أعطت ثورة يوليو 1952 للإعلام أهمية وأولوية كان لسان حالها ووسيلتها للدعوة لها علي المستويات المحلية والعربية والعالمية. أصدرت 8 صحف. لكن التاسعة لم تظهر للوجود. ولم يتبق من هذه الصحف سوي "الجمهورية" و"المساء". كما أنشأت وزارة جديدة للإرشاد القومي "الإعلام". وإذاعة صوت العرب. وهيئة الاستعلامات ووكالة أنباء الشرط الأوسط والتليفزيون. أهدت ثورة يوليو مجموعة من الصحف العامة والمتخصصة والصباحية والمسائية واليومية والأسبوعية والشهرية. شارك في إدارتها ورئاسة تحريرها عدد من الضباط الأحرار. أرادت ثورة يوليو أن يكون لها ضمانتها الخاصة التي نعبر عنها وندعو لسياساتها رغم أن بعض الصحف القائمة آنذاك أيدتها وساندتها. لم تكن العلاقة علي ما يرام بين ثورة 1952 وبين الصحافة منذ قيامها في فجر الأربعاء 23 يوليو من نفس العام. كانت الثورة تبحث عن المزيد من التأييد والسرية وكانت الصحافة تبحث عن المزيد والجديد من الأخبار والمعلومات. وفي كثير من الأحوال اعتبر قادة الثورة الأخبار التي تنشرها الصحف مغرضة ومثيرة وكثيرا ما ضاق رجال الصحافة وبعد يومين فقط من قيام الثورة فرضت الرقابة علي الصحف. ولم يكن جمال عبدالناصر راضيا عن ظروف ملكية الصحف منذ قيام الثورة وبعد 7 سنوات من قيامها صدر قانون تنظيم الصحافة الذي ألقت بمقتضاه ملكية المؤسسات الصحفية إلي الاتحاد القومي ومن بعده الاتحاد الاشتراكي العربي 1960 وبعد 7 سنوات تم تطبيق هذا القانون علي شرفات دار التحرير التي أنشأتها. مجلة التحرير كانت مجلة التحرير أول صحيفة تصدرها ثورة 23 يوليو 1952 بدأت بعد أسابيع قليلة من الثورة في سبتمبر 1952 صدرت أولا عن إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة "نصف شهرية" واعتبارا من عددها الصادر في 12 أغسطس سنة 1953 "العدد 24" صدرت عن مؤسسة دار التحرير التي أنشأتها ثورة 23 يوليو 1952 وصدرت مجلة التحرير اسبوعية اعتبارا من أول يناير 1954 وكانت من الحجم الصغير "حجم مجلة روزاليوسف وصباح الخير" وأول رئيس تحرير لها ثروت عكاشة عضو تنظيم الضباط الأحرار ووزير الثقافة. وفي عددها الصادر في 17 يونية 1953 أعلنت عن صدور جريدة يومية جديدة تصدرها الثورة باسم جريدة "التحرير اليومية" لكن الاسم تغير إلي الجمهورية تيمناً بإلغاء النظام الملكي وإعلان النظام الجمهوري في نفس الشهر. جريدة الجمهورية صدر العدد الأول من جريدة الجمهورية صباح الاثنين 7 ديسمبر 1953 كلف جمال عبدالناصر البكباشي أنور السادات عضو مجلس قيادة الثورة بإصدارها والإشراف عليها وكان أول رئيس تحرير لها حسين فهمي رئيس تحرير جريدة "الزمان" اشترت الثورة مقرها 11 شارع الصحافة وكانت تصدر عنها "الزمان" مسائية وصحيفة أخري باللغة الفرنسية. وصدرت الجمهورية في سنة .1956 كانت الجمهورية أول صحيفة يومية تصدرها الثورة. أعلنت الصحف عن صدورها وشاركت الطائرات في توزيعها وحملتها إلي جميع قارات العالم حاربت الاستعمار وساندت حركات التحرر الوطني خاصة في الوطن العربي وآسيا وافريقيا روجت لسياسة عدم الانحياز والحياد الايجابي وحاربت سياسة الأحلاف التي جاء بها الاستعمار. جريدة الشعب أصدرت الثورة ثاني جريدة يومية لها في يونية 1956 وتولي إدارتها البكباشي صلاح سالم عضو مجلس قيادة الثورة ووزير الإرشاد القومي والمشرف علي الملف السوداني. وأسس تحرير الصحيفة الجديدة مع حسين فهمي وأحمد بهاء الدين صدرت جريدة الشعب من المقر السابق لجريدة "المصري" بشارع قصر العيني الذي تمت مصادرته في مايو .1954 وكان من كتابها عبدالرحمن الشرقاوي وعبدالمنعم الصاوي. انضمت جريدة "الشعب" إلي جريدة "الجمهورية" سنة 1959 وأعلن ذلك الصاغ صلاح سالم في مقال له بجريدة "الجمهورية" واستمر اسم الجمهورية وأصبح شعارها جريدة "الشعب" وتحولت دار الشعب بعد ذلك إلي مؤسسة لطبع الكتب ونشرها وتوزيعها. ومن الأبواب التي ظهرت في جريدة "الشعب" وانتقلت إلي جريدة "الجمهورية" باب "حديث المدينة" و"باب المنوعات". جريدة "المساء" أصدرت ثورة 23 يوليو أول جريدة يومية مسائية في 6 أكتوبر 1956 وكان أول رئيس تحرير لها خالد محيي الدين عضو مجلس قيادة الثورة ومؤسسة منبر اليسار وحزب التجمع الوطني الوحدوي القومي وأصغر الضباط