عرفه عبده على عندما تشرق الشمس على دير "سانت كاترين – St. Cathrine" على قمة جبل طور سيناء، تنكشف لنا نقوشا ً لذكريات، كتب لها أن تدوم إلى الأبد!.. أثر خالد.. وسجل تاريخى لمن يريد أن يستطلع سر الذين شيدوا للخلود، ويستحضر صور الرهبان الذين أحلوا "سر المحبة" محل الخوف من مواجهة ما يجل عن الوصف "الله محبة". فهناك من المعالم والمشاهد، ما يمكننا أن نجوس خلاله ونتأمله، ومنها ما نكتفى بالمرور به، وأخرى نحب أن نمكث ونعيش فيها، وكلها تتميز بدرجة من الروعة.. بيد أن المعالم التى نحب أن نعيش فيها: هى أسمى من غيرها.. و دير سانت كاترين من بين هذه المعالم! وترى الأساطير أن الدير قد شيد فى ذات المكان الذى آنس عنده موسى – عليه السلام – نارا ً ، فأراد أن يأتى منها بقبس بالقرب من شجرة "العليقة".. على قمة الجبل الذى صعد إليه موسى، ليتلقى ألواح الشريعة الموسوية، وعلى تل "الصفصافة" القريب، صنع السامرى لنبى إسرائيل عجلا ً من ذهب ليعبدوه ، فأضلهم عن ذكر الله!
القديسة كاترين عاشت القديسة كاترين بمدينة الإسكندرية، فى عهد الإمبراطور "مكسيمانوس 305 – 313 م " نشأت فى أسرة نبيلة ثرية، كان عمرها ثمانى عشرة سنة، حينما أبت أن ترتد عن المسيحية، بل سعت إلى إقناع بعض العلماء فاعتنقوا المسيحية، فما كان من الإمبراطور الطاغية إلا أن أمر بإحراق أولئك العلماء، ثم أمر بتعذيبها أشد العذاب، فربطوها فى عجلة التعذيب، فتحملت آلاما فاقت طاقة البشر، وظلت ثابتة على إيمانها، حتى أمر بقطع رأسها فاستشهدت عام 307. وبعد مضى نحو خمسمائة عام، رأى أحد الرهبان رؤيا، بأن الملائكة قد حملت جسد القديسة، ووضعته فوق قمة الجبل الذى يطلق عليه الآن "جبل كاترين".. وأطلق اسمها على الدير، بعد أن كان يعرف باسم دير العذراء. ويرى بعض المؤرخين أن "كاترين" ليس اسما للقديسة الشهيدة، وإنما لقبت بهذا اللقب الذى يعنى فى الإغريقية "الطاهرة".. وقد انتقلت شهرتها إلى الغرب، وفى هذه "الأسطورة الذهبية" كان حديث أحد رهبان مدينة روان بفرنسا، الذى رحل إلى سيناء، فى القرن الثامن الميلادى، وانقطع للعبادة بالدير سبع سنوات، حتى انفصل أصبع من يد القديسة، فحمله معه إلى ديره بمدينة روان. ثم أسطورة "ريتشارد الأول" دوق نورمانديا، الذى حملته الملائكة فى الرؤيا إلى هذا الدير، حيث أدى الصلاة لله وسجد للقديسة كاترين! ومن مدينة روان ذاعت سيرتها فى كل أرجاء أوروبا، ورويت الحكايات عن "الأصبع الذى يخرج منه زيت مقدس يأتى بالمعجزات"..! وروى فى تاريخ "جان دارك" شهيدة فرنسا، أن القديسة كاترين قد ظهرت لها وشجعتها لتتحمل آلام الموت حرقا! عمارة دير سانت كاترين يقول "بروكوب" المؤرخ البريطانى:"فى المنطقة التى كانت تسمى بلاد العرب، وتسمى الآن فلسطين الثالثة، صحراء واسعة لا زرع فيها ولا ماء، يوجد جبل ناء لا يمكن