله.. وهذا ما أصابنا وأصاب أرواحنا من ضرر بليغ. الروح المصرية الأصيلة هي روح العائلة والأسرة. بلا عنصرية زائدة. وبلا تمييز. كلنا كان مرتبطاً بأسرته الصغيرة.. وعائلته الكبيرة.. وعائلته الأكبر.. وموطن مولده.. ومكان معيشته.. ومكان عمله.. وبالتالي مرتبط بوطنه. وعلم وطنه. وكل شيء يرتبط بالوطن.. ولكن هذه الروح تغيرت. فلم يعد مهماً أمام البعض إلا نفسه لكن في رمضان يقترب الإنسان من ربه وبالتالي يقترب في كل احساس جميل يربطه بدينه ووطنه.. ودنياه الخاصة والعامة.. فتكون روحه الأصيلة قد عادت.. وتلك هي الروح المصرية. لقد تغيرنا كثيراً في السنوات الأخيرة.. لا نجتمع علي مائدة طعام.. وإذا اجتمعنا فلكل منا عالمه الخاص مع تليفونه المحمول والوسائط الاجتماعية علي الإنترنت.. وإذا تحدثنا مع بعضنا البعض فالمصلحة الذاتية هي الأهم.. لكن في رمضان يكون وقت الصلاة الجماعة ووقت الافطار والسحور وبعض العادات الرمضانية فرصة للهروب من العادات الشعبية وعودة الروح. رمضان فرصة لكن نحاسب أنفسنا أولاً بأول.. فرصة للتوبة والاستغفار فقد فات منا الكثير وأخطأ كل منا كثيراً ونسينا أو تناسينا أن باب التوبة مفتوح وأن الله جل وعلا يتنزل إلي السماء ليتوب علي التائبين ويقبل استغفار المستغفرين ويستجيب لدعوة الداعين..؟! ألهتنا الدنيا وأمورنا الخاصة عن العمل لوجه الله بل عن العمل الذي نحصل منه علي مرتباتنا.. بل ويستحل البعض مرتبه دون عمل.. وأحياناً وهو لا يذهب إلي عمله. الكل ينتظر حقه أو ما يعتقد أنه حقه ويتجاهل ويتناسي واجبه في حين أنه في رمضان يحاول أن يؤدي واجبه في العبادات من صوم وصلاة وزكاة فطر متجاهلاً أن هناك حقوقاً أخري أهمها حق أهله عليه وحق الوطن.. وعمله وانتاجه. الروح المصرية التي نتمني أن تتغير هي روح اتكالية.. ساكنة سلباً. لا تنتج.. وبرغم أن في داخل كل منا طاقة إيجابية رائعة.. وعناصر قوة انتاجية مميزة.. وقدرات ابداعية خاصة جداً لدي كل فرد علي حدة.. إلا أننا لم نعد نهتم بإبراز تلك الطاقات والعناصر والابداعات.. يكفي أن أعرف ذلك لنفسي وبنفسي.. لا أن أفيد المجتمع. الانتاج هو العنصر الوحيد الذي سيغير خريطة مصر الآن وفي المستقبل.. ومع ذلك لم نعد نهتم.. كل ما يهمنا هو الاستهلاك وأن نجد ما نريد.. لا أن ننتج ما نحتاج. الروح المصرية كانت ولآلاف السنين روح منتجة متميزة وبالعطاء.. لذلك تجد هذه الروح واضحة بشكل كبير في الجيش المصري لأنه منضبط ويسير وفق نظام وبرنامج واضح ومحدد ولديه إرادة ومتابعة.. وهذا ما ينقصنا في المحافل العامة.. والأهم أن نستعيد الروح المصرية الأصيلة التي غابت. رمضان يهل علينا بعد ساعات وكل عام وأنتم بخير.. والفرصة سانحة لأن نستعيد روحنا التي غابت.. المهم أن تكون لدينا النية الصادقة.. أمام الله.. تكون لدينا نية العطاء والانتاج.. نية الحب والمحبة والمشاركة والتكافل والتراحم. تعالوا نرفع أكف الضراعة لله الواحد الأحد بأن يجعل نيتنا في صوم رمضان نية خير متكامل فيكون رمضان كما كان شهراً مصرياً إيمانياً يغير أرواحنا ويبدلها إلي الأفضل وتعود الروح المصرية مع كل لحظة إيمان صادق مع الله. وكل عام وأنتم بخير. همس الروح .. الحب.. أفضل نتاج لشهر الخير. .. بالحب نعطي ونتصدق ونبذل الخير وبالحب ننتظر عطاء الله. .. رمضان ليس شهراً للعذاب وعدم الأكل والشرب.. بل شهر للبهجة والفرحة وطاعة الله.