بالأمس القريب تم الاحتفال باليوم العالمي لحماية المستهلك وهذه مصادفة ومناسبة تتطلب من القائمين علي شئون حماية المستهلك وقفة في وجه الجشع والاستغلال الذي ألهب الأسعار في هذه الفترة التي شهدت تحرير سعر الصرف .. كل الأطراف تترقب مدي تحرك جهاز حماية المستهلك لأداء دوره في تهيئة الأجواء التي تساعد المستهلك في الحصول علي السلعة التي يريدها دون مغالاة أو تلاعب في الأسعار. الساحة مليئة بألاعيب التجار وجشع الكبار في تحقيق أرباح علي حساب المواطنين البسطاء خاصة أننا مقبلون علي فترة تثير لعاب المتلاعبين ومحتكري السلع بالأسواق .. هذه الفترة التي تسبق أيام شهر رمضان المبارك تتطلب قيام جهاز حماية المستهلك بدوره الفعال وضرورة النزول إلي الأسواق ومراقبة مختلف السلع الاستراتيجية وغيرها من التي لايستغني عنها أي بيت ولعله لايغيب عن جهاز تم إنشاؤه لأداء دور يحقق الاستقرار والوقوف بشدة في وجه جنون الأسعار والضرب علي أيدي كل من يتلاعب أو يتحايل لاستغلال بسطاء شعبنا الذين يدفعون دائما الثمن من هذا الغلاء المبالغ فيه. حركة الأسواق في هذه الفترة التي تسبق هذا الشهر الكريم تتطلب اليقظة والتحرك علي كافة الأصعدة التي تحقق استقراراً حقيقياً للأسعار وضمانا لحصول المستهلك علي السلع التي يريدها دون استغلال أو جشع أو احتكار وأن يتحول الاحتفال باليوم العالمي لهذا الجهاز إلي حركة فاعلة تضبط الأسواق وتعيد الثقة للمواطنين في أدائه .. البسطاء ينتظرون تطبيقا صارما للقانون علي أي مخالف أو متلاعب بالأسعار .. الرقابة الصارمة علي الأسواق تعتبر أولي الخطوات وأهمها لإعادة الانضباط والقضاء علي الاحتكار والجشع ووقف المتلاعبين والمتحايلين علي القانون وضرب حركة الأسواق بصورة تثير الاستياء في وقت يتطلب تضافر الجهود لوضع نهاية لاستغلال المستهلك. الأسواق في هذه الفترة وما سبقها من فترات أخري شهدت انفلاتا وتجاوزا واحتكارا وغيابا لدور الرقابة التي ساهمت في سيطرة المحتكرين علي الأسواق.. فهذا المحتكر يخزن السلع ويخفيها لبيعها في السوق السوداء وذاك يطرح سلعا رديئة ومخالفة للمواصفات وكم كانت كميات الأغذية الفاسدة التي ضبطتها الحملات الأمنية وازاحت الستار عن الكثير من هذه الجرائم التي أصابت حركة الأسواق وألهبت جيوب البسطاء .. الصورة التي تشهدها الأسواق لاترضي أحدا والأمر يتطلب وقفة حازمة وضرورة قيام الأجهزة المسئولة عن الاستيراد بدورها في مراقبة السلع والتأكد من جودتها خاصة اللحوم والدواجن التي يتم استيرادها وطرحها في الأسواق وضرورة فحصها في المنبع قبل وصولها إلي البلاد .. نريد عملا جادا يسبق أيام الشهر الكريم حتي لا يفاجأ المستهلك البسيط بأزمات جديدة .. الأيام القادمة سوف تكشف مدي قيام هذا الجهاز بدوره علي أعلي مستوي لضبط الأسعار والأسواق.