الصعود إليه إلا بشق الأنفس، قريبا ً من البحر الأحمر، يسمى جبل سيناء، يسكنه رهبان ونساك نذروا حياتهم للصلاة والصوم والتأمل والتفكر فى الآخرة.. ولما رأى الإمبراطور "جوستينيان Justinian" أنه ليس باستطاعته أن يمدهم بأية مساعدة، لزهدهم فى المال ومتاع الدنيا، قرر أن يبنى لهم معبدا ً باسم السيدة العذراء، وفى سفح الجبل شيد لهم حصنا عام 527 م، وخصص لهم قوة من الجنود لحماية الحصن وتأمين الطريق إلى الأراضى المقدسة فى فلسطين، كما أمر ببناء كنيسة فى هذا المكان المقدس كانت تعرف بكنيسة "التجلى". وتذهب بعض الروايات إلى عصر أكثر قدما، فتقول أن الإمبراطورة "هيلانة Helena" والدة القيصر قسطنطين، عقب زيارتها لفلسطين، قد توجهت عام 342 م لزيارة رهبان جنوبسيناء، فتأثرث كثيرا ً بزيارة الشجرة المقدسة عند سفح جبل موسى، فأمرت ببناء كنيسة فى نفس هذا المكان عرفت باسم العذراء مريم، كما أمرت ببناء حصن يحتمى به الرهبان من هجمات البدو. وللدير سور عظيم مشيد بأحجار الجرانيت، يرجع جزء منه إلى السور الأصلى الذى شيده جوستينيان، ويحيط السور بعدة أبنية داخلية، بعضها فوق بعض، تصل أحيانا ً إلى أربعة طوابق، تخترقها ممرات ودهاليز، ومن اختلاف أشكال الأبنية، يستدل الزائر على أنها شيدت فى عصور مختلفة، ويتراوح أرتفاع الجدران بين 12 و 15 مترا، وسمكها نحو المترين وربع المتر، وبالأركان أبراج، فيبدو الدير شبيها ً بحصون القرون الوسطى. وأهم المنشآت التى يضمها الدير: الكنيسة الكبرى، كنيسة العليقة، مسجد من العصر الفاطمى، مكتبة، قلايا الرهبان والزوار، معصرة، مخازن للحبوب والمؤن، مطابخ، طاحونتان، وعدة آبار. وللكنيسة الكبرى، التى تعرف بكنيسة "الاستحالة" شيدت على طراز "البازيلكيا" الرومانية: رواق فى الوسط، وجناحان بالجانبين الأيمن والأيسر، يفصلهما صف من الأعمدة، وبها منبران من الرخام، أحدهما مخصص لمطران الدير، وهيكل رائع بنى على شكل نصف قبة مرسوم عليها صورة للسيد المسيح، وصور للرسل والأنبياء، ومنها لوحة لموسى وهو يتناول الوصايا العشر من يد امتدت إليه من أعلى، ولوحة لموسى وهو يخلع نعليه، وصورة للملكة تيودورا، وأخرى للإمبراطور جوستينيان. ونقوش باليونانية والعربية، تخلد ذكرى من أسهموا فى ترميم الدير أو نذروا له الأموال، بالإضافة إلى مجموعة نادرة من الأيقونات تزدان بها الجدران، أقدمها وأثمنها أيقونتا العذراء وكاترين، كما تجذب الأنظار مجموعة من القناديل النفيسة، وعند الباب الجنوبى، إلى يمين المذبح، صندوق من الرخام الفاخر تحفظ فيه جمجمة القديسة ويدها التى تزينها عدة خواتم ثمينة من هدايا الزوار. وفوق باب الدير، لوحتان من الرخام، منقوش عليهما بالعربية واليونانية هذا النص التذكارى:"أنشأ دير طور سيناء وكنيسة المناجاة الفقير لله الراجى عفو مولاه الملك الرومى المذهب يوستينيانوس، تذكارا ً له ولزوجته تاوضورة، على مرور الزمان حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، وتم بناؤه بعد ثلاثين سنة من ملكه، وتصب له رئيسا ً اسمه خولاس، وجرى ذلك سنة 6021 لآدم الموافق لتاريخ السيد المسيح 527".
