الحديث عن مصر يحتاج فصولا طويلة.. فالتاريخ خير شاهد علي أرض الكنانة والأنبياء "هجروا أراضيهم" بعدما اشتد الظلم عليهم فكانت مصر خير دليل علي احتضان الجميع "مصر الأوطان" لفت انتباهي كتاب يحمل عنوان "أوقات مصرية اطلالة علي ضفاف نهر النيل" سطر هذه السطور اثنان من باكستان "نديا وساروش زاهد" حيث عاشوا في المحروسة قرابة ثلاث سنوات فقررا بعد عودتهما إلي بلادهما ان يسطروا ذكريات الفرح والممرح والسعادة في غرام المحروسة. يحمل الكتاب في مقدمته الآتية الكلمات الآتية "توطئة" لقد كتبنا هذا الكتاب عقب رجوعنا من مصر بعد ان اقمنا ببها ثلاث سنوات ودرسنا بالمدرسة الباكستانية الدولية بالقاهرة بوسط البلد في عبق التاريخ المصري وكم كنا متحمسين لنكتب عن هذه التجربة إذ كنا صغارا جدا في ذلك الوقت فرأينا لاحقا ان نحتفظ بذكرياتنا تلك الاخوات "نديا وساروش زاهد" اللذان عشقوا مصر هواء وترابا. استكمل الشقيقان كلماتهم عن مصر بكل الحب والود عن أهرامات الجيزة العظيمة ومومياء فرعون بالمتحف المصري وعن مدينة الاسكندرية التي سيمت علي اسم الفاتح اليوناني الاسكندر الأكبر وعلي رحلتهم علي ضفاف قناة السويس وعن سانت كاترين والجبال الشاهقة وجبل الطور الذي كلم النبي موسي عليه السلام ربه وعن خان الخليلي في حي الحسين وعن الغردقة بلاد البحر والهواء وأشياء كثيرة عن مصر الجميلة. وكتب الدكتور خورشيد ريزفي استاذ اللغة العربية بجامعة جي سي لاهور الباكستانية: كان من المدهش حقا ان أري مسودة أوقات مصرية اطلالة علي ضفوف نهر النيل التي كتبها هذان الشابان اللذان اعرفهما منذ ولادتهما وهما في عيني صغيران جدا علي تأليف كتب كنا صغارا جدا في ذلك الوقت. كان ساروش ونديا رافقا والديهما إلي مصر قبل أربع سنوات بصحبة اخويهما الأكبر سنا بلال وحذيفة وذلك عندما التحق والدهما بجامعة الأزهر بالقاهرة للعمل استاذا للدراسات الأردية والباكستانية وقد تلقيا دراستهما بمصر خلال السنوات الثلاث التي اقامتها العائلة بها ومن ثم خاضا كثيرا من التجارب ولذا فإن الشابين كانا محظوظين ان استسقيا معلومات مباشرة من مصادرها الأولي عن أماكن طريفة مثل الاقصر واسوان ومعبد حتشبسوت وسانت كاترين تلك الأماكن التي يظل يهفو لها معظمنا مهما تقدمت به السن. - التحية واجبة للدكتور جابر جاد نصار رئيس جامعة القاهرة الذي فرغ محتوي مسودة "أوقات مصرية" إلي كتاب ليكون أفضل توثيق بأقلام وعيون باكستانية.