الأحرار سنا كانت جريدة "المساء" رائدة في مجال الاهتمام بالرياضة وهي أول جريدة مصرية تنشر الرياضة علي صفحة كاملة أواخر الخمسينيات وأشرف عليها الناقد الرياضي الكبير عبدالرحمن فهمي ولا تزال تستبق في هذا المجال حتي اليوم. وعرف عن جريدة "المساء" أيضا اهتمامها بالأدب وكان لمحرريها دور كبير في اكتشاف المواهب الأدبية من الشعراء والأدباء وكتاب الرواية والقصص الكبيرة علي الساحة المصرية. كما تخصص صحيفة "المساء" أبوابا وصفحات متخصصة تغطي اهتمامات القراء خاصة المحافظات والحوادث والقضايا. أصدرت ثورة يوليو مجلة "الثورة" الاسبوعية التي ظهرت أيام الخميس في كل أسبوع وتعبر عن منظمات الشباب وكان مديرها ورئيس تحريرها الصاغ وحيد رمضان عضو تنظيم الضباط الأحرار. كان شعار المجلة "لا شرقية ولا غربية" أي انها مصرية وطنية تمتد جذورها في الوطنية المصرية ولا تتبني الأفكار الشرقية أو الغربية. استمرت مجلة "الثورة" في الصدور من يوليو 1954 حتي سنة 1957 كما أصدرت الثورة مجلة بناء الوطن وهي مجلة شهرية استمرت من يوليو 1958 حتي نوفمبر 1966 ورأس تحريرها أمين شاكر عضو تنظيم الضباط الأحرار العضو المنتدب لمؤسسة دار التحرير ووزير السياحة. الرسالة الجديدة صدرت عن دار التحرير للطبع والنشر مجلات متخصصة منها "الرسالة" وهي مجلة أدبية ثقافية رأس تحريرها الضابط الأديب يوسف السباعي صاحب قصة فيلم "رد قلبي" و"أديب الثورة". وكان شعارها أدب. فن ثقافة. كما صدرت مجلة "أهل الفن" التي رأس تحريرها الناقد الفني ورئيس القسم الفني بالجمهورية حسن إمام عمر. وكان من المقرر صدور مجلة جديدة لثورة 23 يوليو 1952 اسمها "الفجر" يشرف عليها الضابط الكاتب أحمد حمروش سنة 1956 لكنها لم تظهر إلي حيز الوجود. أعلن ذلك حمروش في مقال له نشر بجريدة "الجمهورية" في 10/12/.1984 صوت العرب لم يقتصر اهتمام ثورة يوليو 1952 علي إصدار الصحف لكنها أنشأت العديد من الهيئات الإعلامية منها وزارة الإرشاد القومي "الإعلام" في 10 نوفمبر سنة 1952 ومهمتها توجيه أفراد الأمة وإرشادهم إلي ما يرفع مستواهم المادي والأدبي وتقوية روحهم المعنوية وشعورهم بالمسئولية وتولاها فتحي رضوان والصاغ صلاح سالم عضو مجلس قيادة الثورة وأنشأت الثورة الهيئة العامة للاستعلامات سنة 1954 وتولي رئاستها الضابط الدكتور محمد عبدالقادر حاتم وزير الإعلام فيما بعد. تولت الهيئة أمر الإعلام الداخلي والخارجي نظمت رحلة للمراسلين الأجانب إلي مدينة الإسماعيلية وشاهدوا مبني هيئة قناة السويس تحت السيادة المصرية وكان جي مولين رئيس وزراء فرنسا قد أعلن في برلمان بلاده ان قواته قد استولت علي مبني الشركة. وأنشأت الثورة وكالة أنباء الشرق الأوسط سنة 1956 وأشرف علي تأسيسها جلال الدين الحمامصي نائب المدير العام لتحرير جريدة "الجمهورية". وكان مجلس الوزراء قد وافق علي تأسيس الوكالة في 8 فبراير سنة .1956 وكانت الثورة قد أنشإت إذاعة "صوت العرب" في 4 يوليو 1953 تأكيدا لإيمانها بفكرة الوحدة العربية ومساندة حركات التحرر خاصة في المقر العربي. وقيل إن فرنسا كانت توزع أجهزة راديو بالمجان في الجزائر لا تستقبل محطة "صوت العرب". وكان لها دور كبير في استقلال هذه الدول ورحيل الاستعمار عن أراضيها. وأول رئيس لها الإذاعي أحمد سعيد 53 .1967 كما أسست الثورة إذاعات موجهة بجميع اللغات إلي جميع دول العالم لمساندة حركات التحرير والدعوة لسياسة الحياد الإيجابي والتعايش السلمي وخاصة في آسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية. وفي يوليو 1960 بدأ التليفزيون المصري إرساله وكان يحمل اسم التليفزيون العربي لأنه تأسس في دولة الوحدة بين مصر وسوريا "الجمهورية العربية المتحدة" وبدأ الإرسال في وقت واحد في القاهرة ودمشق. تنظيم الصحافة وفي 24 مايو 1960 صدر قانون تنظيم الصحافة التي آلت بمقتضاه المؤسسات الصحفية الكبري إلي الاتحاد القومي ومن بعده الاتحاد الاشتراكي العربي وهي الأهرام وأخبار اليوم وروزاليوسف ودار الهلال. وفي نوفمبر 1967 تم تطبيق القانون علي شركات دار التحرير للطبع والنشر وهي الاعلانات الشرقية ومطابع الجمهورية والإعلانات المصرية "إعلانات الجمهورية" والتوزيع المتحدة "توزيع الجمهورية".