الدير فى كتابات الرحالة الأجانب شهد القرن التاسع عشر موجات متزايدة من حجاج "الأرض المقدسة".. لقضاء عيد الفصح خاصة فى القدس وزيارة الأماكن التى باركها المسيح والسيدة مريم العذراء والبحث عن مشاهد توراتية.. وشكلت هذه الرحلة فى الأدب الفرنسي جزءاً مما عُرف ب"الحج إلى الصحراء" فقد كان الأدباء الفرنسيون يعدون الرحيل فى الصحراء: فضاءً أدبياً وجماليا، وقد أنتجوا فصولاً رائعة فى وصف الصحراء العربية وفى وصف البدوى والبادية. وقد حرص هؤلاء "الحجاج" والأدباء وكثير من الرحالة والعلماء والفنانين المستشرقين على زيارة دير سانت كاترين منهم الإيطالى "بيترو ديللافالى" والفرنسى "ريفو" والفنان البريطانى الأشهر "دافيدروبرتس" الذى سجل فى ألبومه الفريد عددا من المعالم المقدسة، وكان منهم أيضا: ليون جيروم وبول لنوار وبوناه.. كما زارها كثير من المصورين الفوتوغرافيين أشهرهم: فارنسيس فريث وبونفيل وبواتو.. وزارها "لوتين دى لافال" بتكليف من الحكومة الفرنسية وخصها الأديب الفرنسى الأشهر بيير لوتى بزيارة عام 1894 كما تجدر الإشارة إلى رحلة الأديب اليونانى "كازانتزاكيس" عام 1927 التى نالت شهرة بعد ترجمتها إلى العربية، بغض النظر عن الأخطاء الفادحة فى الترجمة: والعالم الألمانى "بوركهارت" الذى زار الدير أكثر من مرة وكان أول من وجه البحث العلمى نحو الوثائق والمخطوطات النادرة التى اشتهر بها الدير، فإنه لم يتمكن من حصر كل محتويات المكتبة، وقد وجه اهتمامه إلى دراسة المخطوطات العربية التى كان يبلغ عددها حتى ذلك العام 1823 نحو سبعمائة وثيقة، وقد أقام العالم "تيشندورف" عدة مرات بالدير فى الفترة من 1844 إلى 1859 ، وتمكن من الاستيلاء على عدد من المخطوطات والوثائق، كان أشهرها المخطوط المعروف باسم "Codex Syriacus" التوراة مكتوبة بالإغريقية، يعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادى، وقد نجح فى تجميع الصحف، الواحدة تلو الأخرى، حتى عثر على النصوص كاملة، ثم أهدى هذا المخطوط الفريد إلى قيصر روسيا، وفى عام 1933، اشترته الحكومة البريطانية بمبلغ مائة ألف جنيه إسترلينى وأهدته إلى المتحف البريطانى. والكونتيس "فاليرى بواسيه دى جاسباران " التى كانت تنتمى إلى عائلة أرستقراطية فرنسية.. فى الخامس من أكتوبر عام 1847 وصلت إلى اليونان، وفى بداية ديسمبر وصلت إلى مصر ثم سلكت الطريق التقليدى من القاهرة صعودا إلى النيل حتى "دندور" فى يناير عام 1848، وفى منتصف مارس اجتازت سيناء حتى القدس، وبقيت حتى قضت الأسبوع المقدس، ثم زارت