** شغلتني للغاية مسألة الانتخابات الأمريكية ولم يسعفني الوقت لتناولها عبر تلك السطور. فما توفر من معلومات موثقة بالصور الكاريكاتورية علي موقع الإنترنت حول الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة ينذر بالخطر القادم علي العالم كله حيث تم التخطيط له منذ نهايات القرن الماضي والتفاصيل غريبة وعجيبة ومريبة في آن واحد. إنها تفاصيل مرعبة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان الولاياتالمتحدة سوف تواجه فترة عصيبة في تاريخها المعاصر. - لكن ما يشغلني أكثر هو غضب الطبيعة. وأعني الكوارث المتجددة التي تواجهها مصر بين الحين والآخر جراء ما تسببه الأمطار الغزيرة وما يصحبها من سيول مدمرة. وما يترتب عليها من خسائر بشرية ومادية ومن ثم لا يجب أن تمر كارثة السيول التي شهدتها البلاد مؤخرا في محافظة البحر الأحمر وبعض قري الصعيد - مرور الكرام - ولابد أن تكون هناك إرادة سياسية نافذة لمواجهة الخطر القادم. فكم أزعجتني تصريحات الدكتور خالد فهمي وزير البيئة مؤخراً. والتي حذر فيها من أخطار محدقة سوف تأتينا من حيث لا نحتسب. لكنها سوف تأتي ساعة وتدمر الدنيا فالكوارث الطبيعية لا يمكن لأي دولة في العالم مهما بلغت من القوة والتقدم العلمي أن تمنع حدوثها ولكن العبرة في مدي القدرة علي احتواء خسائرها والحد من مخاطرها علي المجتمع وفي المقابل فإن التحديات والتهديدات التي تواجه مصر تقتضي أن تصبح منظومة إدارة الأزمات والكوارث من أوليات العمل الوطني فالكوارث الطبيعية لا يمكن التعاطي معها سوي بالتخطيط السليم وتلاحم الشعب مع كافة أجهزة الدولة المعنية بإدارة الأزمة. ** وحول أزمة السيول وكيفية التصدي لها توقفت أمام عدد من آراء الخبراء وكبار الكتاب يأتي في مقدمتها: - الدكتور محمد نصر علام وزير الموارد المائية والري الأسبق يُشدد علي ضرورة تجريم التعديات أو البناء علي مخرات السيول. حتي لا يكون هناك مانع من وصول هذه المياه لنهر النيل مرة أخري عبر هذه الممرات. جنباً إلي جنب مع ضرورة إنشاء سدود تغذية تحجز مياه السيول والأمطار حتي تتسرب إلي باطن الأرض وتتحول إلي مياه جوفية يمكن الاستفادة منها خاصة في مناطق شبه جزيرة سيناء وفي المقابل تؤكد وزارة الموارد المائية والري أنها أزالت 14 ألف حالة تعدّي علي مختلف المصارف الزراعية من إجمالي عشرين ألف حالة لضمان جاهزية المصارف لاستقبال الأمطار والسيول المتوقعة ولكن الدكتور عصام خليفة رئيس الهيئة العامة لمشروعات الصرف الصحي لم يُخبرنا عن مصير ستة آلاف مصرف زراعي لم تتم إزالتها بعد. ولم يُفصح عن السبب..؟! ** الدكتور نادر نور الدين أستاذ المياه بزراعة القاهرة يُلخص الأزمة في كلمتين "التخطيط - المساءلة" ويُشدد علي ضرورة قيام الدولة بعمل مخرات للسيول بالمناطق الصحراوية تمر أسفل الطرق الرئيسية وتصب في خزانات. بحيث يتم تحويل مياه السيول والأمطار إلي مياه صالحة للشرب. ** آخر الكلام : دعونا نتأمل توصيف الكاتب الصحفي الكبير عماد الدين أديب للحالة المصرية الراهنة في مقاله تحت عنوان: "الفتنة الكبري".. يقول الأستاذ: اقتصادنا علي شفا هاوية وشعبنا في حالة نفاد صبر ومجتمعنا يُعاني - تاريخيا - من نقص حاد في الخدمات الأساسية ومياه النيل مُهددة وخلافاتنا الاقليمية مضطربة والعالم الكبير الذي نحيا فيه في حالة سيولة وارتباك شديدين.. هذا هو الزمن الأصعب الذي يُهاجمنا ليل نهار من الداخل والخارج.