طالبت لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب بضرورة مواجهة مظاهر تفكّك الدولة والتقسيم الفعلي بالتنسيق مع القوى السياسية والدينية والمذهبية في العراق. وأكد النائب سعد الجمال، رئيس اللجنة، خلال الجلسة العامة، الثلاثاء، على «ضرورة استعادة الدور العربي الرسمي في العراق، عن طريق تكثيف الدعم الدبلوماسي من خلال إعادة فتح سفارات الدول العربية لتحقيق التوازن الدبلوماسي مع إيران في العراق. وطالب الجمال ببناء تحالف إقليمي بين مصر ودول الخليج العربي لصعوبة مواجهة إحدى هذه الدول إيران بمفردها». كما أكد «الجمال» على «ضرورة التحضير لحملة إعلامية كبرى توثّق النشاطات المعيبة في العراق، والتأثير غير المبرر في السياسة، ورعاية العنف ضد العراقيين، وتدويلها على المستوى الدولي، واتخاذ كافة التدابير الممكنة من أجل الحفاظ على حياة المدنيين الأبرياء في خضم المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي، الذي يتخفى وسط المدنيين متخذًا منهم دروعًا بشرية». وأوضح أن «الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003 بدعوى الحرب على الإرهاب هو البداية الحقيقة لزرع جذور الإرهاب، الذي نما وترعرع في مناخ الفوضى الشاملة التي عاشها العراق لسنوات طوال حتى تفشى في ربوعها وارتبط بتحالفات دولية أو إقليمية فضلا عن الفتن الداخلية مذهبيًا وعرقيًا»، مشيرًا إلى أنه «إذا كانت معركة الموصل التي تجري حاليًا ضد تنظيم داعش الإرهابي بمشاركة العديد من القوى المحلية والخارجية، فإن ما بعد المعركة وتأثيراتها الجانبية هو ما يشكل مستقبل الدولة العراقية». وتابع لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب: «الفوضى والدمار والإرهاب لم يستشر إلا بعد الغزو الأمريكى الغاشم في عام 2003 للأراضي العراقية، وتأبى أن تغادرها بشكل أو بآخر، وهو الأمر الذي أقر به صراحة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ومعركة الموصل وإن بدت محسومة لصالح الجيش العراقي وحلفائه إلا أنها مازالت طويلة نظرًا للصعوبات الجغرافية والاكتظاظ السكاني واتساع رقعتها».