بيروت. وكتبت الكونتيس "وعلى قمة جبل سيناء.. يتألق دير سانت كاترين: الذى تروى الأساطير أنه شيد فى ذات المكان الذى آنس عنده موسى ناراً فأراد أن يأتى منها بقبس، بالقرب من شجرة "العليقة" ، وللدير سور عظيم مشيد بالجرانيت، جزء منه السور الأصلى الذى شيده "جوستنيان" ويحيط السور عدة أبنية داخلية بعضها فوق بعض، أحياناً أربعة طوابق، تخترقها ممرات ودهاليز ، ومن اختلاف أشكال المبانى يستدل الزائر على أنها شيدت فى عصور مختلفة". نزلت الكونتيس وزوجها الكونت ضيفين على رهبان الدير، وتحدثت عن انطباعاتها فكتبت:"كنت أراقب المصباح الصغير الذى كان ضوءه يرتجف أمام الأيقونة، حتى تنبهت إلى النواقيس التى دقت باعثة ارتجافات قاسية فى الصمت المطلق، ثم فقدت وعيى بكل الأشياء حتى اللحظة التى رأيت فيها تسرب شعاع الشمس من خلال نافذتى الخشبية، كان فتح الباب يمثل لحظة مفاجئة قريبة إلى الانسحار لشدة غرابة المكان، كانت الأشياء العجيبة التى لمحناها بالأمس عند وصولنا موجودة فى ذلك الصباح البارد منتصبة وحقيقية وواضحة إلى حد غريب تحت الضياء الأبيض الساطع، متراكمة وضعت بعضها فوق بعض بلا أفق لشدة ما كان الجو نقياً، وصامتة كما لو أنها ماتت إثر شيخوخة ألفية، فكانت هناك كنيسة بيزنطية ومسجد وقلايات وحجرات صغيرة وحواجز وسلالم متشابكة وأروقة وأقواس صغيرة تهبط إلى المنحدرات، محاطة جميعها بالأسوار الضخمة، ارتفاعها نحو ثلاثين قدما، معلقة على جوانب جبل سيناء العملاق، كانت الشرفة التى تنفتح عليها حجراتنا وتشكل جزءا من مجموع الأبنية التى لا عمر لها، بعضها أصبح أطلالا، البعض منها باللون الأحمر الجرانيتى الأصلى، واكتسى البعض الآخر بلون الكلس الأبيض، وعندما كنا نستنشق الهواء الطلق حتى أدركنا وجودنا على ارتفاع شاهق جدا، مع ذلك فقد كان هنالك ما يعلونا من جميع الجهات، كما لو كنا فى قاع بئر، كانت جميع قمم جبل سيناء تنتصب نحو السماء، وجميعها من الجرانيت الأحمر القانى بلا ظلال عمودية، تصعد إلى الأعلى فتصيبك بما يشبه الدوار والرعب، والسماء صافية فى زرقة رقيقة عميقة، والشمس ترسل ضياءها على نحو رائع، وكانت الثلوج البراقة مازالت تغطى كل شىء وتتوج أعالى الأسوار العتيقة". وسمح لها الرهبان بزيارة: غرفة المقدسات.. عدد هائل من الشمعدانات والأيقونات الذهبية.. وبين واحة النخيل وأشجار السرو واللوز والزيتون والبرتقال المزهرة استمعت إلى معجزات القديسة كاترين و"حكايات حقيقية وبسيطة عن الدير". كان نهار القافلة الصغيرة يبدأ فى الساعة الرابعة صباحا، حينئذ ينهض الجميع: الكونتيس وزوجها وجانيت وانطونيو بادئين بترتيب ما بداخل الخيمة حتى لا يبقى سوى أن يضعوا الفرش والأغطية فى الكيس، ثم يتناولوا إفطارهم مع أقداح القهوة.."