ألتحقت بها في أواخر الثمانينات رغم أنني أتابعها منذ نعومة أظافري بفضل اهتمام أسرتي بكافة محتوياتها من أخبار وأحاديث وتحقيقات وكاريكاتير. كانت جريدة "الجمهورية" تضع أمام عيني مساء كل يوم منذ ان تعلمت القراءة والكتابة بالمرحلة الابتدائية فارتبطت بها روحياً وصارت تربطني بها علاقة عاطفية وتناغمية.. رغم أنني تدربت في بداية حياتي الصحفية عندما كنت طالباً بكلية الإعلام بقسم الصحافة بجامعة القاهرة في كل من الزميلتين الأهرام والأخبار واستقر بي المقام بمحبوبتي "الجمهورية". وتشير الكتب المعرفية في صدر صفحاتها وخاصة كتب تاريخ الصحافة والتي ألقيت من خلالها العديد من محاضراتي علي طلاب الإعلام بالجامعات الرسمية إلي ان جريدة "الجمهورية" تعتبر لسان حال الدولة والمعبرة عنها لأنها نشأت في أحضان ثورة 23 يوليو لعام 1952 في حين ان الزميلتين الأهرام والأخبار قامتا علي أكتاف أصحابها في بداية نشأتهما. ظهر أول عدد من جريدة الجمهورية للنور في 7 ديسمبر من عام 1953 وحملت وقتها شعار حرية واشتراكية ووحدة وتناولت عبر صفحاتها الأخبار المحلية والعالمية والتحقيقات الصحفية والتعليقات السياسية علي الأحداث. ومن أبرز أبوابها وقتها كصحيفة أمينة علي ثورة 23 يوليو باب الأخبار وأخبار العالم العربي وأخبار من الخارج والجمهورية تقول وسوق المال ومع الناس وحديث المدينة والصفحة المفتوحة والجو اليوم والشروق والغروب وعيادة الجمهورية وفي خدمتك ومصريون في الخارج وقرآن وسنة والفنون والعلم والحياة وفي المجلات الأسبوعية والرياضة واحداث زمان ومن القلب ومن ثقب الباب. تميزت الجمهورية في بداية نشأتها باصدار عدد أسبوعي للأدب من كل خميس وملحق ديني كل جمعة أسبوعياً وتصدت الجريدة لاصدار سلسلة "كتاب التحرير" من ذخائر المكتبة العربية بسعر مخفض. ومن المعروف ان جريدة الجمهورية وهي تحتفل بعيدها ال63 غداً الاربعاء انها كانت صحيفة ثورة يوليو الأمينة علي مبادئها وعاشت طوال هذه الفترة بين قرائها لانحيازها الدائم له ولقضاياه ومصلحة الوطن. استطاعت جريدة الجمهورية خلال تلك السنوات منذ اصدارها ان تستحوذ علي اهتمامات الباحثين بالجامعات أيضاً وبالفعل تم اعداد رسالة ماجستير حولها بكلية الإعلام بجامعة القاهرة للباحث محمد رضا حبيب حيث كشف في رسالته ان جريدة الجمهورية تحتل المرتبة الأولي بين الصحف المصرية التي يقرأها الشباب نظراً لسهولة وخفة دم المواد الصحفية التي يتم طرحها والتي تخاطب احتياجات الشباب أيضاً. ومن الأرقام التي استعرضتها الرسالة ما يتعلق بان 67.6% من الشباب يطالعون الصحيفة نظراً لاحتوائها علي أبواب تتعلق بالجوانب التعليمية حيث تم تقديم خدمة متميزة للطلاب وللآباء والمعلمين من خلال هذا الباب ونماذج الامتحانات بالاضافة إلي الأبواب العاطفية خاصة باب أريد عروسة وأريد عريساً والتي اشرفت عليه الزميلة إيفون سعد وحظي باهتمام بالغ.