اتيحت لي الفرصة الاسبوع الماضي لقضاء أجازة سريعة مع الاولاد في مدينة التراث أو عاصمة التراث العالمي الأقصر أو طيبة الطيبة. وعلي قدر سعادتي بوجودي بين الأهل والأصدقاء كان حزني للاسف لما وصل إليه الحال بهذه المدينة العريقة من انتشار للفوضي والقمامة في كل ربوع المدينة حتي الشوارع والميادين الرئيسية لم تنج من الأهمال و "الزبالة". أعلم أن الوضع تغير كثيراً في هذه المحافظة المهمة في أعقاب 25 يناير 2011 وبعد رحيل المحافظ والرجل القوي سمير فرج الذي ترك فراغاً كبيراً يصعب تعويضه بشهادة جميع أبناء الأقصر حتي الذين كانوا علي خلاف مع الرجل اثناء تواجده علي رأس قيادة المحافظة. ومع تولي المحافظ الحالي الشاب "بلدياتي" د. محمد بدر تحسنت الأمور بعض الشيء ومازال يحاول اعادة الأقصر إلي بهائها المفقود منذ 6 سنوات ولكن يبدو أن الظروف صعبة والمعوقات كثيرة. منذ أسابيع قليلة دار حوار بيني وبين اللواء دكتور سمير فرج عن الأقصر وحالها المؤسف خلال السنوات الخمس الماضية. ففاجأني بأن محافظها الحالي مجتهد وصاحب رؤية ولكنه يحتاج إلي دعم من الدولة ومن ابناء الأقصر أنفسهم حتي يمكنه عبور هذه المرحلة الصعبة خاصة مع توقعات بعودة حركة السياحة إلي المدينة بقدر معقول هذا العام. * المؤكد أننا نعلم جميعاً ان الظروف الاقتصادية التي تمر بها الدولة بصفة عامة والمحافظات السياحية علي وجه الخصوص تؤثر كثيراً علي مستوي الخدمات والمشروعات التي تنفذ بهذه المحافظات. ومع ذلك فإنني أرفض تماماً مشاهد تراكم القمامة في شوارع أهم مدينة للتراث في العالم وانتشار الفوضي فيها خاصة في ظل عودة الحركة السياحية بشكل معقول سواء بالنسبة للسياحة الداخلية خلال أجازة منتصف العام أو السياحة الخارجية التي لاحظتها بشكل ملفت خلال أيام الزيارة الثلاثة بالمدينة. ومن هذا المنطلق أرجو من المحافظ المهذب د. محمد بدر الا يغضب من كلامي وأن يبادر بالنزول إلي شوارع وميادين الأقصر ويتابع بنفسه حالة النظافة بها ولا يكتفي بالتقارير المكتبية ولتكن البداية بميدان أبو الحجاج وشوارع المحطة والمنشية والتليفزيون. ولم يتغير الحال كثيراً خلال زيارتي لمعبد الكرنك أحد أهم وأكبر المعابد الاثرية في العالم إن لم يكن أكبرها علي الأطلاق "مساحته 150 فدانا" حيث صدمت بمستوي الترميم الذي وصلت اليه النقوش والزخارف المنقوشة علي جدران وحوائط وأعمدة المعبد ولا أبالغ اذا قلت ان أغلبها قارب علي الاختفاء والتلاشي لسوء الترميم وكذلك لسوء التعامل معها من قبل الزائرين خاصة المصريين. * وعلي الرغم من سعادتي البالغة بمشهد امتلاء المعبد بالزوار من المصريين والأجانب أيضا خلال تواجدنا به كانت صدمتي اكبر بالمستوي السييء للنقوش والترميمات بأعمدة وجدران المعبد الذي يمثل واحداً من أهم المقاصد السياحية والاثرية ليس في مصر بل في العالم كله. ولذلك أطالب الوزير الشاب ايضا د. خالد العناني وزير الاثار أن يذهب إلي المعبد ويتجول بين أعمدته "134 عموداً" وجدرانه ويشاهد بنفسه حالة النقوش والزخارف خاصة تلك المتعلقة بأقدم وأول حديقة للحيوانات والنباتات عرفتها البشرية والتي يجب أن يكون لها نصيب خاص في الشرح والتقديم أمام الزائرين من المصريين والأجانب. 1⁄4 نفس الحال ينطبق تماماً علي حال البحيرة المقدسة ومنطقة "الجعران" الذي يطوف حوله الزائرون من اجل الحظ وجلب السعادة والزواج والانجاب وغيرها من المعتقدات والاساطير الفرعونية. * الشيء أو الأمر المبهج خلال زيارتي للأقصر بصفة عامة ومعبد الكرنك علي وجه الخصوص تمثل في التواجد الأمني والتنظيمي لعملية الزيارة بدون تكلف أو اهمال رغم كثرة الزائرين كما ذكرت والأجمل وجود مركز للزوار خارج المعبد يتيح للمرشدين السياحيين الشرح للزائرين قبل دخول المعبد وهو ما يحافظ علي عملية تنظيم الزيارة ويمنع التكدس والأهم يحمي النقوش والزخارف التي كادت تختفي لسوء الترميم والأهمال الواضح!