وبينما يكون المرافقون منشغلين بتناول الإفطار بدورهم، نأخد توراتنا ونذهب لنجلس على مبعدة خطوات أمام الشمس التى تسطع على الصحراء مثل كرة مشتعلة فنقرأ ونصلى، أنها لحظة مراسيمية وعذبة، تتركنا فى غبطة عميقة"! كانت الكونتيس وقد عايشت البدو تنظر إليهم بعطف كبير "هؤلاء الذين يتوارثون تقاليدهم القديمة وبساطتهم، نفوسهم الآبية قادرة على الإدراك والسيطرة على الأمور.. يعيشون على حبات قليلة من التمر وقدح من القهوة المرة ورغيف خبز .. لم تتغير حياتهم منذ آلاف السنين، يحكمهم شيخ القبيلة بقانون غير مكتوب، وهم أكثر شعوب الأرض فقرا وأكثرها كرماً وسخاء"! إن ما يميز أسلوب الكونتيس دى جاسباران أنها تجعلنا نعيش معها فى فضاء أدبى رحب، فهى لا تقدم مجرد بورتريهات صحراوية، بل صور نابضة بالحياة فى إطار من الشاعرية.. وهل يمكننا القول بأن شاعرية الكونتيس الفرنسية تستلهم رومانسية الصحراء فى مخيلتها الغربية! وتجدر الإشارة إلى ما سجله الشاعر والروائى اليونانى الأشهر "نيكوس كازنتزاكيس" فى يوميات رحلته إلى مصر عام 1927، خلال زيارته لدير سانت كاترين، فكان حريصا ً أن يلزم نفسه بما توحى به مشاعره، فى انطباعاته عن تلك الحياة الفطرية التى حفظت للشرق القديم الغامض سحره وفتنته.. فيقول: "بعد رحلة استمرت ثلاثة أيام، فى هذه الصحراء العابسة، وجدت قلبى يثب لحظة مشاهدتى أشجار اللوز المزهرة، تجولت بين واحات النخيل التى تحيط بالدير، أصبحت إنسانا شرقيا، فأنا هنا وسط هذه الجبال التى ذكرت فى الكتاب المقدس، أقف على هذا المشهد الرائع الذى ورد ذكره فى العهد القديم، حيث يرتفع أمامى من جهة الشرق "جبل المعرفة" المكان الذى ثبت فيه موسى "الأفعى النحاسية".. وإلى الغرب سلسلة جبال سيناء والقمة المقدسة: المكان الذى تحدث فيه الرب إلى موسى. لم يتغير شىء فى موروثات وتقاليد الرهبان منذ آلاف السنين، إنهم يعيشون كما كانوا فى عصر شعيب وموسى.. داخل كنيسة الدير، يبهر المرء لهذه الثروة، فالمشهد يزدحم بالشمعدانات الفضية، والأيقونات الذهبية تسمو فى أبهة وفخامة، تزدان بها الجدران والأعمدة، وفى غرفة المقدسات تكدست أمامى صناديق الذخائر الضخمة، وما تحويه من تذكارات مقدسة، أردية كهنوتية ذهبية وزخارف فخمة من الفن البيزنطى مغطاة باللآلئ، تيجان تتألق بالأحجار الكريمة، تحف عاجية، صلبان ثمينة، تعاويذ وصولجانات.. كل هذا الكنز النادر حفظ بعيدا ً فى هذه الصحراء، منذ قرون عديدة، متحف فريد لسير القديسين فى العالم.. أضاء "أمين غرفة المقدسات" الشموع، وبدأ يصلى، وبخشوع فتح التابوت الكبير، الذى يسجى فيه جثمان القديسة كاترين، كانت يدها محلاة بالأساور، والتاج الملكى يزين رأسها.. فى الخارج، ألقيت بنظرات رفيقة على سور الدير وأبراجه، تتوسطه الكنيسة، وإلى جانبها ترتفع منارة جامع أبيض صغير، وشعور عميق بأن الضمير الإنسانى السامى يتشكل هنا.. وهنا تنتصر الفضيلة على الصحراء.