الأمل هو الدافع الأساسي لتحمل الصعاب وكلنا أمل أن تتحقق نبوءة المسئولين بتحسن الأحوال المعيشية في مصر خلال الستة شهور القادمة وأن الرخاء سوف يعم وعجلة الإنتاج سوف تدور وتعود السياحة لسابق عهدها وتزدهر الصناعة وتتولد فرص العمل وينتعش التصدير وينخفض الدولار وترتفع قيمة الجنيه لنصل إلي هدفنا المنشود وهو توافر السلع الغذائية وانخفاض سعرها. هذا الأمل يراود جميع فئات الشعب المصري وينتظرون تحقيقه علي أحر من الجمر ولكن المشكلة الكبري كيف يمكن لهذا الشعب تدبير احتياجاته اليومية خلال هذه الفترة في ظل التفاقم اليومي لارتفاع أسعار السلع الأساسية من غذاء ودواء ووقوف الحكومة من هذه الأزمات موقف المتفرج فلم تعد هناك رقابة علي الأسواق ولا أدني جهد يبذل لتوفير السلع الغذائية التي تقفز أسعارها في اليوم الواحد عدة مرات. هل لدينا مسئول حكومي حاول أن يضع نفسه في مكان المواطن البسيط وكيف يمكنه تدبير غذاء يوم واحد لأسرته في ظل الأجور المتدنية والارتفاع الجنوني في الأسعار فما بال إذا طلبت منه الحكومة الصبر لمدة 6 شهور فهل هذا يعني الانتظار طوال هذه الفترة بدون غذاء. هل فكر القائمون علي هذا البلد في تداعيات الجوع بالنسبة للمواطن بالتأكيد رهان الحكومة علي استمرار صبر المواطن هو رهان خاسر فلا يعلم أحد متي وأين يبدأ الانفجار الذي إذا حدث لا قدر الله سيخلف فوضي عارمة لن يسلم منها أحد. أتمني أن تفيق الحكومة من سباتها وتتخلص من دور المتفرج وتتحمل مسئوليتها إنقاذا لمستقبل هذا الوطن. قرار د. غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي بتأدية الفتيات الخدمة الوطنية أو الخدمة العامة قرار صائب جدا للمرحلة التي تمر بها البلاد بمعني أن يتم تكليف الفتيات من خريجي الجامعات بتأدية الخدمة العامة في المجالات التنموية المختلفة مثل محو الأمية ورعاية الأطفال الأيتام والمعاقين وغيرهم ممن يحتاجون لرعاية خاصة ويمكن الإعفاء من هذه الخدمة لمن تم تعيينه بالفعل في وظيفة مناسبة. الغريب أن هذا القرار صادفه حملة مكثفة من التهكم بين الشباب والفتيات حتي أن بعضهم اعتقد أنه تكليف بالخدمة العسكرية للفتيات وهذا غير صحيح فمنذ فترة طويلة عاصرتها أنا وبنات جيلي تم تكليفنا بالخدمة العامة وكانت تعد أحد مصوغات التعيين وكنا وقتها نعمل في مجال محو الأمية ولم نتذمر بل علي العكس كانت فترة ثرية جدا للاحتكاك بالشارع واكتساب خبرة كبيرة في التعامل مع الجمهور.