إتصال الرئيس الأمريكي الجديد ترامب بالرئيس السيسي لاشك له دلالات كثيرة ومؤشر خير لاعادة العلاقات المصرية الامريكية التي قام المنتهية ولايته أوباما بتقطيع أوصالها. ووضعها في الثلاجة عقب احداث 25 يناير خاصة بعد الاطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي. باعتبار ذلك لا يتفق مع هواه. وقضي علي ما كان مرسوما له. في تدخل سافر للشأن المصري الداخلي. لصالح المتيم بها وحليفتها الاستراتيجية إسرائيل. ولتحقيق مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي كان يحلم بتمزيق أوصال هذا الشرق المغلوب علي أمره خاصة الدول العربية. وجعلها دويلات وكانتونات هشة كي تقام علي أشلائها دولة إسرائيل الكبري من النيل إلي الفرات. الحقيقة تركيز القابع الجديد في البيت علي مصر لم يأت من فراغ لعلم ترامب من الدوائر السياسية والمحيطين به. إن القاهرة ذات سيادة وشموخ وحضارة متجذرة في التاريخ. وأنها المفتاح للباب الذي يؤدي إلي كافة الحلول لأمراض المنطقة المستعصية خاصة القضية الفلسطينية الإسرائيلية ومن هنا أتت قناعة الرجل بأنه لا حل منفردا بدون مصر الكبيرة. ويقيني أنه يمد يده للتعاون. وبإعادة المياه إلي مجاريها بعدما توقفت خلف الجسر بفعل غباء أوباما الذي أنصت لمستشاري السوء. وصراحة لو استمر ترامب علي وفاق وتشاور مع القاهرة سيكون أفضل رئيس أمريكي بعد كارتر مهندس اتفاقية كامب ديفيد بين بيجين والسادات حيث جاهد للتوفيق بين الطرفين كلما توقفت المفاوضات حتي نجح في النهاية رغم تخوف الكثيرين من ترامب بعدما راقبوا تصرفاته التي وصلت في بعض الأحيان إلي الرعونة. خاصة بعد وعده بنقل سفارة بلاده إلي القدس. إلا أن اسراع الرجل بمهاتفة السيسي بمجرد جلوسه في البيت الأبيض. يؤكد رغبة الرجل في فتح صفحة جديدة. وإلا ما الذي يجبره علي ذلك. كما يؤكد أنه صاحب قرار ولا يقبل املاءات من حوارييه. ومثل هذا الصنف من الرجال يمكن الاطمئنان إليه أكثر بعد تعاطيه السياسة ومعرفة دهاليزها. ولأن السياسة لعبة قذرة وتحكمها المصالح إلا أنه حتي الآن دوافعه مؤشر خير. خاصة ان من أهمها تركيزه مع السيسي في القضاء علي الإرهاب. بناء علي ما تفعله القاهرة بعدما اكتوت منه وتقاومه بمفردها دون مساندة من أحد. وبالتأكيد دوائر اتخاذ القرار في واشنطن وحتي في الغرب تتابع ذلك مما يتطلب التكاتف وتبادل المعلومات مع مصر لأنه بنجاحها سيتخلص العالم من شرور التنظيمات الإرهابية أو حتي علي الأقل تقليم أظافرها وإدخالها في جحورها. أعتقد أنه بالتقارب المصري الامريكي سيفتح الباب لمزيد من التعاون مع الغرب الذي يسير وهو مغمض العينين خلف واشنطن. وبالتالي ستتدفق الاستثمارات وتزول المخاوف من الذهاب إلي مصر للتمتع بدفئها وشمسها وآثارها العظيمة وبالتالي تنتعش السياحة من جديد. عموما نحن في انتظار زيارة السيسي المرتقبة لواشنطن بعد دعوة ترامب له لزيارتها التي نعول عليها الكثير خاصة ان كيمياء الرئيسين متوافقة منذ أول لقاء لهما علي هامش زيارة السيسي للأمم المتحدة. ومثل هذا الارتياح النفسي غير المتكلف أو غير المصطنع له مفعول السحر. والدليل العلاقات الحميمية بين واشنطن وتل أبيب. منذ رفعت بريطانيا سبب ما نعيش فيه أيديها بعد أن زرعت عضوا شاذا في جسد الأمة العربية. اتمني ان أكون عند حسن ظني. وألا أكون اخطأت الطريق. وألا أكون أفرطت في التفاؤل.. وإنا لمنتظرون. .. واخيرًا: * ألتمس العذر تجاه بعض تصرفات ترامب الطائشة.. فهو رجل أعمال ناجح وجد نفسه فيِ حقول السياسة الملغمة بكل القذرات. * ولكن لا يصعب علي هذا الملياردير الذي قاد مشاريعه وتجارته باقتدار. أن يقود دولة يؤتمر بأمرها بنجاح. * علي الدول التي ليست علي وفافق مع القاهرة أن تعيد حساباتها. * اختيار الأممالمتحدة لعقد مؤتمرها الدولي لمكافحة الفساد في القاهرة وسام علينا الافتخار به. * وشكرا لهيئة الرقابة الإدارية التي تفوقت علي 36 جهازا رقابيا تعمل في جزر منعزلة. * بسبب الفساد 105 تريليونات جنيه ضاعت في 30 عامًا!! * الإدارية العليا تلزم الحكومة بالقصاص لاسري 56 و..67 ياريت..! * ضحايانا ليسوا أقل من الجنود السبعة الإسرائيليين الذين قتلهم سليمان خاطر عام 1988 ودفع نظام مبارك تعويضات لأسرهم.