شهدت جلسة البرلمان أمس برئاسة الدكتور علي عبدالعال إلقاء سعد الجمال بيانا باسم لجنة الشئون العربية وطالب الدكتور علي عبدالعال النواب بضرورة الاصغاء وعدم مغادرة القاعة لأهمية موضوع البيان الذي تناول الأزمة العراقية. قال الجمال في بيانه: "لقد كان الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003 بدعوي الحرب علي الإرهاب هو البداية الحقيقية لزرع جذور الإرهاب الذي نما وترعرع في مناخ الفوضي الشاملة التي عاشها العراق لسنوات طوال حتي تفشي في ربوعها وارتبط بتحالفات دولية أو اقليمية فضلا عن الفتن الداخلية مذهبيا وعرقيا.. وإذا كانت معركة الموصل التي تجري حاليا ضد تنظيم داعش الإرهابي بمشاركة العديد من القوي المحلية والخارجية. فإن ما بعد المعركة وتأثيراتها الجانبية هو ما يشكل مستقبل الدولة العراقية الشقيقة وعلي ضوء آخر المستجدات في الشأن العراقي وانتهت لجنة الشئون العربية إلي الوصول إلي عدد من النقاط حول هذا الموضوع تتلخص ان الفوضي والدمار والإرهاب لم يستشر إلا بعد الغزو الامريكي الغاشم في عام 2003 للأراضي العراقية وتأبي أن تغادرها بشكل أو بآخر. وهو الأمر الذي أقر به صراحة الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب". تؤكد اللجنة ان معركة الموصل إن بدت محسومة لصالح الجيش العراقي وحلفائه إلا أنها مازالت طويلة نظرا للصعوبات الجغرافية والاكتظاظ السكاني علي اتساع رقعتها وان المشاركين في المعركة قد تنوعت مشاربهم فمن جيش وطني إلي حشد شعبي إلي بشمركة كردية إلي تحالف دولي بقيادة اولايات المتحدة وغيرهم فماذا بعد المعركة؟!! في ظل عدم وجود خطط أو مساحة متفق عليها بين كل هذه العناصر المتباينة. ونبهت اللجنة إلي أن المأساة الإنسانية التي يتعرض لها المواطنون العراقيون في الموصل وغيرها من نزوح وتشريد وقلة موارد تحتاج إلي علاج فوري. ولفتت إلي أن جزءا لا يستهان به من مقاتلي داعش هم عسكريون سابقون في نظام البعث العراقي فما هي الضمانات التي تمنع عودتهم إلي مقاتلة الدولة والشعب العراقي تحت أي مسمي آخر. قال الجمال إن التدخلات الإقليمية السافرة من إيران وتركيا في الشأنين العراقي والسوري ومحاولات فرض النفوذ وتحقيق أطماع استراتيجية في المنطقة والمخاطر الجسيمة التي مازالت تهدد وحدة وسلامة العراق وخطط التقسيم المعدة لتحويله إلي دويلات لضرب الأمن القومي العربي في الصميم وكذلك إلي التأثير السلبي لكل تلك الأحداث علي الاقتصاد العراقي الذي كان يعد من اقوي اقتصاديات المنطقة. أكد الجمال ان مصر تقوم بدور فعال ونشط لدعم وتقوية العلاقات المصرية العراقية في سائر المجالات مع تقديم الدعم والمساندة الكاملة في حرب تحرير الموصل. أوصت لجنة الشئون العربية ببذل وزارة الخارجية المصرية المزيد من الجهد لتفعيل دور العراق عربيا وضرورة مواجهة مظاهر تفكك الدولة والتقسيم الفعلي بالتنسيق مع القوي السياسية والدينية والمذهبية واستعادة الدور العربي الرسمي في العراق. عن طريق تكثيف الدعم الدبلوماسي من خلال إعادة فتح سفارات الدول العربية لتحقيق التوازن الدبلوماسي مع إيران في العراق وبناء تحالف اقليمي بين مصر ودول الخليج العربي لأنه من الصعوبة بمكان لاحدي هذه الدول مواجهة إيران بمفردها. أوصت اللجنة بالتحضير لحملة إعلامية كبري توثق النشاطات المعيبة في العراق والتأثير غير المبرر في السياسة ورعاية العنف ضد العراقيين. وتدويلها علي المستوي الدولي وضرورة اتخاذ كافة التدابير الممكنة من أجل الحفاظ علي حياة المدنيين الأبرياء في خضم المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي. الذي يتخفي وسط المدنيين متخذا منهم دروعا بشرية. وأهمية مساعدة الدولة العراقية علي تأكيد مفهوم الدولة القومية وبناء دولة المواطنة في تعاملها مع مختلف الطوائف. ونبذ التمييز بين المواطنين بجميع أشكاله. واحترام مبادئ حقوق الإنسان والمواثيق الدولية. حيث تمثل مبادئ المساواة ومحاربة الطائفية. أهم حصانة ضد محاولات التقسيم التي تستهدف العالم العربي أجمع.